الجمعة، 31 مارس 2017

مطار الداخلة الدولي: بوابة الداخلة المغربية

مطار الداخلة الدولي (Dakhla Airport) هو أحد أهم المطارات الواقعة في جنوب غرب المملكة المغربية، ويخدم مدينة الداخلة الشهيرة بموقعها الاستراتيجي على شبه جزيرة ضيقة ممتدة داخل مياه المحيط الأطلسي في الصحراء المغربية. يحمل المطار رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA: VIL)، ورمز منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO: GMMH)، ويخضع لإشراف المكتب الوطني للمطارات التابع لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء بالمغرب. يمثل المطار البوابة الجوية الرئيسية إلى هذه المنطقة النائية، وهو يشكل حلقة وصل بين الداخلة وباقي مدن المغرب الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش وأغادير، كما يستقطب حركة متزايدة من السياحة الدولية بفضل موقع المدينة الفريد الذي جعلها وجهة عالمية لرياضات ركوب الأمواج، والتزلج على الماء، ورياضات الكايت سيرف.

مطار الداخلة الدولي Dakhla Airport

تاريخ ونشأة مطار الداخلة الدولي

تعود جذور مطار الداخلة إلى أربعينيات القرن العشرين، حيث استُخدم أثناء الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الجوية الأمريكية باعتباره محطة توقف استراتيجية على طريق النقل العسكري بين أوروبا وأفريقيا. فقد كان المطار جزءًا من شبكة لوجستية مهمة لربط مطارات داكار في السنغال جنوبًا وأغادير شمال المغرب. ومع نهاية الحرب، انتقلت السيطرة إلى السلطات المغربية، ليتم استغلال المطار في الأغراض العسكرية والمدنية في الوقت ذاته.

مع مرور العقود، تطور المطار ليصبح أحد المرافق الجوية المعتمدة لنقل الركاب والبضائع من وإلى الجنوب المغربي، حيث اعتمدته القوات الجوية المغربية رسميًا، قبل أن يخضع بالكامل لإدارة المكتب الوطني للمطارات. ومع نمو النشاط السياحي في الداخلة منذ بداية الألفية الثالثة، بدأ المطار في لعب دور أكبر بكثير من مجرد نقطة عسكرية – إذ أصبح شريانًا اقتصاديًا وسياحيًا يربط هذه المنطقة بالعالم الخارجي. وقد تم إدراجه رسميًا كمطار دولي يستقبل رحلات تجارية منتظمة وشارتر سياحية خاصة.

مرافق مطار الداخلة الدولي

يضم المطار بنية تحتية متوسطة الحجم لكن جرى تطويرها لتلبية الزيادة المتسارعة في أعداد المسافرين. يتميز بمدرج واحد رئيسي يبلغ طوله 3,000 متر وعرضه 45 مترًا، ما يسمح باستقبال طائرات متوسطة الحجم مثل Boeing 737 وAirbus A320. كما يحتوي على ساحة لوقوف الطائرات تبلغ مساحتها حوالي 18,900 متر مربع، وصالة ركاب رئيسية تمت توسعتها عام 2010 من 670 مترًا مربعًا إلى ما يقارب 2,600 متر مربع، وهو ما رفع طاقتها الاستيعابية من 55 ألف مسافر إلى حوالي 330 ألف مسافر سنويًا.

إلى جانب ذلك، يحتوي المطار على برج مراقبة حديث مزود بتقنيات للملاحة الجوية، إضافة إلى مبنى مخصص للخدمات الفنية والتقنية بمساحة 1,000 متر مربع. كما يوفر المطار مواقف سيارات تستوعب حوالي 180 مركبة، مع إمكانية التوسع مستقبلًا استجابة للنمو السياحي. وخلال السنوات الأخيرة، تم إدخال تحسينات تتعلق بأنظمة الأمن والسلامة ومرافق استقبال السياح، بما في ذلك تخصيص مساحات أكبر للجمارك ومكاتب تأجير السيارات ومكاتب السياحة المحلية.

الرحلات والخدمات الجوية

تشغل الخطوط الملكية المغربية معظم الرحلات المنتظمة من وإلى مطار الداخلة، حيث يتم ربط المدينة يوميًا بالدار البيضاء، التي تمثل مركز النقل الجوي الأول بالمغرب. كما توجد رحلات موسمية أو خاصة إلى وجهات مغربية أخرى مثل مراكش وأكادير، مما يسهل على السياح الوصول مباشرة إلى المدينة دون الحاجة للمرور بالدار البيضاء.

في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام الدولي بالداخلة كوجهة سياحية، مما دفع شركات طيران أوروبية إلى برمجة رحلات عارضة من باريس، مدريد، وفرانكفورت، خاصة في مواسم العطل. وقد شهد المطار خلال فترة ما بعد 2020 عودة تدريجية للرحلات الدولية مع تعافي قطاع الطيران من جائحة كوفيد-19، حيث تسعى السلطات المغربية إلى تعزيز مكانة الداخلة كبوابة سياحية عالمية.

الأهمية الاقتصادية والسياحية

تبرز أهمية مطار الداخلة الدولي بفضل الدور السياحي المحوري لمدينة الداخلة، والتي تُعرف عالميًا بكونها "عاصمة الرياضات البحرية" في المغرب. فالمدينة تستقطب آلاف الزوار سنويًا لممارسة الكايت سيرف، ركوب الأمواج، والتجديف، إلى جانب السياحة البيئية والرحلات الصحراوية. وبفضل المطار، أصبح الوصول إلى الداخلة أسرع وأسهل مقارنة بعقود مضت حين كانت المنطقة شبه معزولة.

كما يلعب المطار دورًا اقتصاديًا متناميًا، إذ يساهم في نقل البضائع والمنتجات المحلية مثل الأسماك والمنتجات البحرية الطازجة إلى باقي مدن المغرب وحتى إلى أسواق خارجية. وتعمل السلطات المغربية منذ 2021 على دراسة مشاريع لتوسعة إضافية للمطار ورفع طاقته الاستيعابية إلى أكثر من نصف مليون مسافر سنويًا، وذلك ضمن رؤية لجعل الداخلة قطبًا سياحيًا دوليًا قادرًا على استقبال مؤتمرات ومهرجانات عالمية.

خدمات مستقبلية ومشاريع تطوير

في إطار الاستراتيجية الوطنية للمطارات المغربية، تم إدراج مطار الداخلة ضمن برنامج تطوير يهدف إلى تحديث البنية التحتية وزيادة القدرة التشغيلية. تشمل الخطط المستقبلية إنشاء مبنى ركاب جديد بمساحة أكبر وتجهيزات متقدمة، إضافة إلى إمكانية إنشاء مدرج ثانٍ في حال ارتفاع الطلب السياحي بشكل مستدام. كما يُتوقع إدخال مزيد من شركات الطيران منخفضة التكلفة لتسيير رحلات مباشرة من أوروبا، خاصة بعد الاهتمام الكبير الذي تبديه وكالات السياحة العالمية بالمنطقة.

وعلى الرغم من أن المطار ما زال متوسط الحجم مقارنة بالمطارات الكبرى في المغرب مثل مطار محمد الخامس بالدار البيضاء أو مطار مراكش المنارة، إلا أنه يُعتبر عنصرًا استراتيجيًا في تعزيز مكانة الداخلة كمقصد سياحي واستثماري على خريطة المغرب والقارة الأفريقية ككل.

الجمعة، 24 مارس 2017

مقاعد الطائرة الأكثر أمانا في حالة الحوادث

عند التفكير في السفر لأول مرة عبر الطائرة، يتبادر إلى ذهن الكثير من المسافرين هاجس السلامة، وتحديدًا: هل لمكان الجلوس داخل الطائرة دور في رفع فرص النجاة في حال وقوع حادث؟ هذه الفكرة أصبحت متكررة بشكل كبير خاصة لدى من لا يملكون خبرة طويلة في السفر الجوي. فبينما يجلس بعض الركاب قرب النوافذ بحثًا عن المتعة بالمناظر، يفضل آخرون المقاعد المجاورة للممر لسهولة الحركة، لكن يبقى السؤال الأكثر تكرارًا: ما هي المقاعد الأكثر أمانًا على متن الطائرة؟

من المهم بدايةً التأكيد على أن السفر الجوي هو الأكثر أمانًا عالميًا مقارنة بوسائل النقل الأخرى. تشير تقارير السلامة الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إلى أن احتمالية الوفاة نتيجة حادث طيران تبلغ تقريبًا واحدًا من بين عشرة آلاف حادث محتمل، في حين أن حوادث الطرق تتسبب في نسب وفاة أعلى بمئات المرات، تصل إلى واحد من كل مائة تقريبًا. هذا يعكس أن الطيران، رغم التغطية الإعلامية الضخمة التي تحظى بها أي حادثة، يبقى وسيلة نقل عالية الأمان، بل وتزداد موثوقيته مع تطور التكنولوجيا ومعايير الصيانة العالمية.

ورغم هذه الأرقام المطمئنة، إلا أن بعض الحوادث المأساوية التي يتم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام، إلى جانب قصص الناجين الذين غالبًا ما يربطون نجاتهم بمكان جلوسهم، تغذي القلق لدى فئة من المسافرين. ولهذا السبب قامت عدة مراكز بحثية وجامعات مرموقة مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) بإجراء دراسات معمقة على آلاف الحوادث السابقة، شملت تحليل أماكن جلوس الركاب، نسب الوفيات، وسرعة الإخلاء في الظروف المختلفة.

مقاعد الطائرة الأكثر أمانا

ما الذي تكشفه الدراسات عن المقاعد الأكثر أمانًا؟

أجرت مجلة Time بالتعاون مع المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي (NTSB) دراسة شاملة على بيانات تمتد لأكثر من خمسين عامًا وتشمل أكثر من 4400 حادث مسجل. النتائج أظهرت أن توزيع نسب النجاة ليس عشوائيًا بالكامل، بل هناك أنماط واضحة مرتبطة بأقسام معينة داخل الطائرة:

المقاعد الوسطى في الطائرة الأقل أمانًا

  • 41% من الوفيات سُجلت في المقاعد الواقعة بمنتصف الطائرة.
  • 30% في الثلث الأمامي (خاصة عند الاصطدام المباشر).
  • 29% في الثلث الخلفي، الذي يُظهر بعض الأمان النسبي.

وهذا يشير إلى أن المقاعد في الجزء الخلفي قد تمنح ميزة طفيفة من حيث الأمان، رغم أن عوامل أخرى قد تغير النتائج.

المقاعد بجانب النوافذ أكثر عرضة للخطر

  • 40% من الوفيات وقعت بين ركاب المقاعد الملاصقة للنوافذ.
  • 38% في المقاعد المجاورة للممر.
  • 22% فقط في المقاعد الوسطية (غير الملاصقة لا للممر ولا للنافذة).

يُعزى ذلك إلى أن المقاعد بجوار النوافذ تكون عادة أبعد عن مخارج الطوارئ، كما أن الإصابات قد تزيد عند حدوث اصطدام جانبي أو تحطم في هيكل الطائرة.

لا فرق يذكر بين جانبي الطائرة

  • 52% من الضحايا جلسوا على الجانب الأيمن.
  • 48% على الجانب الأيسر.

النتيجة: لا يوجد تأثير حقيقي لمكان المقعد من حيث كونه يمينًا أو يسارًا.

عوامل أخرى أكثر أهمية من المقعد نفسه

من المهم التوضيح أن مكان المقعد ليس العامل الوحيد، بل ظروف الحادث ونوعه هي المحدد الرئيسي. فعلى سبيل المثال:

  • في حالات الحرائق، تكون سرعة الإخلاء عبر مخارج الطوارئ هي الأهم.
  • في حالات الاصطدام الأمامي، المقاعد الخلفية أكثر أمانًا.
  • في حالات الانحراف على المدرج، المقاعد القريبة من المخارج الجانبية تقلل زمن الخروج.

الاستنتاج النهائي

يمكن القول إن المقاعد القريبة من مخارج الطوارئ والمجاورة للممر تمنح فرصًا أكبر للنجاة، خصوصًا عند الحاجة للإخلاء السريع. ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن هناك "أفضل مقعد على الإطلاق"، إذ أن كل حادث له ظروفه الخاصة. المهم أن يتذكر المسافر أن الطيران يظل آمنًا بشكل استثنائي مقارنة بأي وسيلة نقل أخرى، وأن الالتزام بتعليمات السلامة والاستماع لطاقم الطائرة قد يكون العامل الأهم في رفع فرص النجاة أكثر من اختيار المقعد نفسه. طالع: ارشادات المسافر بالطيران لأول مرة

الاثنين، 20 مارس 2017

مطار القدس الدولي - مطار عطاروت

مطار القدس الدولي  Jerusalem International Airport، المعروف تاريخياً باسم مطار قلندية ثم لاحقاً بمسمى مطار عطاروت بعد عام 1967م، يُعد واحداً من أبرز المعالم الجوية في فلسطين التاريخية، ويرتبط تاريخه ارتباطاً وثيقاً بالتحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة على مدار القرن العشرين. يقع المطار شمال مدينة القدس، على الطريق الرابط بين القدس ورام الله، وبالتحديد في بلدة قلندية. وقد حمل عبر تاريخه عدة رموز دولية للطيران: رمز JRS من اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، ورمز OJJR قبل عام 1967م، ثم LLJR بعد الاحتلال الإسرائيلي. توقف تشغيل المطار منذ عام 2001م نتيجة الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

مطار القدس الدولي Jerusalem International Airport

البدايات في عهد الانتداب البريطاني

تأسس مطار قلندية في عشرينيات القرن الماضي خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. في البداية كان عبارة عن مدرج صغير يُستخدم لأغراض عسكرية وإدارية، حيث وفر قاعدة جوية للقوات البريطانية، كما خدم كبار المسؤولين والضيوف المتجهين إلى القدس. مع تزايد أهمية الموقع، بدأت سلطات الانتداب في عام 1931م حملة توسعة كبيرة شملت مصادرة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في قلندية، وهدم منازل واقتلاع بساتين، لتشييد مبانٍ ومنشآت إضافية. وفي عام 1936م تم افتتاح المطار رسمياً أمام الرحلات المدنية، ليصبح أول مطار دولي عامل في القدس وضواحيها.

الفترة الأردنية وانتعاش الحركة الجوية

مع اندلاع حرب 1948م ودخول القوات العربية الفلسطينية والأردنية إلى منطقة قلندية، انتقل المطار إلى سلطة المملكة الأردنية الهاشمية، وحمل منذ ذلك الحين رمز OJJR التابع للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو). خلال عقدي الخمسينيات والستينيات شهد المطار نهضة لافتة، حيث بُنيت صالة وصول ومغادرة حديثة وصالة لكبار الزوار، الأمر الذي ساعد على انتظام الرحلات التجارية. أصبحت الخطوط الجوية الملكية الأردنية وطيران الشرق الأوسط من أبرز الشركات المشغلة للمطار، مع تسيير رحلات يومية إلى عواصم عربية مهمة مثل بيروت، القاهرة، وعمان. كذلك استخدم المطار في استقبال طائرات الملوك والرؤساء والزعماء السياسيين والدينيين، مما عزز مكانته كبوابة جوية رئيسية للقدس وفلسطين.

مرحلة الاحتلال الإسرائيلي وتغيير الهوية

بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967م واحتلال إسرائيل للقدس الشرقية والضفة الغربية، سيطرت سلطات الاحتلال على المطار وغيرت اسمه إلى مطار عطاروت، كما عدلت رمزه الدولي إلى LLJR. خلال السبعينيات والثمانينيات عملت إسرائيل على تطوير المطار وتشغيله بشكل منتظم، في محاولة لفرض شرعيتها السياسية عبر قطاع الطيران. إلا أن الجهود الدبلوماسية العربية والدولية حالت دون اعتراف المنظمات الجوية العالمية باستخدام المطار كمنفذ دولي تحت الإدارة الإسرائيلية، ما أجبر سلطات الاحتلال على قصر نشاطه على الرحلات الداخلية والرحلات العارضة (الشارتر).

إغلاق المطار والانتفاضة الثانية

في نهاية التسعينيات، ومع مفاوضات كامب ديفيد عام 2000م، أدرجت إسرائيل قرية عطاروت والمطار في مخططاتها التوسعية بالقدس، الأمر الذي رفضه الوفد الفلسطيني باعتبار المطار جزءاً من البنية التحتية الوطنية الفلسطينية. ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000م، تعرض المطار لأضرار جسيمة نتيجة المواجهات، وأصبح تشغيله غير ممكن بسبب قرب المدرج من المناطق السكنية وتكرار استهداف الطائرات بالحجارة. وفي عام 2001م أعلنت سلطات الاحتلال إغلاق المطار نهائياً أمام حركة الطيران المدني، ليطوى بذلك فصل طويل من تاريخه.

الوضع الحالي وخطط الاستيطان

اليوم، لم يعد المطار موجوداً كمنشأة جوية فعالة. بدلاً من ذلك، تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي استغلال أرضه لأغراض استيطانية وصناعية، إذ طرحت بلدية الاحتلال في القدس مشاريع تهدف لتحويل مساحة المطار إلى منطقة صناعية وتجارية كبرى، في إطار خططها لتوسيع السيطرة على شمال القدس وربط المستوطنات المحيطة بها. في المقابل، تؤكد السلطة الفلسطينية والمنظمات الدولية أن المطار جزء أصيل من القدس الشرقية، ولا يحق للاحتلال تغيير طابعه أو مصادرة مساحاته.

الخطوط الجوية التي استخدمت المطار

خلال الفترة الأردنية قبل عام 1967م، كانت الخطوط الملكية الأردنية وطيران الشرق الأوسط من أبرز شركات الطيران التي شغلت رحلات يومية إلى مطار القدس الدولي. وبعد الاحتلال الإسرائيلي، شغلت شركتا أركيا والعال الإسرائيلية رحلات تجارية داخلية حتى إغلاق المطار عام 2001م. وهكذا ظل المطار على مدى عقود محطة رئيسية للربط الجوي، قبل أن يتوقف نشاطه بالكامل بفعل الظروف السياسية والأمنية.

تغير رموز المطار عبر الزمن

الفترةالرمز (إيكاو)الرمز (إياتا)الملاحظات
1920 - 1948غير محددغير محددمرحلة الانتداب البريطاني
1948 - 1967OJJRJRSتحت الإدارة الأردنية
1967 - 2001LLJRJRSتحت الاحتلال الإسرائيلي

شركات الطيران المشغلة

الفترةشركات الطيراننوع الرحلات
1950 - 1967الخطوط الملكية الأردنية، طيران الشرق الأوسطرحلات دولية منتظمة
1967 - 2001العال، أركيارحلات داخلية وشارتر

للاطلاع على دراسة متعمقة حول تاريخ مطار القدس الدولي، يمكن تحميل البحث المنشور في العدد 35 من مجلة القدس الفصلية الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية: In Search of Jerusalem Airport - Nahed Awwad

طالع أيضا: مطار ياسر عرفات الدولي

الجمعة، 17 مارس 2017

طيران بترا - خطوط بترا الجوية

طيران بترا (Petra Airlines) هي شركة طيران أردنية خاصة تأسست عام 2005م كشركة مساهمة تابعة لمجموعة رم RUM Group، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال السياحة والنقل الجوي في الأردن. اتخذت الشركة من العاصمة عمّان مقراً رئيسياً لها، واعتمدت على مطار عمّان المدني كمركز عمليات أساسي، إلى جانب محطة فرعية في مطار الملكة علياء الدولي. تحمل الشركة رمز IATA: 9P، ورمز ICAO: PTR، ونداءها الجوي PETRA AIRLINES.

طيران بترا Petra Airlines

تاريخ تأسيس طيران بترا والنشأة

تم تأسيس شركة بترا للطيران في عام 2005م لتكون ذراع الطيران منخفض التكلفة لمجموعة "رم"، وسُمّيت بهذا الاسم تيمناً بمدينة البتراء التاريخية، أحد أبرز المعالم السياحية في الأردن والعالم. بدأت الشركة عملها كمشغّل رحلات شارتر عام 2011م، ثم حصلت على رخصة التشغيل المجدول في عام 2012م، مما مكنها من تسيير رحلات منتظمة إلى عدد من الوجهات الإقليمية.

مجموعة رم – جذور طيران بترا المؤسسية

تعود جذور شركة بترا للطيران إلى مجموعة رم RUM Group، التي تأسست عام 2000م كشركة محدودة المسؤولية تحت اسم Rum Tourism Transport LLC، لتقديم خدمات النقل السياحي داخل الأردن وخارجه. بدأت عملياتها فعلياً في عام 2002م، ثم توسعت عبر الاستحواذ على فندق "الوليد" في منطقة الصويفية التجارية، وهو فندق بوتيكي صغير يتميز بمعدلات إشغال مرتفعة ويخدم شركات السياحة والسفر.

في عام 2006م، تم إدراج أسهم مجموعة رم في بورصة عمّان تحت الرمز (RUMM)، برأسمال مدفوع بلغ 6 ملايين دينار أردني. وفي عام 2008م، نفذت المجموعة عملية استحواذ جديدة لشركة سياحية داخلية بغرض توسيع خدماتها التسويقية في قطاع السياحة. وبحلول عام 2009م، أصبحت المجموعة تضم خمس علامات تجارية رئيسية هي:

  • Rum Trans – النقل البري السياحي
  • Rum Tours – تنظيم الرحلات السياحية
  • Rum Hotels – إدارة الفنادق
  • Rum Group – الشركة القابضة الأم
  • Petra Airlines – الذراع الجوي للطيران منخفض التكلفة

وفي أكتوبر 2017م، تمت زيادة رأس المال المدفوع لمجموعة رم إلى 21 مليون دينار أردني، مما عزز من قدرتها الاستثمارية في قطاع النقل الجوي والسياحة.

نشاط المجموعة والخدمات المتكاملة

تتبنى مجموعة رم نموذج الخدمات المتكاملة الذي يشمل قطاعات النقل والسياحة والطيران والفنادق. وتشمل أنشطتها الرئيسية ما يلي:

  • النقل السياحي داخل الأردن وخارجه
  • تملك وإدارة الفنادق
  • تأجير وتشغيل الطائرات
  • تشغيل شركات طيران منخفضة التكلفة
  • التأمين والوساطة المالية
  • المشاريع الصناعية والخدمية

شراكة بترا للطيران مع العربية للطيران

في يناير 2015م، وقّعت مجموعة رم اتفاقية مع شركة العربية للطيران الإماراتية، حيث قامت ببيع 49% من أسهم طيران بترا إلى العربية للطيران، مع احتفاظها بنسبة السيطرة البالغة 51%. تم تأسيس كيان جديد باسم العربية للطيران الأردن ليكون مركزاً إقليمياً لتشغيل الرحلات المنخفضة التكلفة من عمّان إلى وجهات في الخليج وشمال أفريقيا وأوروبا. بهذه الخطوة، أصبحت بترا للطيران أول شركة طيران أردنية تدخل في تحالف تشغيلي استراتيجي مع واحدة من أبرز شركات الطيران الاقتصادية في المنطقة.

حادث مطار طرابلس 2013م

في 3 يوليو 2013م، تعرضت طائرة من طراز إيرباص A320-212 تابعة لطيران بترا لحادث أرضي في مطار طرابلس الدولي – ليبيا. وقع الحادث أثناء الصيانة عندما انفجرت أسطوانة أوكسجين في مقصورة الطاقم، ما تسبب في تلف أنف الطائرة والأسلاك الكهربائية واندلاع حريق محدود في لوحة التشغيل. أُصيب أحد الفنيين بإصابة طفيفة، فيما خرجت الطائرة من الخدمة مؤقتاً لإجراء الإصلاحات. لم تقع إصابات بين الركاب، إذ كانت الطائرة على الأرض.

أسطول بترا للطيران والوجهات

استلمت طيران بترا أولى طائراتها عام 2010م، وبدأت عملياتها فعلياً في عام 2011م كمشغل رحلات شارتر، ثم انتقلت إلى الرحلات المجدولة في 2012م. خلال عام 2014م، توسع أسطول الشركة ليشمل طائرتين من طراز إيرباص A320، استخدمتهما لتسيير رحلات إلى وجهات مثل: الدمام، شرم الشيخ، المدينة المنورة، طرابلس، والإسكندرية.

السنةعدد الطائراتالطرازملاحظات
20101Airbus A320الطائرة الأولى
20142Airbus A320اكتمال الأسطول التشغيلي

هوية الشركة ورؤيتها

تميزت طيران بترا بكونها أول شركة أردنية تسعى إلى الجمع بين الأسعار الاقتصادية والخدمة الأردنية التقليدية. ركزت رؤيتها على جعل السفر الجوي أكثر إتاحة للشرائح السياحية والعائلية، مع الالتزام بمعايير السلامة الدولية وخدمة الوجهات الإقليمية القريبة بكفاءة عالية.

بيانات تعريفية

العنصرالقيمة
الاسم التجاريطيران بترا – Petra Airlines
رمز إياتا (IATA)9P
رمز إيكاو (ICAO)PTR
رمز النداءPETRA AIRLINES
البلدالأردن
المقر الرئيسيعمّان
مركز العملياتمطار عمّان المدني – مطار الملكة علياء الدولي
المالك الرئيسيمجموعة رم RUM Group
الشريك الاستراتيجيالعربية للطيران (49%)
تاريخ التأسيس2005م
بدء العمليات2011م

الأحد، 12 مارس 2017

لماذا تبقي نوافذ الطائرة مفتوحة عند الإقلاع والهبوط؟

لماذا تُبقي نوافذ الطائرة مفتوحة عند الإقلاع والهبوط؟

من بين جميع تعليمات السلامة التي يطلبها طاقم الطائرة قبل الإقلاع والهبوط، تبقى واحدة من أكثرها إثارة للتساؤل: لماذا يُطلب من الركاب إبقاء نوافذ الطائرة مفتوحة في هاتين المرحلتين الحرجتين من الرحلة؟ قد يظن البعض أن الأمر بسيط أو غير مهم، لكن في الحقيقة وراء هذا الإجراء أسباب علمية وأمنية دقيقة تهدف إلى ضمان أقصى درجات الأمان للركاب والطاقم معًا.

كثير من المسافرين يفضلون إغلاق النوافذ لتجنب أشعة الشمس القوية، خصوصاً في الرحلات الطويلة أو عند الرغبة في النوم. ومع ذلك، يحرص المضيفون والمضيفات على التأكد من أن جميع النوافذ مفتوحة قبل الإقلاع أو الهبوط. فما السر في ذلك؟ وهل لهذا القرار علاقة بسلامة الطائرة فعلًا؟ في هذا المقال، سنفكك هذه الظاهرة بالتفصيل لنعرف السبب الحقيقي وراء هذا الإجراء.

أهمية النوافذ في مقصورة الطائرة

النافذة ليست مجرد وسيلة للنظر إلى الغيوم أو التقاط الصور، بل تُعد جزءاً مهماً من بنية الطائرة ومن نظام مراقبة السلامة داخل المقصورة. فهي تتيح التواصل البصري بين الركاب والعالم الخارجي، كما تساعد الطاقم في مراقبة حالة المحركات والأجنحة والإطارات أثناء الإقلاع أو الهبوط.

  • لماذا لا تتطابق جميع المقاعد مع النوافذ؟
  • ماذا يحدث لو انكسرت نافذة الطائرة أثناء التحليق؟
  • ولماذا تحتوي النوافذ على ثقوب صغيرة؟

كل هذه الأسئلة أثارت فضول المسافرين على مر السنين، ولكن من بينها يظل السؤال الأهم هو: لماذا تبقى نوافذ الطائرة مفتوحة عند الإقلاع والهبوط؟

لماذا تبقي نوافذ الطائرة مفتوحة عند الإقلاع والهبوط؟

السبب الحقيقي وراء إبقاء النوافذ مفتوحة عند الإقلاع والهبوط

قبل كل إقلاع وهبوط، تمر مضيفات الطيران على المقاعد للتأكد من عدة إجراءات أساسية: ربط أحزمة الأمان، إغلاق الطاولات، ترتيب المتعلقات الشخصية، وإرجاع المقاعد إلى وضعها العمودي. ومن بين هذه التعليمات، التأكد من أن كل نافذة مفتوحة بالكامل. هذا الإجراء ليس شكلياً، بل هو جزء من خطة السلامة المعتمدة عالمياً من قبل سلطات الطيران المدني ومنظمة الطيران الدولية (ICAO).

عند سؤال خبراء الطيران ورؤساء طواقم الضيافة عن السبب، كانت الإجابة واحدة تقريباً: فتح النوافذ خلال الإقلاع والهبوط يُعد من إجراءات السلامة المهمة لأنه يسمح برؤية أفضل داخل المقصورة وخارجها، وهو ما يساعد الطاقم في تقييم أي موقف طارئ بسرعة، سواء كان اندلاع حريق، أو عطل في أحد المحركات، أو مشكلة في الأجنحة أو الإطارات.

كيف تساعد النوافذ المفتوحة في تعزيز الأمان؟

عند بقاء النوافذ مفتوحة، يستطيع طاقم الطائرة والركاب ملاحظة ما يجري في الخارج فوراً. ففي حال ظهور دخان أو شرارة أو تسرب وقود، يمكن للركاب تنبيه الطاقم بسرعة، مما يمنح الجميع وقتاً إضافياً لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

كما يتيح فتح النوافذ دخول الضوء الطبيعي إلى المقصورة، مما يساعد الركاب والطاقم على التأقلم مع الإضاءة الخارجية. هذا الأمر بالغ الأهمية، خصوصاً في حال حدوث طارئ يتطلب إخلاء الطائرة خلال ثوانٍ قليلة، فالعين البشرية تحتاج وقتاً للتكيف مع تغير الإضاءة، وفتح النوافذ يضمن أن تكون الرؤية واضحة للجميع.

العلاقة بين الإضاءة وسرعة الإخلاء

تضع أنظمة السلامة الجوية معياراً صارماً لإخلاء أي طائرة في حال الطوارئ خلال 90 ثانية فقط، بغض النظر عن عدد الركاب أو حجم الطائرة. وفي مثل هذه الحالات، تكون الرؤية الواضحة عنصراً حاسماً لتحديد المخارج الأكثر أماناً. إذا كانت النوافذ مغلقة والمقصورة مظلمة، فقد يفقد الطاقم الثواني الثمينة في تحديد الاتجاه الصحيح أو تقييم الخطر بالخارج.

كما أن إبقاء النوافذ مفتوحة يمنح طاقم الضيافة رؤية أفضل للبيئة الخارجية— هل هناك دخان على جانب معين؟ هل يوجد حريق في أحد الأجنحة؟ بناءً على هذه الملاحظات، يمكنهم توجيه الركاب إلى المخرج الأنسب وتجنب المناطق الخطرة.

هل هذه القاعدة إلزامية في كل شركات الطيران؟

ليست جميع شركات الطيران تطبق هذا الإجراء بالطريقة نفسها، لكن معظمها يعتمد عليه كجزء من إجراءات السلامة القياسية (Standard Operating Procedures). بعض الشركات تفرضه بشكل صارم، بينما تعتبره شركات أخرى إجراءً احترازياً. ومع ذلك، في كلتا الحالتين، الهدف واحد: تقليل المخاطر في أكثر مرحلتين خطورة من الرحلة – الإقلاع والهبوط.

معلومة إضافية: دور النوافذ في التواصل البصري أثناء الطوارئ

في حال وقوع حادث أو هبوط اضطراري، يحتاج رجال الإنقاذ والمراقبون الأرضيون إلى رؤية واضحة داخل المقصورة. وجود النوافذ المفتوحة يُسهل عملية التواصل البصري السريع مع الطاقم لمعرفة إذا كان الركاب بأمان أو إذا كانت هناك إصابات. لذلك، يُعد رفع غطاء النوافذ في هذه المراحل جزءاً من منظومة إنقاذ متكاملة تبدأ قبل الإقلاع بلحظات.

خلاصة: إجراء بسيط... لكنه قد ينقذ حياة

قد يبدو رفع ستارة النافذة أمراً بسيطاً أو روتينياً، لكن في عالم الطيران، كل تفصيلة صغيرة يمكن أن تصنع فارقاً كبيراً في الأمان. فتح النوافذ يمنح الطاقم رؤية أوضح، ويُسرّع اتخاذ القرار في المواقف الحرجة، كما يساعد الركاب على البقاء متيقظين لأي طارئ محتمل.

في المرة القادمة التي تطلب منك مضيفة الطيران فتح النافذة قبل الإقلاع أو الهبوط، تذكّر أن هذا ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو خطوة مدروسة ومبنية على مئات التجارب والدراسات في مجال سلامة الطيران. الأمان في السماء يبدأ من تفاصيل بسيطة — وواحدة منها هي نافذتك.

طالع ايضا: ارشادات المسافر بالطيران لأول مرة

الثلاثاء، 28 فبراير 2017

مطار اللاذقية الدولي - مطار باسل الأسد سابقا

مطار اللاذقية الدولي (مطار باسل الأسد سابقا) – بوابة سوريا الجوية إلى البحر المتوسط

يُعتبر مطار اللاذقية الدولي، المعروف باسم مطار باسل الأسد سابقا (Latakia International Airport)، أحد أهم المنشآت الجوية في الجمهورية العربية السورية، وهو المنفذ الجوي الرئيسي على الساحل الغربي للبلاد. يقع المطار على بُعد نحو 23 كيلومترًا جنوب مدينة اللاذقية، ويُعد المركز الأساسي لعمليات الخطوط الجوية السورية والعديد من الرحلات الإنسانية والعسكرية المشتركة. يحمل المطار رمز LTK من اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، والرمز OSLK من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO).

مطار اللاذقية الدولي Bassel Al-Assad International Airport

تاريخ وتطور مطار اللاذقية

تم إنشاء مطار اللاذقية عام 1946م ليكون نقطة انطلاق رئيسية للطيران المدني في الساحل السوري، ثم أعيد تأهيله عدة مرات ليتماشى مع المعايير الدولية. وفي عام 1994م أُعيدت تسميته إلى مطار باسل الأسد الدولي تكريمًا لاسم باسل الأسد، نجل الرئيس الراحل حافظ الأسد. على مدى العقود اللاحقة، شهد المطار تحديثات متدرجة في مدرجه ومرافقه التشغيلية، مما جعله مؤهلاً لاستقبال الطائرات المتوسطة والواسعة البدن مثل Boeing 737 وAirbus A320.

التحديثات الأخيرة (2021–2025)

منذ عام 2021، شرعت وزارة النقل السورية بالتعاون مع المؤسسة العامة للطيران المدني في تنفيذ مشروع شامل لتحديث مطار اللاذقية ورفع كفاءته التشغيلية. شملت هذه الأعمال:

  • تأهيل المدرج الرئيسي: تمت إعادة رصف المدرج وتحديث نظام الإنارة الأرضية بنظام LED متطور لتحسين الرؤية الليلية وكفاءة الطاقة.
  • توسيع صالة الركاب: ارتفعت الطاقة الاستيعابية من 650 ألف مسافر سنويًا إلى نحو 1.2 مليون مسافر بعد توسعة القاعات وتحديث أنظمة الأمتعة والتفتيش الأمني.
  • تحديث برج المراقبة: تزويد البرج بأنظمة اتصالات رقمية حديثة ورادارات جوية ثلاثية الأبعاد توفر تغطية دقيقة لحركة الطيران في الساحل والبحر.
  • التحول الرقمي: إدخال نظام إدارة رحلات إلكتروني متكامل يربط المطار بمطارات دمشق وحلب والقامشلي لتنسيق الجداول التشغيلية في الوقت الفعلي.
  • تحسين الخدمات اللوجستية: إنشاء مستودعات جديدة للشحن الجوي وتوسيع المنطقة الجمركية لتسريع عمليات التخليص للبضائع الإنسانية والتجارية.

أهمية استراتيجية وإنسانية متزايدة

في السنوات الأخيرة، برز مطار اللاذقية الدولي كمركز رئيسي للعمليات الإنسانية والإغاثية الدولية، خصوصًا بعد زلزال شباط 2023 الذي ضرب شمال سوريا. استقبل المطار عشرات الطائرات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وكذلك الرحلات الروسية والإيرانية التي حملت مساعدات طبية وغذائية. بفضل قربه من الموانئ البحرية، أصبح المطار محطة إمداد لوجستية متكاملة تدعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في المحافظات الساحلية والشمالية.

البنية التحتية ومرافق مطار اللاذقية

يضم مطار اللاذقية اليوم:

  • مدرج رئيسي بطول 2,800 متر وعرض 45 متر مزود بنظام هبوط آلي من الفئة الثانية (ILS CAT II).
  • موقف طائرات يتسع لست طائرات متوسطة الحجم وطائرة شحن كبيرة في آن واحد.
  • صالة ركاب حديثة بمساحة تزيد على 7,000 متر مربع، مقسّمة إلى مناطق سفر ووصول، مع قاعات VIP وصالات ترانزيت.
  • برج مراقبة حديث مؤهل للاتصال المباشر مع المطارات الإقليمية.
  • مركز إطفاء وإنقاذ مجهز بعربات متطورة تتوافق مع تصنيف السلامة الدولي CAT 8.
  • محطة أرصاد جوية رقمية تقدم تقارير METAR وTAF محدثة كل نصف ساعة.

شركات الطيران والرحلات المنتظمة

حتى عام 2025، تُشغّل الخطوط الجوية السورية و فلاي داماس رحلات منتظمة من وإلى مطار اللاذقية نحو وجهات داخلية مثل مطار دمشق ومطار القامشلي، إضافة إلى رحلات دولية غير منتظمة إلى موسكو، بيروت، دبي، والخرطوم. كما يُستخدم المطار من قِبل شركات نقل روسية وإيرانية لأغراض لوجستية وإنسانية، وتُسيّر منه رحلات شحن دورية لنقل المعدات والمواد الإغاثية.

يُتوقّع أن يشهد المطار في عام 2026 افتتاح خطوط جديدة نحو القاهرة وبغداد مع عودة تدريجية لحركة الطيران المدني في المنطقة، وفقًا لتصريحات وزارة النقل السورية الصادرة في تموز 2025.

الحدود التشغيلية والسلامة الجوية

يُعد مطار اللاذقية الدولي من أكثر المطارات السورية استقرارًا في العمل، إذ يبقى مفتوحًا في أكثر من 95% من أيام السنة بفضل المناخ المعتدل في الساحل. كما يُدار التشغيل وفق معايير المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) من حيث الأمن والسلامة والتدريب الدوري للعاملين في المراقبة الجوية والإطفاء والمناولة الأرضية.

الجانب الاقتصادي والسياحي

يشكّل المطار رافدًا مهمًا للاقتصاد المحلي في محافظة اللاذقية، إذ يسهم في دعم قطاعي السياحة والتجارة البحرية. ومع توجه الحكومة السورية لتطوير السياحة الساحلية وافتتاح مشاريع فندقية جديدة في اللاذقية وجبلة، يُتوقع أن يتضاعف عدد المسافرين عبر المطار خلال الأعوام الخمسة المقبلة. كما يجري التنسيق مع مستثمرين محليين لتوسيع مجمع الخدمات التجارية والمطاعم داخل المطار، بما ينسجم مع معايير المطارات الإقليمية الحديثة.

خطط تطوير مطار اللاذقية المستقبلية

أعلنت وزارة النقل في أيلول 2025 عن خطة لتطوير المرحلة الثانية من مشروع توسعة مطار اللاذقية، والتي تتضمن:

  • إنشاء مدرج ثانٍ بطول 3,200 متر لاستيعاب الطائرات الثقيلة طويلة المدى.
  • بناء محطة شحن دولية جديدة بطاقة 50 ألف طن سنويًا.
  • تأسيس أكاديمية تدريب طيران في المطار بالتعاون مع الهيئة العامة للتدريب الجوي.
  • إطلاق نظام إلكتروني متكامل لإدارة الجمارك والشحن بالتنسيق مع وزارة المالية.

خاتمة

بعد أكثر من سبعة عقود على تأسيسه، يواصل مطار اللاذقية الدولي أداء دوره كمحور أساسي في حركة الطيران السورية، جامعًا بين الأهمية المدنية والإنسانية والاستراتيجية. فهو اليوم ليس فقط مطارًا إقليميًا، بل منصة لوجستية حيوية تدعم مشاريع إعادة الإعمار والانفتاح التجاري في الساحل السوري. ومع استمرار مشاريع التحديث حتى عام 2026، يُتوقع أن يتحول المطار إلى مركز طيران إقليمي حديث يربط سوريا بالعالم من جديد عبر البحر المتوسط.

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

طيران البراق او البراق للطيران

طيران البراق Buraq Air – أول شركة طيران خاصة في ليبيا

تُعد شركة طيران البراق (Buraq Air) من أبرز شركات الطيران الليبية وأكثرها استمرارية في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي واجهت البلاد منذ مطلع الألفية الجديدة. تأسست البراق للطيران عام 2000 لتكون أول شركة طيران مملوكة بالكامل للقطاع الخاص في ليبيا، واتخذت من مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس مقرًا رئيسيًا لها، بالإضافة إلى محطة تشغيل فرعية في مطار طبرق الدولي. تحمل الشركة رمز اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) UZ، ورمز منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) BRQ، ورمز النداء الجوي BURAQAIR. تُشغّل الشركة رحلات داخلية ودولية، وتقدم خدمات الشحن الجوي والرحلات العارضة (Charter).

طيران البراق الليبية Buraq Air

تاريخ طيران البراق ونشأتها

تأسست شركة طيران البراق في أكتوبر عام 2000، وبدأت بتسيير أولى رحلاتها المنتظمة في نوفمبر 2001 لتربط المطارات الليبية الرئيسية مثل طرابلس، بنغازي، مصراتة، سبها، والبيضاء. كانت انطلاقتها علامة فارقة في تاريخ الطيران الليبي، إذ مثّلت أول تجربة ناجحة للقطاع الخاص في مجال الطيران التجاري بعد عقود من احتكار الشركات الحكومية للسوق.

في بداياتها، استعانت البراق للطيران بطائرتين مستأجرتين من طراز Boeing 727-200 لتشغيل الرحلات الداخلية. ومع تزايد الطلب، اشترت الشركة ثلاث طائرات من الطراز نفسه في عام 2002، وبدأت بتسيير رحلات إقليمية إلى إسطنبول، والقاهرة، والرباط. وفي منتصف العقد الأول من الألفية، توسعت الشركة بشكل لافت عبر شراء طائرات Boeing 737 من الإصدارات 200 و400 و500، لتصبح من أكبر الشركات الخاصة في شمال أفريقيا من حيث الأسطول وعدد الوجهات.

تأثير الصراعات وحظر الطيران

تأثر نشاط طيران البراق مرارًا بسبب الأوضاع الأمنية في ليبيا، خصوصًا خلال أحداث عام 2011 حين تم فرض حظر جوي شامل من قبل حلف الناتو، ما أدى إلى توقف جميع عملياتها في 17 مارس من ذلك العام. إلا أن براق للطيران استأنفت رحلاتها بعد رفع الحظر في 2012، لتعود وتساهم في الحفاظ على استمرارية النقل الجوي الليبي في ظل الانقسام السياسي بين الشرق والغرب.

خلال فترة 2014–2016، تعرض أسطول البراق للطيران لأضرار كبيرة نتيجة القتال الدائر في محيط مطار طرابلس الدولي، حيث تضررت ثلاث طائرات جراء القصف. ورغم ذلك، تمكنت الشركة من إعادة تنظيم عملياتها انطلاقًا من مطار معيتيقة، مع التركيز على الرحلات الداخلية والشحن الجوي الإنساني.

الهيكل الإداري لخطوط طيران البراق والرؤية المستقبلية

يتولى إدارة طيران البراق حاليًا الرئيس التنفيذي مروان ببيدة، الذي تبنى استراتيجية تهدف إلى تعزيز السلامة التشغيلية والعودة التدريجية إلى الأسواق الإقليمية. تعمل الشركة على توسيع شبكة خطوطها بالتنسيق مع مصلحة الطيران المدني الليبي، ووقّعت في عام 2023 مذكرة تفاهم مع هيئة الطيران المدني التونسية لاستئناف الرحلات بين طرابلس وتونس العاصمة بشكل منتظم. كما تسعى الشركة إلى إعادة تشغيل رحلاتها إلى إسطنبول، الخرطوم، والقاهرة في إطار خطة تدريجية لاستعادة الثقة بالسوق الدولي.

الأسطول والتطوير التقني (2025)

يمتلك طيران البراق في عام 2025 أسطولًا يتكوّن من خمس طائرات نشطة تتراوح بين طرازات Boeing 737-400 و737-500 و737-800 بمتوسط عمر 18 عامًا. ويجري العمل حاليًا على تحديث طائرتين بتركيب أنظمة ملاحة رقمية حديثة وفق معايير منظمة ICAO، لتأهيلهما لرحلات أوروبية مستقبلية. كما تدرس الشركة إضافة طائرات من الجيل الجديد Boeing 737 MAX أو Airbus A320neo في حال استقرار الوضع الأمني ورفع بعض القيود التقنية الأوروبية.

خدمات البراق للطيران

  • الرحلات الداخلية: تربط البراق للطيران بين المدن الرئيسية الليبية مثل طرابلس، بنغازي، مصراتة، سبها، والبيضاء بواقع رحلات يومية منتظمة.
  • الرحلات الإقليمية: تُسيّر رحلات إلى إسطنبول، تونس، صفاقس، وسوسة، إضافة إلى رحلات موسمية إلى الإسكندرية وجدة.
  • الرحلات العارضة (Charter): تقدم خدمات خاصة للشركات ورجال الأعمال، وتشمل رحلات الحج والعمرة.
  • الشحن الجوي: تمتلك الشركة قسم شحن فعال يستخدم طائرات Ilyushin Il-76 لنقل البضائع والمساعدات الإنسانية إلى وجهات في الشرق الأوسط وأفريقيا.

السلامة الجوية والتحديات التشغيلية

رغم الظروف الصعبة التي واجهها قطاع الطيران الليبي، حافظت طيران البراق على سجل سلامة جيد نسبيًا. وكان أبرز الحوادث التي تعرضت لها الشركة حادث إطلاق النار على طائرة من طراز Boeing 737-800 في أبريل 2013 أثناء اقترابها من مطار طرابلس، دون وقوع إصابات. ومنذ 2018، اعتمدت الشركة برنامج صيانة شامل بالتعاون مع شركات صيانة معتمدة في تونس وتركيا لضمان جاهزية الطائرات وفق معايير السلامة الأوروبية.

العودة إلى الساحة الدولية

منذ عام 2022، تعمل الشركة بالتعاون مع المنظمة العربية للطيران المدني على استيفاء متطلبات استعادة شهادات التشغيل الدولية، تمهيدًا لاستئناف رحلاتها إلى وجهات عربية وأوروبية. وفي عام 2024، حصلت الشركة على اعتماد أولي لتسيير رحلات نقل حجاج ليبيين إلى مطار جدة، في أول عملية حج رسمية تشارك فيها بعد توقف دام تسع سنوات.

الخطط المستقبلية (2025–2027)

تتضمن خطط طيران البراق المستقبلية:

  • توسيع شبكة الرحلات الإقليمية لتشمل القاهرة، عمان، الخرطوم، والإسكندرية.
  • تأسيس مركز تدريب جوي بالتعاون مع هيئة الطيران المدني الليبي لتأهيل الطيارين والفنيين.
  • إطلاق منصة إلكترونية جديدة للحجز وإدارة الرحلات بالتكامل مع تطبيقات الهواتف الذكية.
  • التوجه نحو التشغيل الأخضر بتقليل الانبعاثات عبر تحديث الأسطول واعتماد الوقود الحيوي عند توفره.

خاتمة

رغم التقلبات السياسية والانقسامات الإدارية في ليبيا، تظل شركة طيران البراق نموذجًا للصمود والإدارة الخاصة الناجحة في قطاع الطيران الليبي. فهي اليوم تمثل نافذة الأمل للقطاع الخاص في إعادة بناء النقل الجوي الليبي على أسس حديثة ومستدامة. ومع اقتراب الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها، تسعى البراق إلى تعزيز موقعها كناقل وطني خاص يربط ليبيا بالعالم مجددًا بثقة وكفاءة.

الأربعاء، 8 فبراير 2017

مطار ورزازات - بوابة درعة تافيلالت

مطار ورزازات الدولي – بوابة الجنوب المغربي وعاصمة السينما العالمية

يُعتبر مطار ورزازات الدولي (Ouarzazate Airport) أحد أهم المطارات في جنوب المملكة المغربية، ويخدم جهة درعة تافيلالت السياحية والاقتصادية. يحمل المطار رمز اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) OZZ، ورمز منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) GMMZ، ويقع على بعد 5 كيلومترات من مركز مدينة ورزازات. تتولى إدارة وتشغيل المطار المكتب الوطني للمطارات التابع لوزارة النقل واللوجستيك المغربية، ويخضع لإشراف المديرية العامة للطيران المدني.

مطار ورزازات الدولي Ouarzazate Airport

تاريخ مطار ورزازات وتطوره

تعود جذور المطار إلى عشرينيات القرن الماضي، حين أُنشئ كقاعدة عسكرية فرنسية سنة 1920 لدعم العمليات في منطقة الأطلس الكبير وجنوب المملكة. بعد الاستقلال، حُوّل المطار إلى منشأة مدنية داخلية، وظل يخدم الرحلات المحلية حتى عام 2010 حين تم اعتماده كمطار دولي رسمي بعد سلسلة من التحديثات التقنية والملاحية التي نفذها المكتب الوطني للمطارات.

منذ ذلك الحين، أصبح المطار أحد المحاور الجوية الرئيسية في الجنوب المغربي، خاصة مع ازدهار السياحة الثقافية والبيئية والسينمائية في منطقة ورزازات، المعروفة بلقب هوليوود إفريقيا. ويُسهم المطار بدور كبير في نقل طواقم الإنتاج السينمائي والمعدات من أوروبا وأمريكا إلى مواقع التصوير المنتشرة في استوديوهات ورزازات ومنطقة آيت بن حدو الشهيرة.

البنية التحتية والمرافق

يتميز مبنى الركاب في مطار ورزازات بطراز معماري مغربي أصيل مستوحى من الطابع الكصبي التقليدي، مع لمسات حديثة تبرز هوية الجنوب المغربي. يضم المطار صالتين رئيسيتين، واحدة للمغادرة وأخرى للوصول، بطاقة استيعابية تفوق 250 ألف مسافر سنويًا بعد التوسعة الأخيرة عام 2023. كما يحتوي على مدرج واحد بطول 3000 متر وعرض 45 مترًا، مهيأ لاستقبال الطائرات المتوسطة مثل Boeing 737 وAirbus A320، مع نظام هبوط آلي من نوع ILS CAT II، وأنظمة ملاحة GP/DME محدثة في 2024.

تبلغ مساحة المنطقة التشغيلية للمطار حوالي 22 كيلومترًا مربعًا، وتضم مواقف للطائرات، ومرافق صيانة وتموين، إضافة إلى موقف سيارات حديث يسع أكثر من 300 مركبة. ويحتوي المطار أيضًا على برج مراقبة مزود بأحدث تقنيات الاتصال والملاحة، مما جعله من أكثر مطارات الجنوب تطورًا من الناحية التقنية.

أهمية مطار ورزازات الاستراتيجية والسياحية

تكمن أهمية مطار ورزازات الدولي في دوره المحوري كجسر بين شمال المملكة وجنوبها، ومساهمته في دعم الحركة السياحية نحو مناطق مثل آيت بن حدو، تودغى، ومرزوكة. كما أنه يمثل مركزًا لوجستيًا حيويًا للمشروعات الاقتصادية في الجهة، خصوصًا مشروع محطة نور للطاقة الشمسية، إحدى أكبر المحطات في العالم، التي تتطلب حركة دائمة للخبراء والمهندسين الدوليين عبر المطار.

ورزازات ليست مجرد مدينة سياحية، بل مدينة تاريخية عريقة، حيث يعود استيطانها إلى عصور ما قبل التاريخ، وتُظهر النقوش الصخرية في محيطها إرثًا حضاريًا فريدًا. كما كانت المنطقة عبر التاريخ ملتقى للقوافل التجارية بين شمال إفريقيا وعمق الصحراء، وهو ما جعلها مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا هامًا منذ قرون.

الربط الجوي وشركات الطيران العاملة

يُعد مطار ورزازات حلقة وصل جوية بين المدن الكبرى في المغرب مثل الدار البيضاء ومراكش وزاكورة، بالإضافة إلى عدد من الوجهات الأوروبية التي تشهد طلبًا سياحيًا متزايدًا. تشغّل الخطوط الملكية المغربية رحلات داخلية ودولية من المطار، بينما تُدير شركة Royal Air Maroc Express رحلات منتظمة تربط ورزازات بمدن الجنوب.

ومن بين أبرز الوجهات الجوية المنتظمة أو الموسمية التي يخدمها المطار حتى عام 2025:

  • الخطوط الملكية المغربية: رحلات إلى الدار البيضاء، مراكش، باريس (أورلي).
  • رام إكسبريس (RAM Express): رحلات داخلية إلى زاكورة والدار البيضاء.
  • راين إير (Ryanair): رحلات موسمية إلى مرسيليا منذ 2022.
  • ترانسافيا فرنسا (Transavia France): رحلات موسمية إلى باريس أورلي وأمستردام.
  • إير أوروبا (Air Europa): رحلات مباشرة من مدريد خلال فصل الشتاء والسياحة السينمائية.

مشروعات التطوير والتحديث (2024–2026)

يشهد مطار ورزازات برنامج تحديث متكامل ضمن خطة المكتب الوطني للمطارات 2030، يشمل:

  • توسعة مبنى الركاب لاستيعاب أكثر من 500 ألف مسافر سنويًا.
  • تطوير الممرات الجانبية ومواقف الطائرات لاستقبال الطائرات العريضة.
  • تركيب نظام إدارة أمتعة حديث متوافق مع معايير منظمة الطيران المدني (ICAO).
  • تعزيز خدمات الشحن الجوي لتصدير المنتجات المحلية والحرف التقليدية.
  • إنشاء محطة للطائرات الخاصة (VIP Terminal) لخدمة الوفود الرسمية وصناع السينما.

كما أُعلن في عام 2024 عن خطة لإطلاق المنطقة اللوجستية لورزازات الجوية التي ستوفر فضاءات مخصصة للصيانة والتخزين وخدمات الطيران الخاص، في إطار تعزيز جاذبية الجنوب المغربي للاستثمار والسياحة.

مطار ورزازات والسياحة السينمائية

يرتبط اسم ورزازات عالميًا بصناعة السينما، حيث استضافت المدينة والمناطق المحيطة بها تصوير عشرات الأفلام والمسلسلات العالمية، مثل:

  • Gladiator (2000)
  • Kingdom of Heaven (2005)
  • Game of Thrones (المواسم الأولى)
  • Prison Break (الموسم الخامس)

يسهّل المطار نقل المعدات والفنيين والنجوم العالميين، مما يجعله مرفقًا أساسيًا في سلسلة الإنتاج السينمائي المغربي والدولي. وقد أعلنت وزارة الثقافة والسياحة عام 2023 عن مشروع شراكة بين المطار واستوديوهات ورزازات لإنشاء ممر لوجستي خاص بالمعدات السينمائية يربط مباشرة المطار بمنطقة الإنتاج السينمائي.

الآفاق المستقبلية

بحلول عام 2025، يسير مطار ورزازات الدولي بخطى ثابتة نحو أن يصبح مركزًا جويا رئيسيًا في الجنوب المغربي، يخدم السياحة المستدامة، والطاقة المتجددة، والسينما العالمية. ومع التزايد الملحوظ في أعداد الزوار والمستثمرين، من المتوقع أن يتجاوز عدد المسافرين عبر المطار 600 ألف مسافر سنويًا بحلول 2027.

خاتمة

يبقى مطار ورزازات أكثر من مجرد منشأة للنقل الجوي، فهو رمز للتنمية المتوازنة بين التراث والحداثة في المملكة المغربية. فمن خلال دوره في دعم السياحة والثقافة والاقتصاد الأخضر، يثبت المطار أنه أحد أعمدة التنمية المستدامة في الجنوب المغربي، وجسر يربط الماضي المجيد بالمستقبل المزدهر.