يُعد مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي، المعروف كذلك باسم مطار موروني الدولي (Prince Said Ibrahim International Airport)، المرفق الجوي الأهم في جمهورية جزر القمر. يقع المطار على بعد يقارب 25 كيلومتراً من العاصمة موروني، فوق جزيرة القمر الكبير التي تُعد أكبر جزر الأرخبيل. ويمثل هذا المطار نقطة العبور الأساسية لربط الدولة بالعالم الخارجي، إذ يُسجل في قواعد بيانات الطيران العالمية تحت رمز IATA: HAH ورمز ICAO: FMCH. كما تعتمد عليه شركة جزر القمر للطيران في تشغيل غالبية رحلاتها بوصفه المركز الرئيسي لعملياتها الجوية.
تاريخ وتطورات مطار موروني
لا تتوافر وثيقة دقيقة تحدد تاريخ افتتاح مطار موروني بشكل رسمي، غير أن السجلات التاريخية تشير إلى أحداث بارزة أثّرت في مسيرته. ففي 27 يناير 1968، تعرضت طائرة de Havilland DH-114 Heron 1B لحادث بالقرب من مدرجه بعد محاولة إقلاع ثانية فاشلة، حيث اصطدم جناحها بأحد مصابيح الإنارة على طرف المدرج قبل أن تنتهي بسقوطها في البحر. وقد شكّل هذا الحادث مثالاً على التحديات التشغيلية التي كانت تواجهها البنية التحتية الجوية في تلك الحقبة المبكرة.
سُمّي مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي تكريماً للأمير سعيد إبراهيم الذي تولى منصب رئيس الوزراء بين عامي 1970 و1972، ويُعرف شعبياً أيضاً باسم هاية
(Hahaya). وعلى مدى عقود طويلة ظل يمثل بوابة جزر القمر شبه الوحيدة نحو العالم الخارجي، وهو ما عزز مكانته كأحد أهم الأصول الوطنية على الرغم من الإمكانات المحدودة للدولة.
وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أُنشئت هيئة عامة متخصصة لتولي إدارة المطار بعيداً عن الجهاز المركزي للطيران المدني، بهدف تحسين الكفاءة التشغيلية وتطوير الخدمات. ومنذ ذلك الحين انطلقت سلسلة من المشاريع بمساهمة شركاء دوليين لتطوير المرافق ورفع مستوى السلامة الجوية.
شهد العقد الأول من الألفية الثالثة خطوات أوسع لتحديث مطار موروني، بدعم مباشر من شركاء تنمويين. ففي سبتمبر 2006 خصصت وكالة التنمية الفرنسية تمويلاً قُدّر بثلاثة ملايين يورو لتحديث أنظمة الملاحة الجوية وإصلاح برج المراقبة. وتزامن ذلك مع توقيع عقود مع شركات دولية لتوسعة مباني الركاب وتحسين البنية التحتية. وفي يناير 2012 أعلنت الحكومة رسمياً إطلاق خطة تطوير شاملة استهدفت رفع كفاءة التشغيل واستيعاب النمو المتوقع في أعداد المسافرين.
وفي مايو 2017 تم توقيع عقد موسع مع شركة هندسية دولية لتنفيذ مشروع تحديث رئيسي في مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي يضمن إطالة المدرج ليستوعب الطائرات عريضة البدن مثل Boeing 777 و Airbus A330. كما كان الهدف من المشروع رفع القدرة الاستيعابية إلى ملايين المسافرين سنوياً. ورغم أن الجدول الزمني الأصلي حدد فترة التنفيذ بثلاث سنوات، إلا أن عوامل اقتصادية وسياسية جعلت من الضروري متابعة المستجدات اللاحقة لتحديد ما تحقق فعلياً على أرض الواقع.
مرافق مطار موروني الحالية
يضم مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي محطة ركاب واحدة تُستخدم لكل من القادمين والمغادرين، بالإضافة إلى مدرج رئيسي مناسب لغالبية الطائرات التجارية الحديثة. كما يحتوي على منشآت خاصة بالصيانة والتزويد بالوقود، إلى جانب برج مراقبة مخصص لإدارة الحركة الجوية. وتوجد أيضاً مرافق للجمارك والبضائع وموقف سيارات يخدم المسافرين والعاملين. ومع أن مرافق تسجيل الوصول كانت محدودة في السابق بعدد قليل من العدادات، فقد أُدخلت تحسينات متتالية خلال السنوات الأخيرة لمعالجة هذه التحديات وتقصير فترات الانتظار.
الخطوط الجوية ووجهات مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي
تستخدم عدة شركات إقليمية ودولية مطار موروني لتسيير رحلات منتظمة، أبرزها شركة جزر القمر للطيران الناقلة الوطنية التي تشغل رحلات تربط بين الجزرالثلاث عبر مطار أواني و مطار موهيلي بندر السلام. ومنذ عام 2018، انضمت شركات كبرى مثل الخطوط الجوية التركية التي دشنت رحلات مباشرة إلى جزر القمر، وهو ما ساهم في توسيع شبكة الوجهات. ومن بين المدن التي ارتبط بها مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي تاريخياً: الدوحة، جيبوتي، مومباسا، نيروبي، صنعاء، ودار السلام. ونظراً لأن جداول الرحلات عرضة للتغييرات المستمرة نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية، يُنصح بالاطلاع مباشرة على مواقع شركات الطيران للتأكد من الوجهات الحالية.
وبالنظر إلى موقعه الاستراتيجي وأهميته كصلة وصل بين الأرخبيل وبقية العالم، فإن مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي يبقى مشروعاً محورياً في مستقبل النقل الجوي بجزر القمر، مع توقعات بأن تساهم التوسعات والتحسينات الجارية في تعزيز دوره الاقتصادي والسياحي في المنطقة.