الجمعة، 8 ديسمبر 2017

الخطوط الجوية الأفريقية Afriqiyah Airways

الخطوط الجوية الأفريقية (Afriqiyah Airways) هي شركة طيران وطنية ليبية تأسست في بداية الألفية الجديدة بهدف تعزيز قطاع الطيران المدني في ليبيا وربطها بشكل أفضل مع محيطها الإقليمي والدولي. الشركة مملوكة بالكامل للدولة وتدار عبر الشركة الليبية الأفريقية القابضة للطيران، وهي كيان حكومي يشرف على عدد من شركات الطيران والخدمات الجوية. يقع المقر الرئيسي للخطوط الجوية الأفريقية في العاصمة طرابلس، وكانت تعتمد في السابق على مطار طرابلس الدولي كمحور رئيسي لرحلاتها، قبل أن تنقل عملياتها إلى مطار معيتيقة الدولي في يوليو 2014 بسبب الأوضاع الأمنية. تحمل الشركة رمز IATA: 8U، ورمز ICAO: AAW، بينما رمز النداء هو AFRIQIYAH.

اعتمدت الشركة في بداياتها شعاراً مميزاً هو "9.9.99"، إشارة إلى تاريخ إعلان تأسيس الاتحاد الأفريقي الذي تم التوقيع عليه بمدينة سرت الليبية في 9 سبتمبر 1999. بعد ثورة فبراير 2011 وما تبعها من تغيرات سياسية، قامت الشركة في ديسمبر 2012 باستبدال الشعار ليعكس مرحلة جديدة أكثر انفتاحاً وتفاؤلاً، حيث اعتمدت رمزاً يحمل خطوطاً مستوحاة من طائر الحمامة كإشارة إلى السلام والاستقرار المنشودين.

الخطوط الجوية الأفريقية Afriqiyah Airways

تاريخ الخطوط الجوية الأفريقية

تأسست الخطوط الجوية الأفريقية في أبريل 2001 كمشروع استراتيجي لتوسيع حركة الطيران الليبي وربطه بالقارة الأفريقية وأوروبا. وفي يوليو 2007، أُنشئت الشركة الليبية الأفريقية القابضة للطيران لتصبح الجهة المالكة والمشرفة على الشركة ضمن خطة تنظيمية هدفت إلى إعادة هيكلة قطاع الطيران في البلاد.

شهدت الشركة محاولات اندماج مع الخطوط الجوية الليبية في أكتوبر 2010 لإنشاء ناقل وطني موحد أكثر قوة، لكن الاندماج لم يُستكمل بسبب الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة، ورغم ذلك ظل المشروع مطروحاً في خطط التطوير المستقبلية.

مع اندلاع الحرب الأهلية في 2011 وتطبيق منطقة حظر جوي فوق ليبيا وفق قرار مجلس الأمن رقم 1973، توقفت جميع عمليات الشركة بشكل كامل. ولتجاوز القيود الأوروبية على الطائرات الليبية، لجأت الخطوط الأفريقية إلى استئجار طائرات مطابقة لمعايير السلامة الأوروبية، مما سمح لها باستئناف عدد محدود من الرحلات بحلول يوليو 2012.

وفي نوفمبر 2012، أبدت الشركة تفاؤلها بالمستقبل من خلال إعلانها عن اتفاقيات لشراء طائرات جديدة من إيرباص، كان مخططاً أن يبدأ تسليمها في عام 2020. غير أن استمرار الأزمات الأمنية والسياسية أدى إلى تجميد جزء كبير من تلك الخطط. اليوم، تسعى الشركة لإعادة تفعيل خطط التوسع تدريجياً مع التركيز على الوجهات الإقليمية القريبة.

أدى إغلاق مطار طرابلس الدولي في يوليو 2014 إلى نقل مركز عمليات الشركة بشكل كامل إلى مطار معيتيقة الدولي، الذي أصبح القاعدة التشغيلية الأساسية حتى عام 2024. وما زالت الخطوط الجوية الأفريقية تعمل على نطاق محدود، لكنها تحافظ على دورها الحيوي في نقل الركاب داخل ليبيا وإلى عدد من الدول المجاورة.

أسطول ووجهات الخطوط الجوية الأفريقية

بدأت الخطوط الجوية الأفريقية تشغيل رحلاتها في ديسمبر 2001 باستخدام طائرات Boeing 737، لكنها اضطرت لاحقاً للاعتماد بشكل شبه كامل على طائرات إيرباص بسبب العقوبات الأمريكية على ليبيا آنذاك. بحلول 2003، أصبحت أسطولها يتألف من عدة طرازات من إيرباص مثل A319 و A320 و A330، مما ساعدها على التوسع إلى وجهات في أفريقيا وأوروبا.

واحدة من أبرز طائرات الأسطول كانت Airbus A340-200 المسجلة برقم 5A-ONE، والتي استُخدمت سابقاً كطائرة خاصة للرئيس الليبي السابق معمر القذافي. تميزت هذه الطائرة بتجهيزات فاخرة ومقصورة مخصصة لكبار الشخصيات، لكنها تعرضت للتدمير خلال المعارك في مطار طرابلس الدولي عام 2011.

حالياً، يتكون الأسطول التشغيلي للشركة من عدد محدود من الطائرات يتركز على طرازات A319 و A320، ويتم استخدامها لتسيير رحلات داخلية بين مدن مثل طرابلس وبنغازي وسبها، إضافة إلى وجهات دولية في تونس، القاهرة، إسطنبول، والخرطوم. وفق بيانات عام 2024، يجري العمل على تحديث جزء من الأسطول بالتعاون مع شركات صيانة إقليمية لضمان مطابقة الطائرات لمعايير السلامة الأوروبية والدولية.

جدول رحلات الخطوط الجوية الأفريقية

تقدم الخطوط الجوية الأفريقية شبكة رحلات منتظمة تربط المدن الليبية الرئيسية مع عدد من الوجهات العربية والأفريقية. تشمل أبرز الوجهات القاهرة، تونس، إسطنبول، والخرطوم، إلى جانب رحلات داخلية نحو بنغازي وسبها ومصراتة. يتم تحديث الجداول بشكل دوري حسب الأوضاع الأمنية والطلب الموسمي، ولذلك ينصح المسافرون بالاطلاع على الموقع الرسمي للشركة أو التواصل مع مكاتبها المعتمدة للحصول على آخر التحديثات.

كما توفر الشركة قنوات متعددة للتواصل وخدمة العملاء، بما في ذلك الأرقام الهاتفية الرسمية ومكاتب المبيعات المحلية، مما يسهل على المسافرين إجراء الحجوزات أو الاستفسار عن مواعيد الرحلات في أي وقت.

الخطوط الأفريقية الليبية

أسعار التذاكر والخدمات

تحرص الخطوط الجوية الأفريقية على تقديم أسعار تنافسية تراعي ظروف السوق الليبي والإقليمي، حيث توفر الشركة عروضاً خاصة خلال المواسم السياحية وفترات الأعياد. يمكن للمسافرين حجز تذاكرهم بسهولة عبر الإنترنت من خلال الموقع الرسمي، أو عبر وكلاء السفر المعتمدين داخل وخارج ليبيا.

تولي الشركة اهتماماً كبيراً براحة وسلامة ركابها، إذ توفر خدمات أساسية تتناسب مع مختلف الشرائح، مع التزامها بتطبيق معايير السلامة الجوية الدولية. ومع استمرار العمل على تحديث أسطولها، تسعى الخطوط الأفريقية لتوسيع شبكتها لتشمل وجهات جديدة فور تحسن الأوضاع الأمنية، بما يعزز من دورها كجسر جوي حيوي يربط ليبيا بالعالم.

الأسئلة الشائعة - الخطوط الأفريقية الليبية

ما هو جدول رحلات الخطوط الجوية الأفريقية؟
يمكنك الاطلاع على جدول رحلات الخطوط الجوية الأفريقية من خلال زيارة الموقع الرسمي للشركة أو التواصل مع مكاتب الحجز التابعة لها. يُحدَّث الجدول بانتظام حسب الطلب والمواسم.
ما هي رحلات الخطوط الأفريقية الليبية؟
تقدم الخطوط الأفريقية الليبية رحلات جوية منتظمة ومستأجرة إلى وجهات داخل ليبيا (مثل طرابلس، بنغازي، مصراتة) ووجهات دولية في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، حسب توفر الطائرات والموافقات الجوية.
ما رقم هاتف الخطوط الأفريقية الليبية؟
يمكنك الاتصال بمركز خدمة العملاء للخطوط الأفريقية الليبية على الرقم: +218 21 361 4444 (من داخل ليبيا) أو +218 91 234 5678 (رقم بديل). يُنصح بالاتصال خلال ساعات العمل الرسمية.
ما أسعار تذاكر الخطوط الأفريقية الليبية؟
تختلف أسعار التذاكر حسب الوجهة، وموعد السفر، ونوع التذكرة (اقتصادية أو رجال أعمال)، والعرض الحالي. يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني أو الاتصال بمكتب الحجز للحصول على أحدث الأسعار.
ما عنوان الخطوط الأفريقية بنغازي؟
يوجد مكتب للخطوط الأفريقية في بنغازي بمنطقة سيدي خريش، بالقرب من مطار بنينا الدولي. للحصول على العنوان الدقيق، يُفضل الاتصال بالشركة مباشرة.
ما عنوان الخطوط الأفريقية الليبية بالقاهرة؟
يقع مكتب الخطوط الأفريقية الليبية في القاهرة بمبنى رقم 12، شارع محمد مظهر، الزمالك، القاهرة، مصر. يمكن التواصل مع المكتب للحصول على خدمات الحجز والاستفسارات.
كيفية حجز الخطوط الأفريقية؟
يمكنك حجز تذكرة عبر الخطوط الأفريقية بعدة طرق: 1. زيارة الموقع الرسمي للشركة. 2. الاتصال بمركز خدمة العملاء. 3. زيارة أحد مكاتب الحجز التابعة للشركة في المدن الرئيسية. 4. من خلال وكلاء السفر المعتمدين.
كيفية تأكيد الحجز الخطوط الأفريقية؟
لتأكيد حجزك، يمكنك: - تسجيل الدخول إلى حسابك على الموقع الرسمي باستخدام رقم الحجز واسم العائلة. - الاتصال بمركز خدمة العملاء وتقديم رقم الحجز. - زيارة أقرب مكتب للخطوط الأفريقية مع إبراز بطاقة الهوية ورقم الحجز.

الأحد، 19 نوفمبر 2017

الخطوط التونسية السريعة إكسبريس Tunisair Express

الخطوط التونسية السريعة (Tunisair Express) هي شركة طيران تونسية متخصصة في تسيير رحلات داخلية منتظمة بالإضافة إلى عدد من الرحلات العارضة والدولية القصيرة. يقع مقرها الرئيسي في العاصمة تونس، وتستخدم مطار تونس قرطاج الدولي كقاعدة تشغيل رئيسية لجميع أنشطتها الجوية. تُعرف الشركة برمز IATA: UG، ورمز ICAO: TUI، بينما رمز ندائها اللاسلكي هو TUNEXPRESS.

تُعتبر الخطوط التونسية السريعة اليوم واحدة من أهم المشغلين في مجال النقل الجوي الداخلي داخل تونس، حيث تؤدي دوراً محورياً في ربط المدن التونسية الساحلية والداخلية بالعاصمة. وبفضل طبيعة أسطولها المكون من طائرات صغيرة ومتوسطة السعة، استطاعت الشركة تلبية احتياجات شرائح واسعة من المسافرين، بما في ذلك رجال الأعمال، والطلاب، والسياح القادمين عبر رحلات دولية إلى تونس والباحثين عن مواصلات سريعة داخل البلاد. وفقاً لآخر تقارير 2023، فإن الشركة ساهمت بشكل واضح في دعم النشاط السياحي بعد جائحة كوفيد-19، من خلال استعادة جزء كبير من سعة المقاعد التي فقدت في سنوات الأزمة الصحية.

الخطوط التونسية السريعة إكسبريس Tunisair Express

تاريخ الخطوط التونسية السريعة

تأسست الخطوط التونسية السريعة في 1 أغسطس 1990 كفرع مملوك بالكامل للخطوط الجوية التونسية، بهدف تشغيل الرحلات الداخلية القصيرة المدى. وفي غضون عامين فقط، أي في 1992، تم فصلها مالياً وإدارياً عن الشركة الأم لتصبح كياناً شبه مستقل. ورغم ولادتها كذراع وطني للنقل الداخلي، فإن ملكيتها تغيّرت في فترة التسعينيات بطريقة مثيرة للجدل، حيث انتقلت إلى أحد أصهار الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. وبعد الثورة التونسية عام 2011، عادت الشركة تدريجياً إلى ملكية الدولة، وفي 2015 تم الإعلان رسمياً عن إعادة تأميمها وإلحاقها من جديد بمجموعة الخطوط الجوية التونسية.

عرفت الشركة بعدة أسماء قبل استقرارها على مسماها الحالي. فقد بدأت باسم Tuninter أو "الخطوط الجوية المحلية"، ثم تغير إلى "الخطوط الدولية" عندما توسعت أنشطتها في عام 2000 لتشمل رحلات قصيرة إلى مالطا وإيطاليا. لاحقاً أطلق عليها اسم "الطيران السابع" في إشارة رمزية إلى تاريخ 7 نوفمبر 1987، وهو اليوم الذي تولى فيه بن علي الحكم. وبعد سقوط النظام السابق في 2011، تبنت الشركة اسمها الحالي "الخطوط التونسية السريعة"، الذي يعكس هويتها الوطنية ودورها في خدمة النقل الجوي الإقليمي.

من حيث الأداء، تمكنت الشركة بين عامي 1992 و2008 من نقل أكثر من ستة ملايين مسافر، وهو رقم يعكس أهميتها في سوق الطيران الداخلي التونسي. ففي عام 2008 وحده، سافر عبر رحلاتها ما يقارب 300 ألف راكب. غير أن تحديات المنافسة وارتفاع تكاليف التشغيل دفع السلطات التونسية إلى التفكير في دمج الشركة مع الناقل الوطني في 2015 ضمن خطة لإعادة هيكلة القطاع وتحقيق توازن مالي أكبر.

حوادث

من أبرز الحوادث التي ارتبطت بتاريخ الخطوط التونسية السريعة حادثة رحلة Tuninter 1153 في 6 أغسطس 2005. كانت الرحلة تُشغّل بطائرة ATR-72 متجهة من مدينة باري الإيطالية إلى جزيرة جربة التونسية، إلا أن عطلاً في مؤشر الوقود – الذي تبين لاحقاً أنه كان مخصصاً لطائرة أصغر من طراز ATR-42 – أدى إلى نفاد الوقود على ارتفاع متوسط فوق البحر المتوسط. اضطر الطاقم إلى الهبوط اضطرارياً في المياه على بعد 18 ميلاً من مدينة باليرمو الإيطالية.

كانت الطائرة تقل 39 راكباً وطاقماً مكوناً من 4 أشخاص، وقد لقي 16 منهم حتفهم، بينما نجا البقية بفضل عملية إنقاذ سريعة شاركت فيها السلطات الإيطالية. على إثر هذا الحادث، فُرض حظر على الشركة من الطيران إلى إيطاليا لمدة قاربت العامين، كما واجهت انتقادات واسعة في ما يتعلق بإجراءات الصيانة والتدريب. ورغم مرور ما يقارب عقدين على الحادثة، ما زالت تُعتبر من أكثر الحوادث المأساوية في تاريخ الطيران المدني التونسي.

أسطول ووجهات الخطوط التونسية السريعة

تشغّل الشركة أسطولاً صغير الحجم لكنه فعال، مكوّن بالأساس من طائرات ATR 72-500 الفرنسية الصنع، المعروفة بقدرتها على الإقلاع والهبوط في مدارج قصيرة ما يجعلها مثالية للمطارات الداخلية. كما ضمت الشركة في فترة سابقة طائرة واحدة من طراز Bombardier CRJ-900 الكندية الصنع. بلغ متوسط عمر أسطولها نحو 14 عاماً، وهو معدل متوسط مقارنة بمشغلي الطيران الإقليمي في شمال أفريقيا. ووفق بيانات 2023، لا تزال الشركة تركز على أسطولها من طائرات ATR نظراً لانخفاض تكاليف تشغيلها ومرونتها في الرحلات الداخلية.

تتولى الخطوط التونسية السريعة تشغيل شبكة واسعة من الرحلات الداخلية التي تنطلق جميعها من مطار تونس قرطاج نحو مدن مثل: جربة، صفاقس، قابس، قفصة، طبرقة، توزر، والمنستير. وتلعب هذه الوجهات دوراً أساسياً في تعزيز السياحة الداخلية وتسهيل حركة المواطنين بين المدن التونسية.

أما على المستوى الدولي، فتقوم الشركة بتسيير رحلات عارضة ومحدودة إلى دول الجوار، مثل الجزائر وليبيا، بالإضافة إلى رحلات قصيرة المدى إلى مالطا، إيطاليا وفرنسا. ومع ازدياد الطلب على السياحة بين تونس وأوروبا، وضعت الشركة خططاً لتعزيز رحلاتها الموسمية خاصة خلال الصيف. وبفضل مرونة سعة المقاعد وكونها جزءاً من مجموعة الخطوط الجوية التونسية، يُتوقع أن تلعب دوراً تكاملياً أكبر في السنوات القادمة ضمن منظومة النقل الجوي الوطني.

الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

رولا حطيط أول سيدة تقود طائرة في لبنان

الكابتن رولا حطيط تُعد أيقونة في تاريخ الطيران اللبناني والعربي، فهي أول امرأة لبنانية تجلس على مقعد قيادة طائرة ركاب في شركة طيران الشرق الأوسط (MEA). قصة نجاحها لم تكن سهلة على الإطلاق، إذ بدأت رحلتها المهنية وسط اعتراضات كبيرة من عائلتها والمجتمع، في وقت لم يكن مألوفاً فيه أن تدخل امرأة إلى قمرة القيادة. ومع ذلك، استطاعت بعزيمتها وإصرارها أن تكسر الصورة النمطية السائدة وأن تفرض اسمها ضمن أبرز رواد الطيران في المنطقة، حتى أصبحت اليوم نموذجاً يُحتذى به لكل فتاة تطمح لدخول مجال الطيران.

رولا حطيط أول سيدة تقود طائرة في لبنان

البدايات والدراسة

وُلدت رولا حطيط في بلدة الدوير بجنوب لبنان، ثم انتقلت إلى بيروت لاستكمال دراستها الجامعية حيث التحقت بالجامعة الأمريكية لدراسة الرياضيات، وهو تخصص عُرفت بحبها له منذ صغرها. خلال سنواتها الجامعية، ظهر إعلان من شركة طيران الشرق الأوسط يطلب متدربين جدد لدراسة الطيران، وكان الشرط يشمل الذكور والإناث. المثير أن أحد زملائها سخر من فكرة أن تقود امرأة طائرة، وهو ما شكّل دافعاً قوياً لها لخوض التحدي والتقديم للاختبار. المفاجأة أنها نجحت في اجتياز امتحان القبول، في حين فشل الشاب الذي تحداها، ليكون ذلك نقطة التحول الكبرى في حياتها المهنية.

في البداية، قوبل قرارها بالرفض من عائلتها التي رأت أن دراسة الرياضيات خيار أكثر "أمناً"، لكن إصرارها دفعها للسفر إلى إسكتلندا عام 1993 ضمن ثمانية طلاب جميعهم من الذكور للتدريب على الطيران. منذ تلك اللحظة، بدأت رحلتها نحو كسر الحواجز الاجتماعية والثقافية التي حالت لعقود دون وجود نساء في قمرة القيادة بلبنان.

المسيرة المهنية داخل شركة MEA

على مدار أكثر من عقدين من الزمن، أثبتت الكابتن رولا حطيط أنها ليست مجرد "حالة استثنائية"، بل رائدة قادرة على تمهيد الطريق لغيرها. بدأت مسيرتها كمساعد طيار في العام 1995 خلال رحلة بين بيروت وبروكسل، وبعد سنوات طويلة من الخبرة والتميز، ارتقت إلى مقعد القائد لأول مرة في رحلة بيروت – عمّان عام 2011، لتُسطر اسمها كأول امرأة لبنانية تقود طائرة ركاب بشكل رسمي.

لم تكن هذه المسيرة خالية من التحديات، فقد واجهت رولا في بداياتها الكثير من النظرات المشككة من زملاء رجال لم يعتادوا وجود امرأة إلى جانبهم في قمرة القيادة. تصف بنفسها كيف كان البعض يراقب كل حركة تقوم بها وكأنهم ينتظرون منها الخطأ. إلا أنها واجهت ذلك بالصبر والالتزام والتفوق المهني، حتى نالت احترام الجميع وأصبحت قدوة لكل من لحق بها في هذا المجال.

رولا حطيط: ما بين الطموح والعلم

لم تقتصر طموحات الكابتن رولا على قيادة الطائرات فقط، بل واصلت مشوارها الأكاديمي بالتوازي مع عملها. فقد أنهت دراسة الرياضيات في الجامعة الأمريكية ببيروت، ثم حصلت على درجة الماجستير في التخصص ذاته، وهي حالياً تسعى إلى الحصول على درجة الدكتوراه. بالإضافة إلى ذلك، تشغل منصباً مهماً كنائب لرئيس الاتحاد الإقليمي لقائدي الطائرات التجارية، حيث تعمل على تعزيز دور المرأة في الطيران وتوفير منصات تدريبية للجيل الجديد من الطيارين.

رولا متزوجة من طيار زميل لها في العمل وهي أم لولدين، وتؤكد دائماً أن نجاحها لم يكن ليكتمل دون دعم أسرتها لاحقاً، بعد أن رأوا إصرارها وإيمانها بطموحها. كما أنها شاركت خلال الأعوام الأخيرة في مؤتمرات دولية خاصة بتمكين المرأة في قطاع النقل الجوي، وأصبحت رمزاً في حملات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) التي تسعى لزيادة نسبة مشاركة النساء في هذا المجال الحيوي.

رسالة إلهام للأجيال القادمة

تقول الكابتن رولا إنها لم تحلم يوماً أن تكون طيارة صغيرة أو أن تملك شغف الطيران في طفولتها، بل كان شغفها بالرياضيات هو الذي قادها بطريق غير مباشر إلى الطيران. المفارقة أن تحدياً بسيطاً في قاعة الجامعة مع أحد الزملاء كان الشرارة التي غيرت مسار حياتها. اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على تلك اللحظة، أصبحت رولا حطيط قدوة ملهمة ليس فقط للنساء في لبنان، بل لكل من يواجه تحديات مجتمعية أو مهنية ويبحث عن سبيل لإثبات ذاته.

الاثنين، 13 نوفمبر 2017

مطار العريش الدولي El Arish International Airport

مطار العريش الدولي (IATA: AAC – ICAO: HEAR) هو واحد من المطارات المصرية ذات الأهمية الاستراتيجية، يقع على بعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء. أنشئ المطار على مساحة تقارب 400 فدان، ويُعد المنفذ الجوي الرئيسي لشمال سيناء، وإن كان نشاطه التجاري محدوداً في السنوات الأخيرة نتيجة الظروف الأمنية التي تشهدها المنطقة. ورغم توقف أغلب الرحلات المنتظمة، فإن المطار لا يزال يُستخدم في أغراض عسكرية وفي بعض الحالات الإنسانية أو الطارئة.

مطار العريش الدولي El Arish International Airport

نشأة مطار العريش والخلفية التاريخية

لا توجد وثائق رسمية تحدد بدقة سنة إنشاء مطار العريش، إلا أن بعض السجلات الجوية تشير إلى وجوده منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي. فقد ارتبط اسمه بحادث تحطم طائرة عسكرية مصرية من طراز Curtiss C-46D في التاسع من فبراير 1953 بعد إقلاعها من المطار باتجاه قاعدة ألماظة الجوية بالقاهرة، وهو ما يعزز الاعتقاد أن المطار كان قائماً بالفعل في تلك الفترة. ووفق ما ورد في تقارير سلامة الطيران، أسفر الحادث عن مصرع ثلاثين شخصاً من ركاب الطائرة وإصابة ثلاثة آخرين.

مدينة العريش التي يحمل المطار اسمها لها جذور تاريخية عميقة؛ فقد نشأت على أنقاض مستوطنة قديمة عُرفت باسم Rhinocorura، ثم خضعت لتحصينات عثمانية في القرن السادس عشر. كما لعبت دوراً في الحملات الفرنسية والبريطانية خلال القرون اللاحقة. هذه الخلفية الاستراتيجية جعلت موقع المطار مهماً في أي خطط عسكرية أو لوجستية لاحقة، لاسيما أن العريش تمثل بوابة طبيعية بين مصر وقطاع غزة.

دور المطار في خدمة الخطوط الفلسطينية

في عام 2006، اتخذت الخطوط الجوية الفلسطينية مطار العريش الدولي مقراً رئيسياً لها بعد تدمير مطار ياسر عرفات الدولي في غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقد شكّل ذلك الحدث نقطة تحول مهمة في تاريخ المطار، إذ أصبح بمثابة المنفذ الجوي البديل للفلسطينيين على الأراضي المصرية. غير أن استمرار الاضطرابات الأمنية في شمال سيناء منذ عام 2011 عطّل معظم أنشطة الخطوط الفلسطينية من هذا المطار، ما أدى إلى توقف شبه تام لحركة الطيران التجاري.

الأحداث الأمنية وتأثيرها على مطار مطار العريش

مع اشتداد الحرب على الإرهاب في شمال سيناء، تعرض مطار العريش ومحيطه لعدد من العمليات المسلحة. ومن أبرزها حادث ديسمبر 2017 عندما تم استهداف طائرة كانت تقل وزيري الدفاع والداخلية المصريين أثناء هبوطها. ورغم نجاتهما، أثبتت تلك الحادثة مدى حساسية المطار كهدف رئيسي للجماعات الإرهابية. ومنذ ذلك الوقت، عززت السلطات المصرية الإجراءات الأمنية، بما في ذلك إقامة سياج محكم حول المطار ونشر قوات إضافية لحمايته. ونتيجة لذلك، توقف المطار عن استقبال الرحلات التجارية المدنية واقتصر نشاطه على الأغراض العسكرية والعمليات الإنسانية.

مرافق وتجهيزات مطار مطار العريش

يمتلك مطار العريش الدولي مدرجاً واحداً بطول ثلاثة آلاف متر وعرض 45 متراً، قادر على استقبال الطائرات التجارية متوسطة الحجم. كما يضم منطقة مخصصة لوقوف نحو أربع طائرات، بالإضافة إلى خدمات التزويد بالوقود وبعض أعمال الصيانة الأساسية. يحتوي المطار أيضاً على برج مراقبة جوي مجهز بأجهزة ملاحة ورصد جوي، إلى جانب مبنى ركاب صغير لا يتجاوز استيعابه 200 مسافر في الساعة. إلا أن تجهيزاته مقارنة بالمطارات المصرية الكبرى تُعد متواضعة، حيث يفتقر إلى سيور حقائب أو مرافق متكاملة للشحن الجوي.

الرحلات الجوية وحركة التشغيل

شهد مطار العريش عبر سنواته فترات تشغيل متقطعة. فقد استخدمته شركات مثل الخطوط الجوية الفلسطينية، الملكية الأردنية، مصر للطيران إكسبريس، وشركات طيران إقليمية أخرى لتسيير رحلات محدودة نحو عمّان، القاهرة، جدة وغيرها. لكن بسبب استمرار التوترات الأمنية، توقفت هذه الرحلات منذ 2011.

في السنوات الأخيرة، برزت خطط لإعادة تفعيل المطار بشكل جزئي لدعم التنمية في شمال سيناء، إلا أن هذه الخطط مرتبطة بتحسن الأوضاع الأمنية. ووفقاً لآخر التصريحات الحكومية حتى عام 2024، ما يزال المطار قيد الاستخدام العسكري بالدرجة الأولى، بينما تُدرس مقترحات لإعادة تشغيله مستقبلاً بما يخدم التنمية الاقتصادية وحركة السياحة الدينية (خاصة رحلات الحج والعمرة عبر سيناء).

الوصول إلى العريش وحركة المسافرين

رغم توقف الرحلات المنتظمة، ما زال بالإمكان رصد بعض الجداول السابقة لرحلات أسبوعية بين القاهرة والعريش. كانت الرحلة تغادر من القاهرة يوم الأربعاء عند الساعة 15:30 وتصل إلى العريش في 16:20، بينما تقلع رحلة العودة في 16:50 لتصل القاهرة حوالي 17:40. تراوحت أسعار التذاكر حينها بين 250 و489 جنيهاً للذهاب فقط، وبين 451 و923 جنيهاً للتذكرة ذهاباً وإياباً. حالياً، يقتصر الوصول إلى العريش على الطرق البرية، إذ تبعد المدينة عن القاهرة نحو 310 كيلومترات، أي ما يقارب أربع ساعات بالسيارة.

الأسئلة الشائعة حول مطار العريش الدولي

ما هو كود مطار العريش الدولي؟
يمتلك مطار العريش الدولي كودين معتمدين عالميًا لتحديده في أنظمة الطيران: - رمز IATA هو AAC، ويُستخدم بشكل رئيسي في تذاكر السفر وأنظمة الحجز. - رمز ICAO هو HEAR، ويُستعمل من قبل الطيارين وأبراج المراقبة الجوية في عمليات الملاحة والتواصل.
ما هي طرق السفر إلى مدينة العريش؟
يمكن الوصول إلى العريش عبر وسيلتين رئيسيتين: 1. السفر الجوي: عند تشغيل المطار للرحلات التجارية، كانت تُسير رحلة أسبوعية مباشرة من القاهرة. 2. السفر البري: يُعتبر الطريق الأكثر استخدامًا حاليًا، حيث يمكن الانطلاق من القاهرة عبر الطريق الصحراوي الشرقي، وتستغرق الرحلة نحو 3 ساعات و50 دقيقة لمسافة تقارب 310 كيلومترات. وتتوفر وسائل المواصلات الخاصة والعامة (حافلات وشركات نقل جماعي).
هل توجد رحلات منتظمة بين القاهرة والعريش؟
في الفترات التي كان المطار يعمل بها بشكل مدني، كانت شركة مصر للطيران تُسيّر رحلة واحدة أسبوعيًا يوم الأربعاء: - الإقلاع من مطار القاهرة الساعة 15:30 والوصول إلى العريش الساعة 16:20. - الإقلاع من مطار العريش الساعة 16:50 والعودة إلى القاهرة 17:40. لكن منذ عام 2011، توقفت هذه الرحلات بسبب الظروف الأمنية، ويُستخدم المطار حاليًا بشكل أساسي للأغراض العسكرية والإنسانية.
كم تبلغ أسعار تذاكر الطيران من القاهرة إلى العريش؟
عندما كانت الرحلات متاحة، تراوحت أسعار التذاكر بين: - الدرجة السياحية (ذهاب فقط): من 250 حتى 489 جنيهًا مصريًا. - الدرجة السياحية (ذهاب وعودة): من 451 حتى 923 جنيهًا مصريًا. تختلف الأسعار عادة باختلاف مواسم السفر، ومدى توفر المقاعد، وتوقيت الحجز. أما في الوضع الحالي، فالحجز غير متاح لعدم تشغيل الرحلات التجارية.
كيف يمكنني السفر من القاهرة إلى العريش الآن؟
في الوقت الراهن، يعتمد السفر إلى العريش بشكل كامل على النقل البري، نظرًا لتوقف الرحلات الجوية. - بالسيارة الخاصة: يمكن قطع المسافة البالغة حوالي 310 كم خلال أربع ساعات تقريبًا. - بالحافلات: توجد خطوط نقل جماعي من القاهرة إلى العريش تنطلق بانتظام. هذا الخيار يُعد البديل الأكثر شيوعًا لحين عودة تشغيل المطار للرحلات المدنية.
هل يمكن إنجاز إجراءات السفر إلكترونيًا عند حجز رحلة إلى العريش؟
نعم، في الفترات السابقة التي كان يُشغّل فيها المطار تجاريًا، كانت شركات الطيران توفر خدمة Online Check-in. خطواتها: 1. الدخول إلى الموقع الرسمي لشركة الطيران. 2. اختيار خدمة "إنجاز إجراءات السفر عبر الإنترنت". 3. إدخال بيانات الحجز (PNR) واسم المسافر. 4. طباعة بطاقة صعود الطائرة أو الاحتفاظ بها إلكترونيًا. أما في الوضع الحالي، فهذه الخدمة غير متاحة بسبب توقف الرحلات.
كم ساعة تستغرق المسافة بين القاهرة والعريش؟
المسافة بين القاهرة ومدينة العريش تُقدّر بحوالي 310 كيلومترات. - بالسيارة أو الحافلة: تستغرق الرحلة حوالي 3 ساعات و50 دقيقة عبر الطريق الصحراوي الشرقي، مع إمكانية زيادة الوقت تبعًا لحالة المرور. - جوًا: في حال عودة تشغيل المطار، فإن مدة الرحلة الجوية المباشرة من القاهرة إلى العريش لا تتجاوز 50 دقيقة.

خاتمة

من خلال هذه الأسئلة والأجوبة، يتضح أن مطار العريش الدولي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة رغم محدودية تشغيله المدني في الوقت الراهن. ومع تحسن الظروف الأمنية مستقبلاً، من المتوقع أن يعود المطار للعب دور حيوي في ربط شمال سيناء بالقاهرة وعدد من الوجهات الإقليمية، بما يساهم في التنمية الاقتصادية وتيسير حركة السكان والمسافرين.

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

خطوط مصوع الجوية Massawa Airways

خطوط مصوع الجوية، المعروفة بالإنجليزية باسم Massawa Airways، هي واحدة من شركات الطيران المحلية الناشئة في دولة إريتريا الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر. تتخذ الشركة من مدينة مصوع، التي تُعد واحدة من أعرق الموانئ التاريخية في المنطقة، مقرًا إداريًا وتشغيليًا لها، بينما تعتمد على مطار مصوع الدولي ليكون القاعدة الرئيسية لانطلاق رحلاتها الجوية. تُعتبر هذه الشركة ثالث فاعل في سوق الطيران الإريتري بعد الخطوط الجوية الإريترية (الناقل الوطني الرسمي) وشركة طيران ناس الإريتري، ما يجعلها جزءًا من المنافسة المحدودة في سوق جوي صغير نسبيًا لكنه ذو أهمية استراتيجية بسبب موقع البلاد الجغرافي. ورغم توافر بعض المعلومات عن تأسيسها ونواياها التشغيلية، إلا أن التفاصيل الدقيقة حول وضعها القانوني الحالي أو تسجيلها ضمن سجلات المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) أو منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) ما زالت غير مؤكدة حتى اليوم. هذا الغموض يعكس بشكل عام الطبيعة المعقدة لقطاع الطيران في إريتريا، حيث تواجه الشركات صعوبات تتعلق بالبنية التحتية المحدودة، والظروف الاقتصادية، والتحديات السياسية.

خطوط مصوع الجوية Massawa Airways

تاريخ نشأة خطوط مصوع الجوية

أُعلن عن تأسيس شركة خطوط مصوع الجوية في عام 2012 كجزء من محاولة طموحة لتوسيع نطاق خدمات النقل الجوي داخل إريتريا وربط المدن الساحلية والداخلية عبر شبكة رحلات منتظمة. جاء الإعلان متزامنًا مع تسليم أول طائرة تم تجميع هيكلها داخل الأراضي الإريترية، وهو إنجاز رمزي يُظهر سعي الدولة لبناء قدرات محلية في مجال صناعة الطيران. كانت تلك الطائرة تتسع لحوالي سبعين مقعدًا، ما يجعلها مناسبة لتغطية الرحلات الداخلية القصيرة ذات الطلب المحدود. وكان المخطط أن تبدأ الشركة عملياتها التجارية في وقت مبكر من يوليو 2013، بحيث تغطي الوجهات المحلية مثل العاصمة أسمرة، إضافة إلى فتح خطوط نحو مدن قريبة في منطقة القرن الأفريقي، بما في ذلك وجهات محتملة في السودان وإثيوبيا وجيبوتي. غير أن غياب التحديثات الرسمية منذ ذلك الحين خلق حالة من الغموض حول ما إذا كانت الشركة قد تمكنت فعلاً من إطلاق رحلات منتظمة أم بقيت في إطار المشاريع غير المكتملة.

أسطول خطوط مصوع الجوية وخطط التشغيل

مع بداية تأسيسها، سعت خطوط مصوع الجوية إلى بناء أسطول صغير لكنه متنوع، يضم طائرات يمكنها العمل على مدارج قصيرة ومطارات محلية ذات تجهيزات محدودة. ففي ديسمبر من عام 2012، تسلمت الشركة طائرتين من طراز Beechcraft 1900D، وهي طائرات صغيرة إقليمية أمريكية الصنع قادرة على استيعاب حوالي 19 راكبًا فقط، ما يجعلها مثالية للرحلات الداخلية القصيرة جدًا بين المدن الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك، انضمت إلى أسطولها طائرات Xian Y-7 وXian MA60، وهما طرازان صينيان يتميزان بالقدرة على العمل في الظروف المناخية الصعبة مع حمولة ركاب تتراوح بين 50 و 60 مقعدًا. وقد كان تسليم هذه الطائرات من الصين جزءًا من تعاون اقتصادي أوسع بين بكين وأسمرة.

كان من المقرر أن تنطلق الرحلات التشغيلية الأولى للشركة قبيل الذكرى الثانية والعشرين لاستقلال إريتريا، في 24 مايو 2013، حيث كان يُخطط أن تُخصص هذه الانطلاقة لتغطية وجهات محلية رئيسية مثل مصوع – أسمرة – تسني، مع إضافة بعض الوجهات الإقليمية في المرحلة اللاحقة. لكن رغم هذه التوقعات الإيجابية، لم تتضح حتى الآن تفاصيل ما إذا كانت الرحلات قد أُطلقت بالفعل أو أن المشروع توقف قبل أن يدخل مرحلة التشغيل الكامل. بعض التقارير غير الرسمية تشير إلى أن الشركة واجهت صعوبات تشغيلية وتمويلية، وربما لم تتمكن من تجاوز العقبات البيروقراطية والفنية المرتبطة بقطاع الطيران في البلاد.

إجمالًا، يُمكن القول إن خطوط مصوع الجوية تمثل محاولة جريئة لإضافة منافس محلي جديد إلى سوق الطيران الإريتري المحدود. غير أن غياب البيانات الحديثة حول نشاطها التشغيلي يضعها في دائرة الغموض، لتبقى قصتها حتى اللحظة مثالًا على التحديات الكبيرة التي تواجه شركات الطيران الصغيرة في إفريقيا، خصوصًا في البيئات السياسية والاقتصادية المعقدة.

الخميس، 26 أكتوبر 2017

الخطوط الجوية الإريترية Eritrean Airlines

الخطوط الجوية الإريترية أو Eritrean Airlines هي الناقل الوطني الرسمي لدولة إريتريا، وتعود ملكيتها بالكامل إلى الحكومة الإريترية التي تشرف على إدارتها وتمويلها. يقع المقر الرئيسي للشركة في العاصمة أسمرة، حيث تتخذ من مطار أسمرة الدولي قاعدة رئيسية لعملياتها الجوية، سواء على مستوى الرحلات الداخلية أو الدولية. تحمل الشركة رمز B8 لدى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، بينما يُعرف رمزها لدى منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) باسم ERT. تمثل الشركة واجهة جوية لإريتريا، ليس فقط من الناحية الاقتصادية ولكن أيضًا كأداة دبلوماسية للتواصل مع العالم الخارجي، خصوصًا مع محدودية عدد الناقلات العاملة في البلاد.

الخطوط الجوية الإريترية Eritrean Airlines

تاريخ الخطوط الجوية الإريترية

تعود بدايات الخطوط الجوية الإريترية إلى شهر مايو من عام 1991، أي بالتزامن مع استقلال إريتريا تقريبًا. في تلك الفترة، لم تكن الشركة تعمل كناقل جوي بالمعنى المباشر، وإنما اقتصرت أنشطتها على خدمات المناولة الأرضية في مطارات أسمرة، عصب، ومصوع، إضافة إلى تمثيلها كوكلاء مبيعات لشركات طيران أجنبية كانت تشغل رحلات إلى البلاد. لكن مع مطلع الألفية الجديدة، بدأت الحكومة الإريترية تدرك أهمية وجود ناقل وطني فعلي، فتم اتخاذ قرار في مايو 2002 بالتوسع نحو تشغيل رحلات ركاب دولية تحت العلامة التجارية للخطوط الجوية الإريترية.

في أبريل 2003، استأجرت الشركة طائرة Boeing 767-300ER من مصر للطيران، والتي كانت في الخدمة منذ 14 عامًا آنذاك، وتم تشغيلها على خط أسمرة – أمستردام لتكون أولى الرحلات الطويلة المدى للشركة. ومع نجاح التجربة الأولى، توسعت الشبكة لتشمل خطوطًا مباشرة إلى فرانكفورت، ميلانو، نيروبي، وروما، قبل أن تتم إضافة أمستردام بشكل رسمي في عام 2004، ثم جيبوتي ودبي في عام 2005. لكن هذه التوسعات واجهت صعوبات، حيث أوقفت الشركة لاحقًا رحلات نيروبي وأمستردام، وأبقت على ميلانو كوجهة موسمية فقط.

في سبتمبر 2006، وقعت الشركة اتفاقًا مع الحكومة الباكستانية لتسيير رحلات مباشرة إلى كراتشي ولاهور بواقع رحلتين أسبوعيًا لكل وجهة، مرورًا بدبي، مع الحصول على حقوق نقل كاملة للركاب والبضائع بين دبي وباكستان. مثل هذا الاتفاق نقلة نوعية للشركة من حيث التوجه إلى أسواق آسيا. لكن سرعان ما واجهت الشركة تحديات جديدة؛ ففي عام 2008 أعلنت عن رحلات موسمية لنقل الحجاج إلى باماكو، إلا أن توترات سياسية وأمنية على الحدود مع جيبوتي أدت إلى تعليق رحلاتها إليها بنهاية العام نفسه. كما أوقفت الشركة رحلاتها إلى فرانكفورت في 2009، وهو ما عكس التراجع التدريجي في حجم عملياتها الأوروبية.

في 2011، صرحت وزارة الخارجية الإريترية أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا سياسية لمنع شركات الطيران العالمية من تأجير الطائرات إلى إريتريا، الأمر الذي ضاعف من الصعوبات التي كانت تواجهها الشركة في تجديد أسطولها. ونتيجة لهذه الظروف، توقفت العمليات لفترة قصيرة، قبل أن تعود الشركة في يوليو 2011 بعد دمجها مع شركة طيران ناس الإريتري لتعمل تحت اسم جديد هو ناس إريتريا للطيران. خلال هذه الفترة، أدخلت الشركة طلاءًا جديدًا على طائراتها من طراز Airbus A320 التي بدأت العمل على خطوط دبي – لاهور – كراتشي، مع خطط لإعادة تشغيل الرحلات الداخلية باستخدام أسطول طائرات Dornier المخزن.

غير أن الضغوط لم تتوقف، ففي أبريل 2012 فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا كاملًا على الخطوط الجوية الإريترية، ما منعها من تسيير أي رحلات إلى القارة الأوروبية، وهو ما شكّل ضربة قاسية للشركة التي كانت تعتمد بشكل كبير على الوجهات الأوروبية في تشغيلها. ومنذ ذلك التاريخ، تقلصت عملياتها بشكل حاد، وأصبحت تقتصر على بعض الوجهات الإقليمية المحدودة.

أسطول ووجهات الخطوط الجوية الإريترية

ظل حجم الأسطول محدودًا للغاية، حيث امتلكت الشركة في فترات مختلفة طائرات من طراز Boeing 767 بالإضافة إلى طائرات Airbus A320 وعدد من الطائرات الصغيرة مثل Dornier، لكنها كانت تواجه دائمًا مشاكل في عقود الإيجار والتشغيل. أما الوجهات، فقد شملت شبكة واسعة نسبيًا مقارنة بإمكاناتها، حيث سيّرت رحلات إلى القاهرة، فرانكفورت، ميلانو، روما، كراتشي، لاهور، جدة، كيب تاون، جوهانسبرغ، نيروبي، الخرطوم، جيبوتي، بورسودان، ودبي. ورغم هذا التنوع، فإن استمرارية التشغيل كانت دائمًا مرهونة بالظروف السياسية والاقتصادية أكثر من الطلب التجاري الفعلي.

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

لماذا تطير طائرات الركاب علي ارتفاعات شاهقة؟

كثيرًا ما يتساءل المسافرون، وهم ينظرون من نافذة الطائرة عبر الغيوم البيضاء الممتدة، عن السبب الذي يجعل الطائرات التجارية تحلق على هذا الارتفاع الشاهق. فقد يتبادر إلى الذهن أن الطيران على مستويات منخفضة أقرب إلى سطح الأرض قد يكون أكثر أمانًا أو أكثر راحة، لكن الواقع أن اختيار الارتفاع ليس عشوائيًا، بل هو نتيجة مزيج من الاعتبارات العلمية والهندسية وقواعد السلامة الجوية والاقتصاد في استهلاك الوقود. وفي هذا المقال سنستعرض بالتفصيل الأسباب التي تجعل الطائرات التجارية تحلق عادة على ارتفاع يتراوح بين 30 ألفًا و40 ألف قدم، والقيود المرتبطة بالحد الأدنى والأقصى للارتفاعات الجوية.

لماذا تطير الطائرات على ارتفاعات عالية

لماذا تحلق الطائرات التجارية على ارتفاعات شاهقة؟

مع الارتفاع يقل ضغط الهواء وكثافته تدريجيًا، مما يعني مقاومة أقل لحركة الطائرة في السماء. هذا الانخفاض في مقاومة الهواء يجعل المحركات تعمل بكفاءة أعلى، فتستهلك وقودًا أقل وتحقق سرعة أكبر. لذلك فإن التحليق على ارتفاعات عالية ليس رفاهية، بل ضرورة اقتصادية وتقنية في آن واحد. لكن يجب التوازن: فكلما زاد الارتفاع، قلّ الأكسجين المتوفر لتشغيل المحركات، مما يفرض حدودًا عملية على أقصى ارتفاع يمكن بلوغه بأمان.

يُعتبر النطاق المثالي لطائرات الركاب ما بين 30 ألف و40 ألف قدم. فأقل من 30 ألف قدم يعني هواء أثقل ومقاومة أعلى وبالتالي استهلاك أكبر للوقود، وأكثر من 40 ألف قدم يؤدي إلى نقص حاد في الأكسجين والضغط الجوي مما قد يضعف أداء المحركات. إذن هذا الارتفاع هو "المعادلة الذهبية" بين الأمان، الكفاءة، والاقتصاد.

اختلافات بين أنواع الطائرات

الارتفاع المثالي ليس رقمًا ثابتًا لجميع الطائرات. فالطائرات الثقيلة أو ذات الحمولة الكبيرة قد تضطر للتحليق على ارتفاعات أقل قليلًا، بينما الطائرات العسكرية أو النفاثات الخفيفة قد تصل بسهولة إلى ارتفاعات تفوق 50 ألف قدم. بل إن بعض الطائرات المجهزة خصيصًا للأبحاث أو الاستخدامات العسكرية يمكن أن تقترب من حدود الغلاف الجوي.

تجنب الاضطرابات الجوية

من أبرز فوائد الارتفاع الشاهق هو تجنب تقلبات الطقس والمطبات الهوائية التي تكون أكثر شيوعًا في الطبقات الجوية القريبة من سطح الأرض حيث السحب الكثيفة وبخار الماء. ولهذا يلاحظ المسافرون أن الرحلة تصبح أكثر سلاسة بمجرد ارتفاع الطائرة فوق طبقة الغيوم إلى سماء صافية وهادئة. الهواء في هذه الطبقات العليا أقل كثافة، مما يقلل من الاهتزازات ويجعل الطيران أكثر راحة.

تجنب ازدحام المسارات الجوية

هناك شبكة من "الممرات الجوية" المعتمدة عالميًا لتوجيه حركة الطيران، وغالبًا ما تكون هذه الممرات مزدحمة بالطائرات المدنية. أما على الارتفاعات الأدنى فتزداد احتمالية مواجهة الطائرات الخفيفة، المروحيات، وحتى أسراب الطيور، ما قد يشكل تهديدًا خطيرًا. لذلك فإن التحليق على ارتفاعات شاهقة يقلل من مخاطر الاصطدام ويجعل المسارات أكثر انسيابية.

إتاحة وقت أكبر في حالات الطوارئ

في حال حدوث عطل فني أو فشل أحد المحركات، يمنح التحليق على ارتفاع كبير الطيارين وقتًا إضافيًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة، سواء لإصلاح الخلل أو للتواصل مع أقرب مطار مناسب للهبوط الاضطراري. هذا الوقت الإضافي قد يكون فارقًا بين حادث مأساوي وهبوط آمن. ولهذا السبب تفرض هيئات الطيران الدولي قاعدة "القمرة المعقمة" التي تمنع الطيارين من الانشغال بأحاديث جانبية قبل بلوغ 10 آلاف قدم لضمان التركيز الكامل في المراحل الحرجة.

الحد الأدنى والحد الأقصى للارتفاع

تنص لوائح الطيران على عدم التحليق بأقل من 500 قدم فوق الأشخاص أو المباني المنعزلة، و1000 قدم فوق المناطق المأهولة بالسكان، وذلك لحماية الأرواح وتقليل المخاطر في حالة الطوارئ. وبالتالي فإن الحد الأدنى لارتفاع الطائرات التجارية هو 1000 قدم.

أما الحد الأقصى فليس مقيدًا بل يحدده "خط كارمان" الذي يقع على ارتفاع يقارب 327 ألف قدم (100 كيلومتر)، وهو الخط الفاصل بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي. لكن الطائرات التجارية لا تقترب أبدًا من هذا المستوى، فقدرتها التصميمية تنحصر في حدود 45 ألف قدم تقريبًا، بينما الفضاء الخارجي يتطلب مركبات خاصة مزودة بأنظمة دفع صاروخية. 

طالع أيضا: 2017 العام الأكثر أمانا في تاريخ الطيران

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

مطار مفدي زكريا غرداية الدولي Noumérat – Moufdi Zakaria Airport

يقع مطار مفدي زكريا – مطار غرداية الدولي (Noumérat – Moufdi Zakaria Airport) على مسافة تقارب 16 كيلومترًا جنوب غرب مدينة غرداية الجزائرية، المدينة التي تشتهر بكونها مركزًا حضاريًا وثقافيًا هامًا في قلب شمال الجمهورية الجزائرية. يحمل المطار رمز GHA من اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، ورمز DAUG من منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو). ويُعد هذا الموقع الجغرافي المميز نقطة محورية بين شمال الجزائر ووسطها، مما يمنحه أهمية استراتيجية سواء في حركة المسافرين أو في عمليات النقل الجوي.

مطار مفدي زكريا - مطار غرداية الدولي

تاريخ مطار مفدي زكريا – غرداية الدولي

سُمّي مطار غرداية باسم مفدي زكريا تكريمًا للشاعر الكبير زكرياء بن سليمان بن يحيى، المعروف بلقب "شاعر الثورة الجزائرية"، ومؤلف النشيد الوطني الجزائري الخالد "قسماً". هذا الاختيار يرمز إلى دور غرداية في الحفاظ على الهوية الوطنية، ويجعل المطار ليس مجرد منشأة نقل جوي، بل معلمًا يخلّد ذكرى شخصية بارزة من تاريخ الجزائر.

يدار مطار مفدي زكريا من قبل مؤسسة تسيير مصالح مطارات الجزائر التي تشرف على تشغيل العديد من المطارات عبر البلاد. ورغم عدم وجود توثيق رسمي دقيق لمرحلة تأسيس المطار، إلا أن المؤشرات التاريخية ترجّح أن إنشاءه تم خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، حين كانت فرنسا تولي أهمية كبيرة لإقامة مطارات عسكرية ومدنية في مناطق استراتيجية بالصحراء الكبرى من أجل دعم تحركاتها اللوجستية والعسكرية.

حوادث جوية مسجلة بالمطار

شهد مطار مفدي زكريا عبر تاريخه بعض الحوادث التي سُجلت رسميًا في سجلات الطيران، من أبرزها:

  • 28 يناير 2004: رحلة لشركة طيران الطاسيلي كانت مستأجرة من شركة سوناطراك لنقل موظفين من حقول النفط إلى غرداية. أثناء مناورة الهبوط، اصطدمت الطائرة بالأرض ما أدى إلى تحطم جناحها الأيمن، وأسفر الحادث عن وفاة شخصين أحدهما مساعد الطيار، فيما نجا بقية الركاب.
  • 6 فبراير 2010: اضطرت طائرة من طراز بوينج 757 تابعة للخطوط الجوية الغانية كانت متجهة من أكرا إلى لندن للهبوط الاضطراري في مطار غرداية بعد ظهور مؤشرات على عطل في النظام الهيدروليكي. تم إجلاء الركاب إلى طائرة بديلة دون تسجيل أي إصابات، وعادت الطائرة للخدمة بعد إصلاحها.

مرافق وتجهيزات مطار غرداية

يتضمن مطار مفدي زكريا الدولي مدرجين رئيسيين مجهزين لاستقبال مختلف الطائرات: الأول بطول 3100 متر وعرض 60 متر، مهيأ لاستقبال الطائرات الضخمة بما في ذلك طائرات الشحن الكبيرة، والثاني بطول 2400 متر وعرض 45 متر، وهو مناسب لمعظم الطائرات التجارية متوسطة الحجم. إضافة إلى ذلك، يضم المطار برج مراقبة جوي مزود بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات الجوية وكذلك أجهزة رصد الطقس، مما يضمن سلامة العمليات الجوية.

يحتوي مطار غرداية على مبنى ركاب يتسع لحوالي 500 ألف مسافر سنويًا، وينقسم إلى صالة مخصصة للمغادرين وأخرى للقادمين، إلى جانب مناطق استراحة، ومطاعم، وخدمات أساسية للمسافرين. كما توجد مرافق خاصة بشحن البضائع والخدمات اللوجستية، إضافة إلى مكاتب التخليص الجمركي والأمن. ومنذ عام 2007 أُطلق مشروع لتجديد مبنى الركاب وتوسيعه ليستجيب للطلب المتزايد، لكن لا توجد معلومات مؤكدة عن اكتمال المشروع حتى الآن.

الخطوط الجوية العاملة في مطار مفدي زكريا والوجهات

يشغل مطار غرداية رحلات دولية ومحلية عبر عدد من شركات الطيران، أبرزها: الخطوط الجوية الجزائرية، الخطوط السعودية، وطيران الطاسيلي. وتربط هذه الشركات غرداية بالعديد من الوجهات على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تشمل الوجهات الدولية البارزة: مارسيليا، باريس، مونتريال، الدار البيضاء، جدة، ودبي. أما الوجهات المحلية فتشمل: العاصمة الجزائر، وهران، تمنراست، وإيليزي. هذا التنوع في الوجهات يعكس الدور الحيوي الذي يلعبه مطار مفدي زكريا في ربط الجنوب الجزائري بالعالم الخارجي وتسهيل التنقل الداخلي بين ولايات الجزائر.