الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

لماذا يجب عليك دائما تشغيل منفذ التهوية أثناء الطيران؟

هل سبق لك أن جلست على مقعدك في الطائرة، وأغلقت منفذ الهواء العلوي خوفًا من الإصابة بالبرد أو انتقال العدوى؟ الحقيقة أن الكثير من المسافرين يفعلون ذلك بدافع القلق، معتقدين أن هذا الهواء قد يكون محملاً بالجراثيم. لكن الدراسات والتجارب العملية تُثبت أن الأمر على العكس تمامًا: تشغيل منفذ التهوية ليس فقط آمنًا، بل هو أداة فعّالة لحمايتك من الأمراض خلال الرحلة.

لماذا يجب عليك دائما تشغيل منفذ التهوية أثناء الطيران؟

أهمية تشغيل منافذ التهوية داخل الطائرة

يصف الدكتور مارك جندريو، المدير الطبي ونائب رئيس طب الطوارئ في مركز لاهي الطبي، والمتخصص في الأمراض المعدية المرتبطة بالسفر الجوي، أن نظام التهوية في الطائرات يُساء فهمه بشكل كبير. فبينما يعتقد البعض أنه قد يكون مصدرًا للعدوى، الحقيقة أنه يُعد خط دفاع أساسي ضد انتقال الميكروبات.

فالمنافذ الصغيرة فوق المقاعد ليست مجرد وسيلة لتبريدك، بل تساهم في خلق حاجز هوائي غير مرئي حولك، يقلل من فرصة استنشاق الرذاذ الملوث أو البقاء في محيط الجراثيم التي قد يطلقها الركاب من حولك.

كيف تعمل أنظمة التهوية على متن الطائرة؟

الهواء في الطائرة لا يتدفق من الأمام إلى الخلف كما يتصور البعض، بل هو مُقسّم إلى مناطق مستقلة (Zones) أشبه بما يُعرف بمناطق التحكم في درجة الحرارة. كل منطقة تمتد عادة عبر صفين إلى خمسة صفوف من المقاعد.

يتم سحب الهواء من المقصورة إلى الخارج عبر مراوح تقع بجوار النوافذ أو عند التقاء جدران الطائرة بالأرضية، ثم يُعاد خلطه مع هواء نقي قادم من الخارج. قبل إعادة ضخه، يمر هذا الخليط عبر مرشحات HEPA عالية الكفاءة، والتي قادرة على إزالة أكثر من 99% من الغبار، الجراثيم، والجزيئات الدقيقة المحمولة بالهواء.

تتم عملية تنقية الهواء هذه من 15 إلى 30 مرة في الساعة الواحدة، أي بمعدل أفضل من أغلب أنظمة التهوية في المكاتب أو المباني السكنية. ومن المثير للاهتمام أن هذا النظام صُمم في الأصل عندما كان التدخين مسموحًا على متن الطائرات، ما أجبر الشركات على تطوير تكنولوجيا قوية للتخلص من الدخان بسرعة.

لماذا تشغيل منفذ التهوية يقلل من العدوى؟

العدوى الفيروسية – مثل السل أو الحصبة – تنتقل عبر جزيئات صغيرة تبقى عالقة في الهواء لعدة ساعات. بينما نزلات البرد والإنفلونزا تنتشر عادة عبر قطرات أكبر وأثقل تسقط بسرعة.

عندما تقوم بفتح منفذ التهوية وتوجيهه نحو صدرك أو وجهك على مستوى متوسط أو منخفض، فأنت تُنشئ تيارًا هوائيًا محيطًا بك. هذا التيار يعمل كجدار غير مرئي يعيق حركة الجزيئات الملوثة، ويدفعها بعيدًا عن مجال تنفسك، بل ويجعلها تسقط نحو الأرض بسرعة أكبر.

الهواء الجاف وأهمية الترطيب

واحدة من التحديات الصحية أثناء السفر الجوي هي انخفاض نسبة الرطوبة داخل الطائرة. هذا الجفاف يؤدي إلى تهيج الغشاء المخاطي في الأنف والحلق، ما يجعلك أكثر عرضة لالتقاط الفيروسات.

تشغيل منفذ التهوية يساعد على تقليل تركيز الجراثيم في الهواء المحيط بك، لكن لا تنسَ أن تحافظ على ترطيب جسدك عبر شرب الماء بشكل منتظم، وربما استخدام قطرات لترطيب الأنف في الرحلات الطويلة.

نصائح إضافية لحماية نفسك أثناء الرحلة

  • شغّل منفذ التهوية دائمًا، واجعله موجّهًا نحو صدرك أو وجهك.
  • استخدم معقم اليدين بانتظام، خاصة بعد لمس الأسطح.
  • تجنب لمس وجهك أو فمك قدر الإمكان.
  • احرص على تنظيف الطاولة الأمامية، وأزرار الترفيه إن وُجدت.
  • إذا كان بجوارك شخص مريض، يمكنك زيادة قوة تدفق الهواء قليلاً لخلق حاجز إضافي.

بهذه الخطوات البسيطة، وباستخدام أنظمة التهوية بذكاء، يمكنك تقليل فرص إصابتك بالعدوى أثناء الرحلات الجوية بشكل ملحوظ، لتصل إلى وجهتك بسلام وبصحة جيدة.

الخلاصة

قد يكون تشغيل منفذ الهواء العلوي في الطائرة مجرد تفصيلة صغيرة في نظر البعض، لكنه في الواقع جزء أساسي من استراتيجيتك الشخصية للحفاظ على صحتك أثناء السفر. فهو يساهم في حماية جهازك التنفسي من الجراثيم المحمولة جوًا، ويمنحك طبقة إضافية من الأمان بجانب النظافة الشخصية والاحتياطات الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك