تُجسد مصر للطيران EgyptAir قصة نجاح وطنية استثنائية في عالم الطيران المدني، حيث تمثل الناقل الجوي الرسمي لجمهورية مصر العربية وأحد أبرز الأعمدة التاريخية لصناعة النقل الجوي في المنطقة العربية والقارة الأفريقية. يتخذ هذا الصرح الطائر مقره الرئيسي من العاصمة المصرية العريقة القاهرة، ويتمركز عملياته بشكل استراتيجي في مطار القاهرة الدولي الذي يُعد بوابة مصر الجوية للعالم أجمع.
تمتلك الشركة حضوراً قوياً عبر شبكة من المقرات التشغيلية المنتشرة في المطارات المصرية الرئيسية، بما في ذلك مطار برج العرب في الإسكندرية، ومطار الغردقة على البحر الأحمر، ومطار شرم الشيخ في سيناء، مما يمكنها من تقديم تغطية شاملة للرحلات الداخلية والدولية.
تحمل الشركة هوية فنية مميزة في عالم الطيران، حيث تحمل رمز MSR من المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO)، ورمز MS من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، بينما يُعرف نداؤها الجوي عالمياً بـ"EGYPTAIR". تحتل مصر للطيران مكانة ريادية في الاتحاد العربي للنقل الجوي، وتمثل إنجازاً استراتيجياً بارزاً بانضمامها عام 2008 إلى تحالف ستار العالمي، مما وسع دائرة وصولها إلى أكثر من 160 دولة عبر آلاف الرحلات الأسبوعية.

الرحلة التاريخية: مصر للطيران من الطائرات المروحية إلى الأسطول النفاث
بدايات الطيران التجاري في مصر (1931-1939)
شكلت الثلاثينيات من القرن الماضي الفصل الأول من ملحمة الطيران التجاري في مصر، عندما شهدت القاهرة زيارة رجل الأعمال البريطاني الرائد آلان مونتز، الذي حمل رؤية طموحة لتأسيس مشروع طيران مبتكر تحت مسمى "مصر إيروورك". تمتعت هذه الشركة الناشئة بثقة الحكومة المصرية التي منحتها امتيازاً حصرياً لتشغيل خدمات النقل الجوي في 31 ديسمبر 1931.
في السابع من يونيو 1932، شهدت مصر ميلاد أحد أقدم شركات الطيران في العالم عندما تأسس قسم مصر للطيران رسمياً، لتدخل بذلك النادي الحصري لرواد الطيران التجاري العالمي. اختارت الشركة مطار الماظة التاريخي في القاهرة مقراً رئيسياً لعملياتها، مستفيدة من موقعه الاستراتيجي وبنائه التحتي المتطور نسبياً في ذلك الوقت.
بلغ رأس المال التأسيسي 20,000 جنيه مصري، موزعة بحكمة بين بنك مصر (85%)، شركة إيروورك البريطانية (10%)، ومجموعة من المستثمرين المصريين من القطاع الخاص (5%)، مما شكل نموذجاً متقدماً للشراكة الدولية والاستثمار المحلي في مجال الطيران.
دشنت الشركة عملياتها التجارية الفعلية في يوليو 1933 بشبكة طيران محلية طموحة تربط بين القاهرة والإسكندرية ومرسى مطروح باستخدام طائرات دي هافيلاند دراجون البريطانية التي كانت تمثل التقنية المتقدمة في ذلك العصر. تطورت الخدمة بشكل سريع ومذهل لتصل إلى رحلتين يومياً بين القاهرة والإسكندرية بحلول أغسطس 1933.
مع نهاية عام 1933، أطلقت الشركة رحلات أسبوعية منتظمة تربط القاهرة بأسوان، مع توقفات وسيطة في أسيوط والأقصر، مما مثل بداية التوسع في صعيد مصر. وفي عام 1934، امتدت الشبكة لتشمل بورسعيد واللد وحيفا في فلسطين، معلنة بذلك بداية التوسع الإقليمي خارج الحدود المصرية.
شهد عام 1935 إطلاق خدمة تجريبية رائدة إلى قبرص عبر اللد باستخدام طائرات دي هافيلاند دي إتش 86، بالإضافة إلى افتتاح خط الإسكندرية-بورسعيد-القاهرة-المنيا-أسيوط. خلال هذا العام، نقلت الشركة 6,990 راكباً و21,830 كجم من البضائع، covering مسافة 675,067 كم، مما يشير إلى النمو السريع للطلب على خدمات الطيران.
عصر التحديات والتحولات (1940-1959)
شكلت فترة الأربعينيات والخمسينيات مرحلة تحول كبرى في مسيرة مصر للطيران، حيث واجهت تحديات الحرب العالمية الثانية وإعادة الهيكلة ما بعد الحرب. في سبتمبر 1939، سيطرت الحكومة المصرية على جميع خطوط الطيران كإجراء احترازي مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.
في عام 1940، أطلقت الشركة خدمة جديدة إلى بيروت وفلسطين، مستغلة موقعها الجغرافي الاستراتيجي. شهد عام 1944 تعزيز الأسطول بدمج ثلاث طائرات من طراز Avro 19s المتطورة في ذلك الوقت.
تعرضت الشركة لاختبار صعب في أواخر عام 1945 عندما واجهت ثلاث حوادث جوية أدت إلى إعادة تقييم شاملة لاستراتيجية تجديد الأسطول وتسببت في توقف العمليات بالكامل منذ فبراير 1946. ومع ذلك، استؤنفت الخدمات في مايو من نفس العام، مما يدل على المرونة التشغيلية للشركة.
استفاد الناقل من محطة الحلفاء الإقليمية لشراء فائض الطائرات العسكرية الموجودة في مصر، مما ساعده على تجديد أسطوله بتكلفة معقولة. تم تسجيل نمو ملحوظ في عام 1947 مع إضافة طائرتين من طراز Beech C-45، وطائرة Vickers Viking في عام 1948.
في مايو 1949، شهدت الشركة تحولاً تاريخياً عندما استحوذت الحكومة المصرية على كامل رأس مال الشركة وغيرت اسمها إلى طيران مصر Misrair SAE، معلنة بذلك بداية عصر جديد من الإدارة المصرية الكاملة.
عصر التحديث والتوسع (1960-2000)
دخلت الشركة عصر الطائرات النفاثة في الستينيات بإدخال طائرات كوميت المتطورة، مما مثل قفزة تقنية هائلة في خدمات النقل الجوي المصري. وسعت شبكة وجهاتها لتشمل أسيا وأوروبا بشكل مكثف، مع تركيز خاص على رحلات الحج والعمرة.
في السبعينيات، شهدت الشركة تغييراً تاريخياً في هويتها عندما أعيد تسميتها إلى مصر للطيران في أكتوبر 1971، مما يعكس التوجه الوطني الجديد. دخلت الطائرات الأمريكية والأوروبية إلى الأسطول بشكل مكثف، مع عقود كبيرة مع شركات بوينغ وإيرباص.
في الثمانينيات، عززت الشركة وجودها العالمي بإدخال طائرات البوينغ 767 المتطورة، التي أطلق عليها أسماء ملوك وملكات مصر القديمة مثل "نفرتيتي" و"نفرتاري" و"تيي"، مما يجمع بين الحداثة التقليدية والأصالة التاريخية.
شكلت التسعينيات مرحلة تحديات اقتصادية بسبب ظروف المنطقة، لكن الشركة استطاعت الحفاظ على وجودها العالمي وتطوير خدماتها. وأعدت نفسها للألفية الجديدة باستراتيجيات تطوير شاملة لأنظمتها التحتية وتدريب كوادرها.
الشبكة المتكاملة والشراكات الاستراتيجية
تشغل مصر للطيران اليوم شبكة عالمية طموحة تغطي أكثر من 80 وجهة عبر القارات الخمس، مع تركيز خاص على ربط أفريقيا بالعالم. تتعاون الشركة بشكل استراتيجي مع العديد من شركات الطيران الإقليمية الرائدة بما في ذلك النيل للطيران واير كايرو، مما يمكنها من تقديم تغطية شاملة للرحلات الداخلية عبر مطار اسيوط ومطار سفنكس ومطار الأقصر ومطار أسوان ومطار سوهاج.
تمثل الشركة نموذجاً ناجحاً للطيران الوطني الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، بينما يحافظ على معايير الجودة العالمية ويسهم في دفع عجلة التنمية السياحية والاقتصادية في مصر والعالم العربي.

هيكل الملكية والشركات التابعة
EgyptAir هي شركة مملوكة للدولة، مملوكة بنسبة 100٪ للحكومة المصرية. تم إنشاء شركة مصر للطيران القابضة في عام 2002م مع سبع شركات تابعة، مع إضافة شركتين أخريتين في تواريخ لاحقة.
الشركات الرئيسية التابعة
- الخطوط الجوية: شركة الطيران الأساسية
- شركة للشحن: شركة طيران مخصصة للشحن (تأسست في 2002م)
- شركة اكسبرس: شركة الطيران المحلية والإقليمية (انطلقت في يونيو 2007م)
شركات الخدمات التابعة
- شركة للصيانة والهندسة
- ِشركة للخدمات الأرضية
- شركة خدمات على متن الطائرة
- شركة للسياحة والأسواق الحرة
- شركة للخدمات الطبية
- شركة للصناعات التكميلية (تأسست عام 2006م)
الشركات المشتركة
- طيران القاهرة (60٪)
- شركة سمارت افياشن (13.33٪)
- طيران سيناء (100٪)
- خدمة إدارة مصر للطيران (50٪)
- LSG Sky Chefs Catering Egypt (70٪)
- CIAF-Leasing (20٪)
الأسطول الحالي
تملك الشركة أسطولا على أعلى مستوى من الطائرات، ويبلغ متوسط أعمار الطائرات 8 سنوات، ويتكون الأسطول من 66 طائرة تتنوع ما بين طرازات البوينج وامبراير والايرباص.
نوع الطائرة | العدد | ملاحظات |
---|---|---|
ايرباص A220-300 | 9 | |
ايرباص A320-200 | 4 | |
ايرباص A320neo | 4 | |
ايرباص A321neo | 7 | قيد التسليم |
ايرباص A330-200 | 4 | |
ايرباص A330-300 | 4 | |
Boeing 737-800 | 29 | |
بوينج 777-300ER | 6 | |
بوينج 787-9 | 6 |
شبكة الوجهات
تتنوع شبكة وجهات الشركة والتي تنطلق إلى:
- الشرق الأوسط (20 وجهة)
- أوروبا
- آسيا
- أمريكا الشمالية
- أستراليا
بإجمالي 81 وجهة. وتتعاون الشركة مع 18 شركة طيران أخرى باتفاقيات الرمز المشترك لتوسيع عدد الوجهات والخدمات التي تقدمها.
الخدمات المقدمة
توفر رحلات مصر للطيران العديد من الخدمات ووسائل الترفيه للمسافرين:
- تقديم وجبات لذيذة لجميع المسافرين على متن الطائرة وأيضا تقديم خدمات الطعام للمسافرين في المطارات المصرية والعالمية من خلال طاقم خاص لتحضير الطعام
- توفير خدمات ترفيهية متعددة في المطار وأثناء الرحلة مما يضمن سفر مريح وممتع
- يوفر لك الحجز فرصة الاختيار من درجات السفر حسب ميزانية الرحلة المحددة والغرض منها
- توفر درجة رجال الأعمال مقاعد مريحة يمكن تحويلها لسرير، كما يحظى الركاب بتوفير أقصى وسائل الراحة الممكنة أثناء الرحلة وفي المطار
- تقدم الشركة خدمات أخرى مثل خدمات الشحن المختلفة وتضمن وصول البضائع الثقيلة إلى وجهات العالم المتعددة
- تقديم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، الأطفال الصغار غير المصحوبين، الأمهات الحوامل، ذوي الاحتياجات الغذائية الخاصة ونقل الحيوانات الأليفة
- يقدم برنامج EgyptAir plus خدمات خاصة حيث يحصل المشترك في البرنامج على نقاط في كل مرة يسافر على متن خطوط الشركة، والتي يمكن استبدالها بأميال سفر إضافية من الشركة او من اي شركة اخرى في تحالف ستار

الحجز الإلكتروني
يفضل العديد من عملاء شركة مصر للطيران حجز تذاكر الطيران عبر موقع الشركة مما يوفر الوقت والجهد، حيث يمكن:
- معرفة اسعار التذاكر ومواعيد الرحلات واختيار ما يناسبك
- حجز تذاكر الطيران بأفضل الأسعار
- معرفة العروض المختلفة التي تقدمها الشركة للعملاء
- إنهاء إجراءات سفرك عبر الإنترنت
الأحداث المهمة
2008: الانضمام إلى تحالف ستار
في أكتوبر 2007م، صوت الرئيس التنفيذي لشركة ستار ألاينس على قبول مصر للطيران كعضو، وبذلك تكون أول شركة طيران من دولة عربية والثانية أفريقية - بعد خطوط جنوب إفريقيا - للانضمام إلى تحالف شركات الطيران ستار. وفي حفل أقيم في مطار القاهرة الدولي في 11 يوليو 2008م، أصبحت الشركة العضو الحادي والعشرين في هذا التحالف، بعد تسعة أشهر من بدء عملية الانضمام.
2011-2013: التحديات المالية
بعد ثورة 2011م، أفادت التقارير أن مصر للطيران تكبدت خسائر كبيرة. قال وزير الطيران المدني المصري وائل المعداوي إن الشركة خسرت ما يقدر بنحو 1.3 مليار جنيه مصري، أو حوالي 185 مليون دولار، خلال السنة المالية 2012/2013، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة أسعار الوقود، وانخفاض قيمة العملة المصرية، واستمرار الإضرابات داخل الشركة. كانت الخسائر للفترة 2011/2012 على ما يبدو حول ضعف أرقام 2012/2013. وبحسب ما ورد تكبدت الشركة خسائر إجمالية تزيد عن 7 مليار جنيه مصري، أو ما يقرب من مليار دولار، منذ انتفاضة 2011م.
2012: تغيير سياسة الزي
في منتصف عام 2012م، طلبت مجموعة من المضيفات الحق في ارتداء الحجاب كجزء من زي العمل الخاص بهم. وافقت الشركة على طلبهم وظهرت مضيفات يرتدين الحجاب لأول مرة في نوفمبر 2012م.
2015-2018: الحظر الروسي
في نوفمبر 2015م، بعد أسبوعين من تحطم الطائرة التي أسقطت رحلة مترو جيت 9268 في شبه جزيرة سيناء، منعت السلطات الروسية مصر للطيران من السفر إلى روسيا، بدعوى مخاوف أمنية. وفي أبريل 2018م، رفعت السلطات الروسية الحظر الذي منع طائرات الشركة من السفر إلى روسيا.
2016: الغرامة الأمريكية
في يناير 2016م، تم تغريم الشركة 140,000 دولار أمريكي لتأجير طائرات لشركة الخطوط الجوية السودانية خلال 2010-2011، مخالفة العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان في 1997م.
2019: إعادة الهيكلة
كجزء من إعادة هيكلة الشركة، أعلن وزير الطيران المارشال يونس حامد عن دمج شركة اكسبرس، وشركة الشحن وشركة الخدمات الأرضية مع شركة الطيران الرئيسية. اعتبارًا من 4 نوفمبر 2019م، تم دمج شركة اكسبرس رسميًا مع باقي الخطة التي كان سيتم الانتهاء منها بنهاية عام 2019م.
سياسات الشركة
- مصر للطيران هي واحدة من شركات الطيران القليلة التي لا تقدم المشروبات الكحولية على رحلاتها.
- الشركة مملوكة للدولة ولها تشريع خاص يسمح للإدارة بالعمل كما لو كانت الشركة مملوكة للقطاع الخاص دون أي تدخل من الحكومة.
- تمول الشركة نفسها دون أي دعم مالي من الحكومة المصرية.
- خضعت الشركة لعملية إعادة هيكلة كبرى في عام 2002م عندما تم تغيير هيكلها من مؤسسة حكومية إلى شركة قابضة لها عدد من الشركات التابعة.