الثلاثاء، 6 فبراير 2018

الطائرات الخاصة معرضة للحوادث أكثر من السيارات‎

في الوقت الذي يشهد فيه قطاع الطيران التجاري تقدمًا هائلًا على صعيد السلامة الجوية، لا يزال الطيران الخاص، وخاصةً الطائرات الصغيرة المملوكة للأفراد أو المستأجرة لرحلات رجال الأعمال، يواجه معدلات حوادث أعلى بكثير. ففي عام 2017 وحده، ارتفعت حوادث الطائرات الخاصة في الولايات المتحدة بنسبة 25% مقارنة بالعام السابق، بينما ظل الطيران التجاري عند أدنى مستويات الحوادث منذ بدء توثيق السجلات. وأظهرت إحصاءات الهيئة الوطنية الأمريكية لسلامة النقل (NTSB) أن معدل الوفيات بلغ حالة وفاة واحدة لكل 100 ألف ساعة طيران خاص، وهو معدل يتجاوز خطر ركوب السيارات في بعض الحالات.

الطائرات الخاصة معرضة للحوادث أكثر من السيارات

هل السفر بطائرة خاصة أكثر أمانًا من طائرة تجارية؟

يشير خبراء الطيران إلى أن الطيران التجاري أصبح اليوم من أكثر وسائل النقل أمانًا على الإطلاق. ففي عام 2017 مثلًا، من أصل 35 مليون رحلة تجارية حول العالم، سُجلت فقط خمسة حوادث مميتة وفقًا للمنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO). وعلى النقيض، سجل الطيران الخاص أكثر من 210 حوادث مميتة في العام نفسه. هذه الفجوة الكبيرة تعكس حقيقة أن الرحلات التجارية تخضع لرقابة دولية صارمة، وصيانة دقيقة، وطاقم محترف، بينما يعاني الطيران الخاص من تفاوت في مستويات الخبرة والإجراءات.

بعد عام 2019 ومع جائحة كوفيد-19، زاد الإقبال على الطائرات الخاصة بشكل ملحوظ بسبب القيود على السفر التجاري، مما أدى إلى ارتفاع ساعات الطيران لهذا القطاع بنسبة تقارب 20%. ورغم ذلك، لم يواكب معدل السلامة هذا التوسع، حيث استمرت الحوادث في تسجيل أعداد مقلقة، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا. ففي 2022 مثلًا، ذكرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) وقوع أكثر من 1100 حادث في الطيران العام، منها مئات مرتبطة بالطائرات الخاصة.

لماذا الطائرات الخاصة أكثر عرضة للحوادث؟

للوهلة الأولى قد يبدو امتلاك طائرة خاصة أو استئجارها رفاهية آمنة، إلا أن الواقع يكشف عن تحديات عديدة تجعلها أكثر خطورة من السيارات وحتى من بعض أنماط الطيران التجاري:

  • غياب مساعد الطيار في معظم الرحلات.
  • ضعف الخبرة والتدريب المستمر لبعض الطيارين مقارنة بزملائهم في شركات الطيران الكبرى.
  • قلة الاعتماد على أنظمة الملاحة والدعم الأرضي المتطورة.
  • عدم الالتزام بنفس معايير الصيانة الدورية المفروضة على الطائرات التجارية.
  • الاعتماد على محرك واحد في العديد من الطائرات الخفيفة، مما يزيد خطورة أي عطل ميكانيكي.

وفقًا لبيانات EASA (وكالة سلامة الطيران الأوروبية)، فإن الفترة من 2014 إلى 2018 شهدت أكثر من 866 حالة وفاة في الطيران الخاص ضمن الاتحاد الأوروبي، مقارنة بـ 188 حالة فقط في الطيران التجاري. وفي عام 2023، أكدت تقارير حديثة استمرار هذا الاتجاه رغم الجهود المبذولة لرفع مستوى التدريب والمراقبة.

المستقبل: هل يتغير المشهد؟

مع دخول الطائرات الكهربائية والهجينة (eVTOL) إلى السوق خلال الأعوام الأخيرة، يعتقد بعض الخبراء أن السلامة في الطيران الخاص قد تتحسن بفضل الأنظمة الآلية المتقدمة وتعدد المحركات. ومع ذلك، ما زال أمام هذه التقنيات سنوات من الاختبارات والتشريعات قبل أن تصبح بديلًا عمليًا للطائرات الخاصة التقليدية. وحتى ذلك الحين، تبقى السلامة في الطائرات الخاصة أقل مقارنة بالطيران التجاري.

لذا، ورغم الإغراء الذي تقدمه الطائرات الخاصة من حيث الراحة والمرونة، فإن الإحصائيات حتى 2024 تؤكد أنها ليست الخيار الأكثر أمانًا. فهل ما زلت ترى أن امتلاك طائرة خاصة حلم يستحق المخاطرة؟ ربما آن الأوان لإعادة التفكير!

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك