الأربعاء، 16 أغسطس 2017

حقائق عن الاهتزازات العنيفة اثناء الطيران تعرف عليها

الاهتزازات واضطرابات الطائرات Turbulence هي السبب الأكثر شيوعا لإصابة المسافرين أثناء الطيران، ففي الولايات المتحدة وحدها هناك ما يقدر بـ 58 إصابة كل عام بسبب الاضطراب، وفي حالات الاضطرابات القصوى تضطر الطائرات أن تلجأ إلى الهبوط الاضطراري. تلك التقارير عن وقوع اصابات حرجة أو الاهتزازات العنيفة اثناء الطيران كافية لاصابة المسافرين بحالة من الذعر، ولكن لا تقوم بالغاء رحلتك القادمة فقط بعد. فقد تحدثنا إلى عدد من الطيارين وخبراء الطيران للوقوف على حقائق تلك الاهتزازات، وما الذي يحدث بالفعل عندما تتخبط الطائرة بعنف.

وعلى الرغم من الازعاج والخوف الذي تتضمنه الاهتزازات، هي في الأساس مجرد مرحلة صعبة تنتج عن الرياح والعواصف الرعدية والتيار النفاث والاقتراب من الجبال وعوامل أخرى. أما بالنسبة للمسافرين فهي عدو لا يمكن التنبؤ به، مثل حفرة مفاجئة في الطريق أو عاصفة صيفية، ولكن عادة ما نحاول أن نقول لأنفسنا بصعوبة أن ذلك أيضا سيمر.

ويحافظ الطيارين دائما على إبقاء أحزمة الأمان الخاصة بهم مثبتة أثناء الجلوس على متن طائرة، وعادة ما ينصحونك بأن تفعل نفس الشيء، ولكن هل الاضطرابات حقا شيء يمكن الخوف منه؟

ما الذي يسبب الاهتزازات والاضطرابات العنيفة للطائرة؟

ما الذي يسبب الاهتزازات والاضطرابات العنيفة للطائرة؟

الاضطرابات و الاهتزازات شيء غير مريح ولكنه ليس خطير، فهو جزء من الطيران وليس بالشيء الذي يمكن الخوف منه. يمكن للعديد من الأشياء المختلفة أن تتسبب في الاضطرابات، ولكن كل سبب منها معروف جيدا ومفهوم من قبل الطيارين. يقول أحد الطيارين أنه يتوقع في كل يوم يطير فيه وجود بعضا من الاضطراب، تماما كما يتوقع عثرة غريبة في الطريق وهو في طريقه للعمل.

الأوجه المختلفة من الطقس قد تسبب أنواع مختلفة من الاضطرابات. ويعتبر اضطراب الجو الصاف "CAT" هو الشكل الأكثر شيوعا من أشكال الاضطرابات التي من المحتمل أن تواجهها اثناء الطيران.

يميل الهواء إلى التدفق بشكل أفقي كحركة الأفعى فيما يسمى بالتيار النفاث، هذا التيار النفاث يمكن أن يكون في بعض الأحيان بطول آلاف الأميال، ولكن في العادة يكون طوله أميال قليلة فقط واسعة وعميقة. ويتم تخطيط الرحلة على حسب اتجاه السفر، فإما أن تتجنب الرياح المعاكسة أو تستخدم الرياح القادمة من خلف الطائرة لخفض تكاليف الوقود، والتي يمكن أن تتدفق حتى 250 ميلا في الساعة، تماما مثل الدوامات على ضفة نهر سريع الجريان، حيث تتفاعل حافة التيار بحركة هواء أبطأ، ثم يكون هناك تداخل في الهواء مما يسبب الاهتزازات.

انفوجرافيك يوضح الاهتزازات العنيفة اثناء الطيران

حقائق عن الاهتزازات العنيفة اثناء الطيران

1. الاهتزازات غير مؤذية بشكل عام

ان اهتزازات الطائرة أمر شائع نسبيا وهي عادة ما تكون غير مؤذية، ولكن ذلك لا يمنع من كونها غير مريحة. وهناك درجات متفاوتة وأنواع مختلفة من الاضطرابات، والتي تنجم عن عدد من العوامل: مثل تيارات السحب الرعدية الصاعدة والهابطة أو التيارات الحرارية أو اضطرابات الجو الصافي الناتجة من التغير السريع في سرعة الرياح أو الاتجاه.

2. تحدث الإصابات نتيجة الاهتزازات ولكنها نادرة

تقول إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أن هناك ما يقرب من 58 مسافر يصابون سنويا بسبب الاهتزازات العنيفة اثناء الطيران، وأن ثلثي هذا العدد هو من مضيفات أو ركاب لا يرتدون حزام الأمان. وذلك يعني أن حوالي 20 راكب من 800 مليون راكب يطيرون سنويا في الولايات المتحدة يصابون بسبب الاضطرابات، وذلك يحدث عادة عند أو فوق ارتفاع 30.000 قدم.

3. يعرف الطيارون متى ستحدث الاهتزازات

يعرف الطيارون في كثير من الحالات الظروف السابقة للاهتزازات، وقد يقوموا بتشغيل علامة حزام الأمان مع اقتراب الطائرة منها. وتساعد الطيارين أيضا التقارير الجوية قبل الرحلة و رادار قمرة القيادة والتقارير الواردة من الطائرات الأخرى في المنطقة.

4. اهتزازات الجو الصافي لها قصة مختلفة

تعد اهتزازات الجو الصافي هي النوع الأكثر خطورة، فهي تحدث والسماء صافية مع وضوح الرؤية، وهو ما يجعلها لا تلتقط من قبل رادار الطقس. وهذا لا يترك قليلا من الوقت لطاقم الطائرة لتحذير الركاب بالعودة إلى مقاعدهم وربط أحزمة الأمان، ولذلك تكون معظم إصابات الاهتزازات ناجمة عن ذلك النوع من الاضطرابات.

5. معدل اهتزازات الجو الصافي في صعود

وفقا للعلماء، فإن كمية اهتزازات الجو الصافي الشديدة التي تؤثر على الرحلات الجوية يمكن أن تصبح أكثر من الضعف بحلول منتصف القرن الحالي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، لذلك هيأ نفسك لرحلات جوية أكثر وعورة.

6. لن تتسبب الاهتزازات في تحطم الطائرة

على الرغم من أنه من الممكن أن تشعر بذلك، وبغض النظر عن مدى شدة الاهتزازات، فإن سلامة الطائرات بعيدة حقا عن السؤال. فقد صممت الطائرات لتستوعب كمية استثنائية من الصدمات.

7. يتم تدريب الطيارين على التعامل معها، لذلك قم بالاسترخاء

لمنع الاهتزازات، يقوم الطيارون بدراسة أنماط الطقس بعناية، والتخطط واختيار أفضل المسارات قبل كل رحلة. وعندما تكون الاهتزازات أمرا لا مفر منه يعرف الطيارون الجيدون كيفية تهدئة الركاب القلقين. راجع: كيفية التعامل مع الاهتزازات العنيفة أثناء الطيران

8. علامة حزام الأمان بالأهمية للامتثال لها

نتيجه لارتفاع معدلات اهتزازات الجو الصافي، فإن الطريقة الوحيدة القاطعة لمنع الإصابات الناجمة عن الاهتزازات هو الحفاظ على ربط حزام الأمان كلما أضاءت علامته. وذلك أمر بسيط لكنه فعال.

9. تعمل مقاعد السيارة مع الطائرات أيضا

الأطفال في اللفة هم الأكثر عرضة لإصابات الاهتزازات، فالحركة العنيفة قد تجعل الطفل يطير من بين ذراعيك. ولقد دعا مجلس سلامة النقل الوطني منذ فترة طويلة الي أن يتم تثبيت الرضع في مقعد سيارة مصدق عليه من شركة الطيران.

10. قد نكون قادرين قريبا على تجنب الاهتزازات تماما

تختبر شركات الطيران التكنولوجيا الحديثة التي يمكن أن تساعد الطائرات على تجنب الاهتزازات تماما، وذلك باستخدام أشعة الليزر الفوق البنفسجية لإرسال النبضات في الجو أمام الطائرة، مما يساعد الطيار علي الاكتشاف المبكر لامكانية حدوث الاهتزازات وتجنبها.

هل يمكن تجنب الاهتزازات العنيفة للطائرة؟

لا يمكن رؤية اضطراب الجو الصاف "CAT" ولا يمكن رصدها على الرادار ولا التنبؤ بها بدقة، ولكن توجد طرق أخرى لتجنبها. في معظم الأحوال نعتمد على التقارير الصادرة من الطائرات الأخرى، والتي نسمعها إما مباشرة أو يتم نقلها من خلال مراقبة الحركة الجوية، ثم نعتمد على الخيارات المتاحة لنا.

محاولة الطيار للطيران على ارتفاع تم الإبلاغ عنه أنه سلس يمكن أن يتعذر بسبب العديد من المعوقات مثل وجود طائرة أخرى بهذا المستوى، أو وزن الطائرة في ذلك الوقت. وأيا كانت الظروف سيجد طيار الطائرة المسار الأكثر راحة إلى وجهتك دون المساس بسلامتك، لأنه مثلك يشعر بالاهتزازات ويفضل رحلة أكثر سلاسة.

هل تكون الطائرة أكثر عرضة للاضطرابات على طرق معينة؟

يمكن أن يصبح أي مطار تحت رحمة الرياح القوية في أي يوم من الأيام، والأمر نفسه ينطبق على التيارات النفاثة في أي مسار من المسارات. و من الممكن وجود فرصة أكبر للاضطرابات بشكل عام أثناء الطيران عبر مناطق إلتقاء الأقاليم المدارية (ITCZ)، مثل التحليق جنوبا عبر أفريقيا.

إلى أي مدى يمكن أن تكون الاضطرابات سيئة؟

تشترك أطقم الطيران في جميع أنحاء العالم في تصنيف مشترك للاضطرابات: خفيفة، ومتوسطة، وشديدة. وعليه يمكن تحديد ما ينبغي فعله لمسار الرحلة.

حتى الاضطرابات الخفيفة يمكن أن تكون مزعجة للمسافرين، ولكن بالنسبة للطيارين الأمر لا يختلف عن كونه طريق وعر بالنسبة لسائق سيارة الأجرة أو جزء غير مستو قليلا من القضبان بالنسبة لسائق القطار. وفي تلك الاضطرابات قد تنحرف الطائرات بضعة أقدام فقط عن ارتفاعها.

ولا تصيب الاضطرابات المتوسطة أيضا الطيارين بأي خوف، لأنهم يشهدون هذا المستوى من الاضطراب لبضع ساعات في كل ألف ساعة من الطيران، وهو عادة ما يستمر لمدة لا تزيد عن 10 أو 15 دقيقة، وفي بعض الأحيان قد يستمر لعدة ساعات متقطعة.

وهذا النوع من الاضطرابات لا يزعج حتى بعض المسافرين المنتظمين، وسوف يسبب سكب المشروبات، وقد تنحرف الطائرة عن الارتفاع بنسبة 10 أو 20 قدما. ولا يكون هناك أي إجراء مطلوب من الطيار للسيطرة على الطائرة، إلا إذا استمر الاضطراب فقد يقرر طاقم الطائرة محاولة الطيران علي ارتفاع مختلف.

أما الاضطرابات الشديدة فهي نادرة للغاية. حيث توجد تقريبا لمدة خمس دقائق في المجمل من كل أكثر من 10.000 ساعة طيران. وتكون غير مريحة للغاية ولكنها ليست خطيرة، وقد تنحرف الطائرة بنسبة تصل إلى 100 قدم أو نحو ذلك ارتفاعا أو انخفاضا. و اذا استمرت لوقت طويل أكثر من المعتاد يمكن لقائد الطائرة أن يقرر الهبوط اطراريا في أقرب مطار.

الاثنين، 14 أغسطس 2017

مطار موروني - مطار سعيد إبراهيم الدولي

يُعد مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي، المعروف كذلك باسم مطار موروني الدولي (Prince Said Ibrahim International Airport)، المرفق الجوي الأهم في جمهورية جزر القمر. يقع المطار على بعد يقارب 25 كيلومتراً من العاصمة موروني، فوق جزيرة القمر الكبير التي تُعد أكبر جزر الأرخبيل. ويمثل هذا المطار نقطة العبور الأساسية لربط الدولة بالعالم الخارجي، إذ يُسجل في قواعد بيانات الطيران العالمية تحت رمز IATA: HAH ورمز ICAO: FMCH. كما تعتمد عليه شركة جزر القمر للطيران في تشغيل غالبية رحلاتها بوصفه المركز الرئيسي لعملياتها الجوية.

مطار موروني الأمير سعيد إبراهيم الدولي Prince Said Ibrahim International Airport

تاريخ وتطورات مطار موروني 

لا تتوافر وثيقة دقيقة تحدد تاريخ افتتاح مطار موروني بشكل رسمي، غير أن السجلات التاريخية تشير إلى أحداث بارزة أثّرت في مسيرته. ففي 27 يناير 1968، تعرضت طائرة de Havilland DH-114 Heron 1B لحادث بالقرب من مدرجه بعد محاولة إقلاع ثانية فاشلة، حيث اصطدم جناحها بأحد مصابيح الإنارة على طرف المدرج قبل أن تنتهي بسقوطها في البحر. وقد شكّل هذا الحادث مثالاً على التحديات التشغيلية التي كانت تواجهها البنية التحتية الجوية في تلك الحقبة المبكرة.

سُمّي مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي تكريماً للأمير سعيد إبراهيم الذي تولى منصب رئيس الوزراء بين عامي 1970 و1972، ويُعرف شعبياً أيضاً باسم هاية (Hahaya). وعلى مدى عقود طويلة ظل يمثل بوابة جزر القمر شبه الوحيدة نحو العالم الخارجي، وهو ما عزز مكانته كأحد أهم الأصول الوطنية على الرغم من الإمكانات المحدودة للدولة.

وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أُنشئت هيئة عامة متخصصة لتولي إدارة المطار بعيداً عن الجهاز المركزي للطيران المدني، بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية وتطوير الخدمات. ومنذ ذلك الحين انطلقت سلسلة من المشاريع بمساهمة شركاء دوليين لتطوير المرافق ورفع مستوى السلامة الجوية.

شهد العقد الأول من الألفية الثالثة خطوات أوسع لتحديث مطار موروني، بدعم مباشر من شركاء تنمويين. ففي سبتمبر 2006 خصصت وكالة التنمية الفرنسية تمويلاً قُدّر بثلاثة ملايين يورو لتحديث أنظمة الملاحة الجوية وإصلاح برج المراقبة. وتزامن ذلك مع توقيع عقود مع شركات دولية لتوسعة مباني الركاب وتحسين البنية التحتية. وفي يناير 2012 أعلنت الحكومة رسمياً إطلاق خطة تطوير شاملة استهدفت رفع كفاءة التشغيل واستيعاب النمو المتوقع في أعداد المسافرين.

وفي مايو 2017 تم توقيع عقد موسع مع شركة هندسية دولية لتنفيذ مشروع تحديث رئيسي في مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي يضمن إطالة المدرج ليستوعب الطائرات عريضة البدن مثل Boeing 777 و Airbus A330. كما كان الهدف من المشروع رفع القدرة الاستيعابية إلى ملايين المسافرين سنوياً. ورغم أن الجدول الزمني الأصلي حدد فترة التنفيذ بثلاث سنوات، إلا أن عوامل اقتصادية وسياسية جعلت من الضروري متابعة المستجدات اللاحقة لتحديد ما تحقق فعلياً على أرض الواقع.

مرافق مطار موروني الحالية

يضم مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي محطة ركاب واحدة تُستخدم لكل من القادمين والمغادرين، بالإضافة إلى مدرج رئيسي مناسب لغالبية الطائرات التجارية الحديثة. كما يحتوي على منشآت خاصة بالصيانة والتزويد بالوقود، إلى جانب برج مراقبة مخصص لإدارة الحركة الجوية. وتوجد أيضاً مرافق للجمارك والبضائع وموقف سيارات يخدم المسافرين والعاملين. ومع أن مرافق تسجيل الوصول كانت محدودة في السابق بعدد قليل من العدادات، فقد أُدخلت تحسينات متتالية خلال السنوات الأخيرة لمعالجة هذه التحديات وتقصير فترات الانتظار.

الخطوط الجوية ووجهات مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي

تستخدم عدة شركات إقليمية ودولية مطار موروني لتسيير رحلات منتظمة، أبرزها شركة جزر القمر للطيران الناقلة الوطنية التي تشغل رحلات تربط بين الجزرالثلاث عبر مطار أواني و مطار موهيلي بندر السلام. ومنذ عام 2018، انضمت شركات كبرى مثل الخطوط الجوية التركية التي دشنت رحلات مباشرة إلى جزر القمر، وهو ما ساهم في توسيع شبكة الوجهات. ومن بين المدن التي ارتبط بها مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي تاريخياً: الدوحة، جيبوتي، مومباسا، نيروبي، صنعاء، ودار السلام. ونظراً لأن جداول الرحلات عرضة للتغييرات المستمرة نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية، يُنصح بالاطلاع مباشرة على مواقع شركات الطيران للتأكد من الوجهات الحالية.

وبالنظر إلى موقعه الاستراتيجي وأهميته كصلة وصل بين الأرخبيل وبقية العالم، فإن مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي يبقى مشروعاً محورياً في مستقبل النقل الجوي بجزر القمر، مع توقعات بأن تساهم التوسعات والتحسينات الجارية في تعزيز دوره الاقتصادي والسياحي في المنطقة.

الجمعة، 19 مايو 2017

الطيران الجديد "نوفل آر" خطوط نوفلير

تُعتبر شركة الطيران الجديد "نوفل آر" Nouvelair من أبرز شركات الطيران الخاصة في تونس ومنطقة شمال إفريقيا. تأسست لتلعب دوراً مميزاً في ربط تونس بالوجهات الإقليمية والدولية، وتتخذ من مطار المنستير الحبيب بورقيبة الدولي مقرها التشغيلي الرئيسي، إلى جانب اعتمادها على مطارات أخرى كمحطات ثانوية مثل مطار تونس قرطاج الدولي، مطار جربة جرجيس الدولي، ومطار النفيضة الحمامات الدولي. تُسجّل الشركة في أنظمة الطيران العالمية بالرموز التالية: رمز IATA: BJ، رمز ICAO: LBT، ورمز النداء NOUVELAIR.

الطيران الجديد "نوفل آر" نوفلير Nouvelair

نشأة وتاريخ نوفل آر

ظهرت نوفل آر لأول مرة في أكتوبر عام 1989 تحت اسم خطوط الحرية التونسية، وكانت حينها مرتبطة بمجموعة الطيران الفرنسية خطوط الحرية. بدأت مسيرتها كمشغل أساسي للرحلات السياحية (الشارتر) الموجهة إلى السوق التونسي، حيث ساهمت في نقل آلاف السياح الأوروبيين إلى الوجهات الساحلية. ومع مرور الوقت، أثبتت الطيران الجديد حضورها من خلال التزامها بمعايير السلامة والتشغيل، وعززت سمعتها بفضل شراكاتها وطاقمها الذي عمل على تطوير خدماتها.

في منتصف التسعينيات، وتحديداً عام 1995، شهدت الشركة عملية إعادة هيكلة شاملة، تبعها في عام 1996 تغيير رسمي لاسمها إلى الطيران الجديد "نوفل آر". ومع دخولها مرحلة النمو، أصبحت لاعباً رئيسياً في سوق الطيران المدني التونسي، حيث سيطرت مع كل من الخطوط الجوية التونسية وقرطاج للطيران على النسبة الأكبر من حصص السوق المحلية.

وفي 2012، أطلقت الشركة استراتيجية توسع جديدة تضمنت الانتقال من مجرد رحلات الشارتر الموسمية إلى رحلات منتظمة، خصوصاً إلى فرنسا، وهو ما عزز حضورها في أوروبا وفتح أمامها مجالاً أكبر للمنافسة في قطاع الطيران.

أسطول الطيران الجديد

يمتلك أسطول نوفل آر اليوم مجموعة من الطائرات الحديثة التي لا يتجاوز متوسط عمرها سنوات قليلة، وتضم نحو 13 طائرة من طرازي إيرباص A320 وإيرباص A321. وتحرص الطيران الجديد على تحديث أسطولها بشكل مستمر لمواكبة متطلبات السلامة والكفاءة التشغيلية. وفي عام 2001، أسست بالشراكة مع أطراف محلية وأجنبية شركة متخصصة في صيانة الطائرات داخل مطار المنستير، ما سمح لها بتقليل تكاليف الصيانة وضمان جاهزية الطائرات بأعلى المعايير.

الوجهات والرحلات

تخدم نوفل آر أكثر من 26 وجهة دولية عبر شبكة رحلاتها المنتظمة والموسمية. وتشمل هذه الوجهات مدناً رئيسية في أوروبا مثل باريس، فرانكفورت، وموسكو، إضافة إلى وجهات أخرى في فرنسا وألمانيا وروسيا. وبفضل أسعارها التنافسية وخدماتها التي تجمع بين الكفاءة والجودة، أصبحت خياراً مفضلاً لعدد كبير من المسافرين من وإلى تونس.

منذ عام 2012، بدأت الطيران الجديد في تطوير شبكة وجهاتها عبر إضافة رحلات منتظمة إلى العواصم الأوروبية، مع التركيز على توفير تجربة سفر سهلة وسريعة عبر مطارات تونسية متعددة. ومن بين أحدث مشاريعها إطلاق خط جوي مباشر إلى مدينة نيس الفرنسية، بمعدل خمس رحلات أسبوعياً موزعة بين مطارات تونس قرطاج، جربة جرجيس، والمنستير. كما تضع الشركة خططاً لتوسيع شبكتها لتشمل وجهات جديدة في المستقبل القريب.

خدمات نوفل آر

إدراكاً للتغيرات في سوق الطيران والسياحة التونسية، أعادت نوفل آر صياغة استراتيجيتها التسويقية لتستهدف شريحة أوسع من التونسيين والمغتربين. وقد فتحت خطوطاً جديدة نحو مدن فرنسية متعددة مثل باريس، ليل، نانت، تولوز، مرسيليا وبوردو، بالإضافة إلى وجهات في ألمانيا وروسيا، وذلك لتلبية الطلب المتزايد من المسافرين التونسيين والأوروبيين.

كما طورت الطيران الجديد خدماتها الإلكترونية عبر إطلاق منصة حديثة تسمح بشراء التذاكر بسهولة على الإنترنت، إلى جانب التوزيع التقليدي عبر وكالات الأسفار. وتميزت سياستها التسعيرية بطرح تذاكر بأسعار تنافسية لا تتجاوز عادة 300 دينار تونسي، مما جعلها في متناول شريحة واسعة من المسافرين.

من خلال هذه الخطوات، تمكنت نوفل آر من الجمع بين الجودة والمرونة، ما ساعدها على تعزيز موقعها في سوق الطيران الإقليمي والدولي، وضمان استدامة عملياتها في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه قطاع السياحة والنقل الجوي في تونس.

الاثنين، 15 مايو 2017

ليبيا للطيران - خطوط ليبيا الجوية

ليبيا للطيران Air Libya هي شركة طيران خاصة تنشط في مجال النقل الجوي داخل ليبيا وخارجها، وتتمركز عملياتها بشكل رئيسي في مطار بنينة الدولي بمدينة بنغازي شرق البلاد. تأسست الشركة سنة 1996 لتقدم خدمات متنوعة تشمل رحلات الشارتر، ونقل موظفي شركات البترول العاملة في الصحراء الليبية، إضافة إلى بعض الخطوط الجوية المجدولة التي تربط المدن الليبية فيما بينها ومع بعض الوجهات الخارجية. يقع مقرها الأساسي في مدينة بنغازي، بينما تمتلك مقراً ثانوياً في مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا لدعم نشاطها في تلك المنطقة.

ليبيا للطيران Air Libya

نشأة وتطور ليبيا للطيران

عند انطلاقها سنة 1996، كانت الشركة تحمل اسم تبستي ليبيا للطيران (Tibesti Air Libya) وبدأت نشاطها من العاصمة طرابلس، لكنها سرعان ما انتقلت إلى مدينة بنغازي لتتخذ من مطار بنينة الدولي مركزاً رئيسياً لرحلاتها، ومع هذه النقلة تغير اسمها رسمياً إلى ليبيا للطيران. ومنذ ذلك الحين، واصلت الشركة تقديم خدماتها رغم التحديات الكبيرة التي واجهت قطاع الطيران الليبي.

تاريخ الشركة لا يخلو من الأزمات، حيث تعرض أسطولها لضربة قوية أثناء الأحداث الدامية التي شهدتها ليبيا عام 2011. ففي مارس من ذلك العام، أصيبت ثلاث طائرات تابعة للشركة أثناء غارة استهدفت مطار بنينة الدولي، مما أدى إلى تدمير طائرتين من طراز ياكوفليف Yak-40 وطائرة بوينغ Boeing 737-200. وقد شكّل هذا الحدث منعطفاً صعباً أدى إلى تعليق جزء كبير من أنشطتها.

التوقف وإعادة التشغيل

مع اشتداد الحرب الأهلية الليبية، توقفت ليبيا للطيران عن العمل بشكل كامل ابتداءً من عام 2014. وبعد ثلاث سنوات من التوقف، عادت في يناير 2017 لتسيير أول رحلة من بنغازي إلى مالطا، وكانت الرحلة مخصصة لمهمة رسمية نقلت خلالها القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر. ورغم هذه العودة الرمزية، لم تتمكن الشركة من استعادة انتظامها بالكامل، حيث ظل التشغيل محدوداً للغاية بسبب استمرار الظروف الأمنية غير المستقرة وضعف الإمكانات.

أسطول ليبيا للطيران والوجهات

تشير البيانات المتوفرة إلى أن أسطول ليبيا للطيران يضم حالياً ثلاث طائرات عاملة: - بوينغ 737-500 بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 140 مقعداً. - بريتش إيروسبيس BAe 146-200 بسعة تقارب 90 راكباً. - أفرو RJ100 التي تسع أيضاً لما يقارب 90 راكباً.

إلى جانب هذه الطائرات، تمتلك الشركة القدرة على استئجار طائرات إضافية عند الحاجة، بما يتيح لها المرونة في تشغيل خطوط جديدة أو تعزيز شبكتها الحالية. ومن أبرز الوجهات التي خدمتها الشركة في فترات نشاطها: رحلات منتظمة من بنغازي إلى الإسكندرية في مصر وتونس العاصمة، إضافة إلى وجهات داخلية مثل الكفرة، طبرق، والأبرق. إلا أن جدول رحلاتها ظل غير منتظم ويتوقف على الظروف الأمنية والسياسية في ليبيا.

خطط الاستئناف والتوسع

في السنوات الأخيرة، بدأت ليبيا للطيران في اتخاذ خطوات عملية لإعادة بناء قدراتها التشغيلية. ففي عام 2020، تقدمت بطلب رسمي إلى الهيئة العامة للمواصلات والنقل الليبية للحصول على موافقة لشراء ثماني طائرات مستعملة تعود صناعتها إلى عام 2006 لكنها بحالة جيدة. وقدرت قيمة الصفقة بحوالي 28 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ أقل بكثير مقارنة بسعر الطائرات الجديدة، ما يجعلها خياراً عملياً للشركة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ورغم موافقة السلطات على المبدأ العام للصفقة، لم يُعلن حتى الآن عن الطرز النهائية لهذه الطائرات أو الجهة الموردة لها، كما لم يتم تحديد مواعيد دقيقة لتسليمها أو بدء تشغيلها الفعلي. لكن هذه الخطوة تعكس رغبة واضحة في استئناف الرحلات بشكل منتظم، وتحسين خدمات النقل الجوي الليبي الذي عانى بشدة من تداعيات الحرب منذ عام 2011.

في النهاية، تمثل شركة ليبيا للطيران نموذجاً لشركات الطيران التي تكافح للاستمرار رغم التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية. ورغم تعثر مسيرتها لسنوات طويلة، فإن جهودها لإعادة البناء قد تجعلها تلعب دوراً مهماً من جديد في تحسين الربط الجوي بين ليبيا والعالم الخارجي.

الاثنين، 8 مايو 2017

مطار ياسر عرفات الدولي

مطار ياسر عرفات الدولي: رمز السيادة الفلسطينية المعطلة

يُمثل مطار ياسر عرفات الدولي (Yasser Arafat International Airport) أول منشأة جوية فلسطينية ذات طابع دولي خاضعة لإشراف السلطة الوطنية الفلسطينية. أقيم المطار في موقع استراتيجي إلى الشرق من مدينة رفح داخل قطاع غزة، قريبًا من الحدود مع مصر. كما اشتهر بعدة مسميات مثل "مطار غزة الدولي" و"مطار الدهنية"، وهو ما يعكس حضوره المتعدد في الذاكرة الفلسطينية بين الجغرافيا والسياسة.

من الناحية الرسمية، تولت سلطة الطيران المدني الفلسطينية الإشراف على المطار، غير أن الاحتلال الإسرائيلي فرض سيطرته عليه لاحقًا، خصوصًا بعد يونيو/حزيران 2006 حين حُوِّل الموقع إلى قاعدة عسكرية. وقبل ذلك، كان المطار قد تعرّض لعملية تدمير واسعة نهاية عام 2001. أما على المستوى الدولي، فقد اعترفت به مؤسسات الطيران العالمية عبر منحه الرمز GZA من اتحاد النقل الجوي (IATA) والرمز LVGZ من منظمة الطيران المدني (ICAO).

مطار ياسر عرفات الدولي Yasser Arafat International Airport

المسار التاريخي لتأسيس مطار ياسر عرفات الدولي

بدأت فكرة مطار ياسر عرفات الدولي منتصف تسعينيات القرن الماضي، وتحديدًا في يناير/كانون الثاني 1996 حين وضع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حجر الأساس للمشروع وأمر بانطلاق العمل في بنيته التحتية. وقد صُممت مباني المطار على الطراز المغربي التقليدي، بإشراف مهندسين مغاربة وبدعم مباشر من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي تكفّل بتكاليف التصميم.

بلغت تكلفة المشروع نحو 86 مليون دولار أمريكي، حيث جرى تمويل جزء منه عبر قرض من البنك العقاري المصري العربي، بينما ساهمت عدة دول مانحة مثل اليابان وألمانيا وإسبانيا والسعودية ومصر في استكمال التكلفة. أما أعمال التنفيذ فقد أسندت إلى شركة المقاولون العرب المصرية، بينما تولى المكتب الوطني المغربي للمطارات الإشراف الفني على المشروع.

في الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 1998 افتُتح مطار ياسر عرفات الدولي رسميًا بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى جانب الرئيس ياسر عرفات وعدد من الوفود العربية، وهو حدث حمل رمزية سياسية كبيرة في ظل المفاوضات الفلسطينية–الإسرائيلية آنذاك. واعتمدت الخطوط الجوية الفلسطينية المطار كمقر رئيسي لعملياتها.

ورغم أن تشغيل المطار احتاج مفاوضات طويلة مع الجانب الإسرائيلي، فإن توقيع اتفاق "واي ريفر" مهّد لافتتاحه. إلا أن اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 قلب الموازين، إذ بدأت إسرائيل في استهدافه تدريجيًا. ومع نهاية عام 2001 تعرض المطار لعمليات قصف وتجريف دمّرت مدرجه وبنيته الأساسية، بما في ذلك برج المراقبة.

وفي يونيو/حزيران 2006 سيطرت القوات الإسرائيلية بالكامل على الموقع، وحوّلته إلى قاعدة عسكرية، ما دفع الخطوط الجوية الفلسطينية إلى نقل رحلاتها إلى مطار العريش في مصر.

المرافق والخدمات التي كان يقدمها المطار

كان مطار ياسر عرفات الدولي أول بوابة جوية رسمية للسلطة الوطنية الفلسطينية، حيث استُخدم لاستقبال الوفود، وتنظيم رحلات الحج، وتسيير حركة تجارية محدودة. بُني المطار على مساحة تقارب 28 ألف متر مربع، واحتوى على مرافق متكاملة صُممت وفق معايير دولية، أبرزها:

أبرز مرافق مطار ياسر عرفات الدولي:

  • مدرج بطول 3 كيلومترات وعرض 45 مترًا، مناسب لمعظم الطائرات التجارية.
  • صالة ركاب قادرة على خدمة حوالي 2100 مسافر يوميًا.
  • برج مراقبة مزوّد بأنظمة حديثة للملاحة الجوية والرصد الجوي.
  • مناطق مخصصة لانتظار السيارات ولشحن البضائع.
  • صالة لكبار الزوار والوفود الرسمية.
  • مرافق للخدمات الفنية والإنقاذ والإسعاف.

هذه المنظومة جعلت مطار ياسر عرفات الدولي بمثابة نواة لقطاع طيران فلسطيني مستقل يطمح لربط غزة والعالم الخارجي بعيدًا عن الاعتماد على المطارات الإسرائيلية أو الأجنبية.

ورغم توقفه بعد تدميره، ظل المطار حاضرًا كرمز لمرحلة سياسية فارقة، ومع مرور أكثر من عقدين على تعطيله، ما يزال يمثل في المخيال الفلسطيني "المطار المؤجل" الذي يجسد حلم السيادة والاتصال المباشر بالعالم.

الخطوط الجوية التي كانت تعمل بالمطار و وجهاتها

الخطوط الجوية الفلسطينية (Palestinian Airlines)

كانت الناقل الوطني الرسمي، واتخذت مطار ياسر عرفات الدولي مركزًا رئيسيًا لعملياتها بعد افتتاحه عام 1998.

بعض الخطوط الجوية العربية (بشكل محدود جدًا)

خلال فترة التشغيل القصيرة (1998–2001)، سمحت إسرائيل بعمل عدد قليل من الرحلات من وإلى بعض الدول العربية، لكنها لم تكن منتظمة أو مفتوحة بشكل كامل.

الوجهات التي خُدمت من مطار ياسر عرفات الدولي:

مطار القاهرة الدولي (مصر):

كان الوجهة الأهم والأكثر استخدامًا، نظرًا للقرب الجغرافي والعلاقات الرسمية.

مطار عمان (الأردن):

وُجهت بعض الرحلات إلى عمّان، لكن بعدد محدود.

مطار جدة (السعودية):

خصوصًا لرحلات الحج والعمرة الموسمية.

مطار أبوظبي / الشارقة (الإمارات):

كانت هناك محاولات لتسيير رحلات مباشرة، لكنها لم تستمر طويلاً.

الأربعاء، 3 مايو 2017

الإسكندرية للطيران - طيرن الاسكندرية

تُعد شركة الإسكندرية للطيران Alexandria Airlines إحدى شركات الطيران المصرية الخاصة التي ظهرت في سوق النقل الجوي كخيار منخفض التكلفة، ويقع مقرها الإداري في حي مصر الجديدة بالقاهرة. ورغم أنها تحمل رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA: XH) ورمز منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO: KHH)، إلا أنها لا تمتلك مقرات تشغيلية دائمة داخل المطارات المصرية. اعتمدت الشركة تاريخيًا على مطار القاهرة الدولي ومطار شرم الشيخ الدولي كمراكز تشغيل رئيسية، بينما كان مطار برج العرب غرب الإسكندرية هو نقطة انطلاقها الأساسية عند التأسيس. ويُذكر أن الشركة تعمل بملكية خاصة بالكامل وتعتبر نفسها ضمن قائمة الناقلات المصرية إلى جانب مصر للطيران، وإن كانت بحجم أصغر بكثير.

الإسكندرية للطيران Alexandria Airlines

تاريخ الإسكندرية للطيران

انطلقت شركة الإسكندرية للطيران عام 2006 كشركة مساهمة برأسمال مشترك مصري – أردني، وبعد حصولها على ترخيص من سلطة الطيران المدني المصرية في ديسمبر من العام نفسه، بدأت رحلاتها التجارية فعليًا في مارس 2007. في بداياتها، ركزت الشركة على موسم العمرة، إذ نظمت رحلات جوية بين مطار برج العرب الدولي ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وتمكنت من نقل ما يزيد عن 17 ألف معتمر خلال موسم واحد، رغم مواجهة صعوبات تنظيمية وتكدس بعض الرحلات. لاحقًا توسعت أنشطتها لتشمل خدمات الصيانة الأرضية وتأجير الطائرات بنظام "التأجير الرطب" لشركات أخرى. ومع مرور السنوات، شهدت الشركة تذبذبًا في حجم عملياتها بسبب المنافسة الحادة والقيود التشغيلية، إلا أنها لا تزال تُسجَّل رسميًا كناقلة مصرية خاصة حتى بعد عام 2020.

وصف الشركة

وفقًا لما ورد عن الشركة في بياناتها الرسمية، تُصنف الإسكندرية للطيران كشركة طيران تجارية مصرية خاصة تحمل شهادة تشغيل جوي مصرية (AOC)، وهي بذلك من أوائل الشركات المستقلة خارج مظلة القطاع العام. بدأت نشاطها في عام 2007 عبر رحلات مجدولة إلى عدد من الوجهات الإقليمية مثل دول الخليج العربي وشمال أفريقيا، إلى جانب رحلات عارضة موجهة إلى أسواق موسمية مثل أوروبا الشرقية. كما تقدم خدمات التأجير الرطب لشركات كبرى تبحث عن سعة إضافية مؤقتة، وهي ميزة جعلتها حاضرة في السوق رغم محدودية أسطولها. وقد بلغ عدد موظفيها المسجلين أكثر من 150 موظفًا في منتصف عام 2010، فيما استمرت محاولاتها للحفاظ على حضورها في سوق الطيران حتى العقد الثاني من القرن الحالي.

أسطول ووجهات الإسكندرية للطيران

اعتمد أسطول شركة الإسكندرية للطيران منذ بداياته على طائرات من طراز بوينج 737، حيث شغلت في فترات سابقة ما بين طائرتين إلى خمس طائرات بحسب عقود الإيجار والتشغيل. وبحسب بيانات عام 2019، كان لدى الشركة طائرة بوينج 737-500 وأخرى من طراز 777-300، مع غياب تأكيد ما إذا كانت هذه الطائرات مملوكة أو مستأجرة. من الناحية التشغيلية، ركزت الشركة بشكل أساسي على الخط بين الإسكندرية وجدة خلال مواسم العمرة، كما نفذت رحلات غير منتظمة إلى وجهات عربية منها العقبة والكويت ودبي، إضافة إلى تشغيل محدود لبعض الرحلات الداخلية نحو القاهرة والغردقة والأقصر وأسيوط. ومع أن موقع الشركة الرسمي يذكر استمرار تقديم خدماتها، إلا أن جداولها التشغيلية بعد عام 2020 غير واضحة، ولا توجد دلائل مؤكدة على تسيير رحلات منتظمة حديثًا، مما يطرح تساؤلات حول وضعها التشغيلي الحالي في سوق الطيران المصري.

الجمعة، 31 مارس 2017

مطار الداخلة الدولي: بوابة الداخلة المغربية

مطار الداخلة الدولي (Dakhla Airport) هو أحد أهم المطارات الواقعة في جنوب غرب المملكة المغربية، ويخدم مدينة الداخلة الشهيرة بموقعها الاستراتيجي على شبه جزيرة ضيقة ممتدة داخل مياه المحيط الأطلسي في الصحراء المغربية. يحمل المطار رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA: VIL)، ورمز منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO: GMMH)، ويخضع لإشراف المكتب الوطني للمطارات التابع لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء بالمغرب. يمثل المطار البوابة الجوية الرئيسية إلى هذه المنطقة النائية، وهو يشكل حلقة وصل بين الداخلة وباقي مدن المغرب الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش وأغادير، كما يستقطب حركة متزايدة من السياحة الدولية بفضل موقع المدينة الفريد الذي جعلها وجهة عالمية لرياضات ركوب الأمواج، والتزلج على الماء، ورياضات الكايت سيرف.

مطار الداخلة الدولي Dakhla Airport

تاريخ ونشأة مطار الداخلة الدولي

تعود جذور مطار الداخلة إلى أربعينيات القرن العشرين، حيث استُخدم أثناء الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الجوية الأمريكية باعتباره محطة توقف استراتيجية على طريق النقل العسكري بين أوروبا وأفريقيا. فقد كان المطار جزءًا من شبكة لوجستية مهمة لربط مطارات داكار في السنغال جنوبًا وأغادير شمال المغرب. ومع نهاية الحرب، انتقلت السيطرة إلى السلطات المغربية، ليتم استغلال المطار في الأغراض العسكرية والمدنية في الوقت ذاته.

مع مرور العقود، تطور المطار ليصبح أحد المرافق الجوية المعتمدة لنقل الركاب والبضائع من وإلى الجنوب المغربي، حيث اعتمدته القوات الجوية المغربية رسميًا، قبل أن يخضع بالكامل لإدارة المكتب الوطني للمطارات. ومع نمو النشاط السياحي في الداخلة منذ بداية الألفية الثالثة، بدأ المطار في لعب دور أكبر بكثير من مجرد نقطة عسكرية – إذ أصبح شريانًا اقتصاديًا وسياحيًا يربط هذه المنطقة بالعالم الخارجي. وقد تم إدراجه رسميًا كمطار دولي يستقبل رحلات تجارية منتظمة وشارتر سياحية خاصة.

مرافق مطار الداخلة الدولي

يضم المطار بنية تحتية متوسطة الحجم لكن جرى تطويرها لتلبية الزيادة المتسارعة في أعداد المسافرين. يتميز بمدرج واحد رئيسي يبلغ طوله 3,000 متر وعرضه 45 مترًا، ما يسمح باستقبال طائرات متوسطة الحجم مثل Boeing 737 وAirbus A320. كما يحتوي على ساحة لوقوف الطائرات تبلغ مساحتها حوالي 18,900 متر مربع، وصالة ركاب رئيسية تمت توسعتها عام 2010 من 670 مترًا مربعًا إلى ما يقارب 2,600 متر مربع، وهو ما رفع طاقتها الاستيعابية من 55 ألف مسافر إلى حوالي 330 ألف مسافر سنويًا.

إلى جانب ذلك، يحتوي المطار على برج مراقبة حديث مزود بتقنيات للملاحة الجوية، إضافة إلى مبنى مخصص للخدمات الفنية والتقنية بمساحة 1,000 متر مربع. كما يوفر المطار مواقف سيارات تستوعب حوالي 180 مركبة، مع إمكانية التوسع مستقبلًا استجابة للنمو السياحي. وخلال السنوات الأخيرة، تم إدخال تحسينات تتعلق بأنظمة الأمن والسلامة ومرافق استقبال السياح، بما في ذلك تخصيص مساحات أكبر للجمارك ومكاتب تأجير السيارات ومكاتب السياحة المحلية.

الرحلات والخدمات الجوية

تشغل الخطوط الملكية المغربية معظم الرحلات المنتظمة من وإلى مطار الداخلة، حيث يتم ربط المدينة يوميًا بالدار البيضاء، التي تمثل مركز النقل الجوي الأول بالمغرب. كما توجد رحلات موسمية أو خاصة إلى وجهات مغربية أخرى مثل مراكش وأكادير، مما يسهل على السياح الوصول مباشرة إلى المدينة دون الحاجة للمرور بالدار البيضاء.

في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام الدولي بالداخلة كوجهة سياحية، مما دفع شركات طيران أوروبية إلى برمجة رحلات عارضة من باريس، مدريد، وفرانكفورت، خاصة في مواسم العطل. وقد شهد المطار خلال فترة ما بعد 2020 عودة تدريجية للرحلات الدولية مع تعافي قطاع الطيران من جائحة كوفيد-19، حيث تسعى السلطات المغربية إلى تعزيز مكانة الداخلة كبوابة سياحية عالمية.

الأهمية الاقتصادية والسياحية

تبرز أهمية مطار الداخلة الدولي بفضل الدور السياحي المحوري لمدينة الداخلة، والتي تُعرف عالميًا بكونها "عاصمة الرياضات البحرية" في المغرب. فالمدينة تستقطب آلاف الزوار سنويًا لممارسة الكايت سيرف، ركوب الأمواج، والتجديف، إلى جانب السياحة البيئية والرحلات الصحراوية. وبفضل المطار، أصبح الوصول إلى الداخلة أسرع وأسهل مقارنة بعقود مضت حين كانت المنطقة شبه معزولة.

كما يلعب المطار دورًا اقتصاديًا متناميًا، إذ يساهم في نقل البضائع والمنتجات المحلية مثل الأسماك والمنتجات البحرية الطازجة إلى باقي مدن المغرب وحتى إلى أسواق خارجية. وتعمل السلطات المغربية منذ 2021 على دراسة مشاريع لتوسعة إضافية للمطار ورفع طاقته الاستيعابية إلى أكثر من نصف مليون مسافر سنويًا، وذلك ضمن رؤية لجعل الداخلة قطبًا سياحيًا دوليًا قادرًا على استقبال مؤتمرات ومهرجانات عالمية.

خدمات مستقبلية ومشاريع تطوير

في إطار الاستراتيجية الوطنية للمطارات المغربية، تم إدراج مطار الداخلة ضمن برنامج تطوير يهدف إلى تحديث البنية التحتية وزيادة القدرة التشغيلية. تشمل الخطط المستقبلية إنشاء مبنى ركاب جديد بمساحة أكبر وتجهيزات متقدمة، إضافة إلى إمكانية إنشاء مدرج ثانٍ في حال ارتفاع الطلب السياحي بشكل مستدام. كما يُتوقع إدخال مزيد من شركات الطيران منخفضة التكلفة لتسيير رحلات مباشرة من أوروبا، خاصة بعد الاهتمام الكبير الذي تبديه وكالات السياحة العالمية بالمنطقة.

وعلى الرغم من أن المطار ما زال متوسط الحجم مقارنة بالمطارات الكبرى في المغرب مثل مطار محمد الخامس بالدار البيضاء أو مطار مراكش المنارة، إلا أنه يُعتبر عنصرًا استراتيجيًا في تعزيز مكانة الداخلة كمقصد سياحي واستثماري على خريطة المغرب والقارة الأفريقية ككل.

الجمعة، 24 مارس 2017

مقاعد الطائرة الأكثر أمانا في حالة الحوادث

عند التفكير في السفر لأول مرة عبر الطائرة، يتبادر إلى ذهن الكثير من المسافرين هاجس السلامة، وتحديدًا: هل لمكان الجلوس داخل الطائرة دور في رفع فرص النجاة في حال وقوع حادث؟ هذه الفكرة أصبحت متكررة بشكل كبير خاصة لدى من لا يملكون خبرة طويلة في السفر الجوي. فبينما يجلس بعض الركاب قرب النوافذ بحثًا عن المتعة بالمناظر، يفضل آخرون المقاعد المجاورة للممر لسهولة الحركة، لكن يبقى السؤال الأكثر تكرارًا: ما هي المقاعد الأكثر أمانًا على متن الطائرة؟

من المهم بدايةً التأكيد على أن السفر الجوي هو الأكثر أمانًا عالميًا مقارنة بوسائل النقل الأخرى. تشير تقارير السلامة الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إلى أن احتمالية الوفاة نتيجة حادث طيران تبلغ تقريبًا واحدًا من بين عشرة آلاف حادث محتمل، في حين أن حوادث الطرق تتسبب في نسب وفاة أعلى بمئات المرات، تصل إلى واحد من كل مائة تقريبًا. هذا يعكس أن الطيران، رغم التغطية الإعلامية الضخمة التي تحظى بها أي حادثة، يبقى وسيلة نقل عالية الأمان، بل وتزداد موثوقيته مع تطور التكنولوجيا ومعايير الصيانة العالمية.

ورغم هذه الأرقام المطمئنة، إلا أن بعض الحوادث المأساوية التي يتم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام، إلى جانب قصص الناجين الذين غالبًا ما يربطون نجاتهم بمكان جلوسهم، تغذي القلق لدى فئة من المسافرين. ولهذا السبب قامت عدة مراكز بحثية وجامعات مرموقة مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) بإجراء دراسات معمقة على آلاف الحوادث السابقة، شملت تحليل أماكن جلوس الركاب، نسب الوفيات، وسرعة الإخلاء في الظروف المختلفة.

مقاعد الطائرة الأكثر أمانا

ما الذي تكشفه الدراسات عن المقاعد الأكثر أمانًا؟

أجرت مجلة Time بالتعاون مع المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي (NTSB) دراسة شاملة على بيانات تمتد لأكثر من خمسين عامًا وتشمل أكثر من 4400 حادث مسجل. النتائج أظهرت أن توزيع نسب النجاة ليس عشوائيًا بالكامل، بل هناك أنماط واضحة مرتبطة بأقسام معينة داخل الطائرة:

المقاعد الوسطى في الطائرة الأقل أمانًا

  • 41% من الوفيات سُجلت في المقاعد الواقعة بمنتصف الطائرة.
  • 30% في الثلث الأمامي (خاصة عند الاصطدام المباشر).
  • 29% في الثلث الخلفي، الذي يُظهر بعض الأمان النسبي.

وهذا يشير إلى أن المقاعد في الجزء الخلفي قد تمنح ميزة طفيفة من حيث الأمان، رغم أن عوامل أخرى قد تغير النتائج.

المقاعد بجانب النوافذ أكثر عرضة للخطر

  • 40% من الوفيات وقعت بين ركاب المقاعد الملاصقة للنوافذ.
  • 38% في المقاعد المجاورة للممر.
  • 22% فقط في المقاعد الوسطية (غير الملاصقة لا للممر ولا للنافذة).

يُعزى ذلك إلى أن المقاعد بجوار النوافذ تكون عادة أبعد عن مخارج الطوارئ، كما أن الإصابات قد تزيد عند حدوث اصطدام جانبي أو تحطم في هيكل الطائرة.

لا فرق يذكر بين جانبي الطائرة

  • 52% من الضحايا جلسوا على الجانب الأيمن.
  • 48% على الجانب الأيسر.

النتيجة: لا يوجد تأثير حقيقي لمكان المقعد من حيث كونه يمينًا أو يسارًا.

عوامل أخرى أكثر أهمية من المقعد نفسه

من المهم التوضيح أن مكان المقعد ليس العامل الوحيد، بل ظروف الحادث ونوعه هي المحدد الرئيسي. فعلى سبيل المثال:

  • في حالات الحرائق، تكون سرعة الإخلاء عبر مخارج الطوارئ هي الأهم.
  • في حالات الاصطدام الأمامي، المقاعد الخلفية أكثر أمانًا.
  • في حالات الانحراف على المدرج، المقاعد القريبة من المخارج الجانبية تقلل زمن الخروج.

الاستنتاج النهائي

يمكن القول إن المقاعد القريبة من مخارج الطوارئ والمجاورة للممر تمنح فرصًا أكبر للنجاة، خصوصًا عند الحاجة للإخلاء السريع. ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن هناك "أفضل مقعد على الإطلاق"، إذ أن كل حادث له ظروفه الخاصة. المهم أن يتذكر المسافر أن الطيران يظل آمنًا بشكل استثنائي مقارنة بأي وسيلة نقل أخرى، وأن الالتزام بتعليمات السلامة والاستماع لطاقم الطائرة قد يكون العامل الأهم في رفع فرص النجاة أكثر من اختيار المقعد نفسه. طالع: ارشادات المسافر بالطيران لأول مرة