الاثنين، 4 سبتمبر 2017

ايرجو مصر - خطوط إيرجو الجوية

ايرجو للطيران (Air Go Airlines): تجربة الطيران الخاص والاقتصادي من قلب القاهرة

تُعد إيرجو للطيران ايرجو مصر واحدة من شركات الطيران الخاصة التي برزت في مصر خلال العقد الماضي، حيث جمعت بين نموذج الطيران منخفض التكلفة وخدمات الطيران العارض (الشارتر). اتخذت الشركة من العاصمة المصرية القاهرة مقرًا رئيسيًا لها، ومن مطار القاهرة الدولي نقطة انطلاق رئيسية لعملياتها. كما عززت شبكتها بوجود محطات تشغيلية في مطار برج العرب الدولي بالإسكندرية ومطار سوهاج الدولي في صعيد مصر، مما جعلها أقرب إلى قاعدة واسعة من المسافرين داخل وخارج البلاد.

تحمل ايرجو مصر رمز منظمة الطيران المدني الدولي ICAO: AGY، بينما لم تحصل على رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) حتى الآن، رغم أنها وضعت ضمن استراتيجيتها الانضمام للاتحاد بحلول عام 2016. كان الهدف أن تعزز مكانتها بين شركات الطيران الإقليمية والدولية.

ايرجو مصر Air Go Airlines

تاريخ ايرجو مصر للطيران

تأسست ايرجو مصر في عام 2013، لتدخل سوق الطيران المصري وسط منافسة قوية من شركات وطنية وإقليمية. وعلى الرغم من غياب المعلومات الدقيقة عن هيكل المساهمين، فقد كان واضحًا أن الشركة تهدف إلى بناء نموذج عمل يعتمد على رحلات منخفضة التكلفة إلى جانب الرحلات العارضة لتلبية الطلب السياحي والعمالي في المنطقة.

انطلقت أولى رحلاتها في أبريل 2014 متجهة إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بمدينة جدة، وهو واحد من أكثر الوجهات شعبية بين المسافرين المصريين لأداء العمرة والحج. سرعان ما توسعت الشركة لتشمل رحلات إلى الكويت وعدة وجهات خليجية أخرى، محاولةً اقتحام سوق الطيران الأكثر نشاطًا بين مصر ودول الخليج.

لكن على الرغم من الانطلاقة الواعدة، واجهت ايرجو مصر تحديات تشغيلية ومالية أثرت على انتظام رحلاتها. وبمرور الوقت، اختفت تدريجيًا من جداول الرحلات بالمطارات، دون إعلان رسمي عن إيقاف نشاطها أو إغلاقها بشكل نهائي حتى الآن.

رؤية الشركة واستراتيجيتها

بحسب ما كان منشورًا على موقعها الرسمي سابقًا، قدمت ايرجو مصر نفسها كشركة تعمل على تقديم رحلات منتظمة إلى دول الخليج، وخاصة السعودية والكويت، إلى جانب رحلات عارضة (تشارتر) إلى أوروبا، آسيا، وأفريقيا. كانت الشركة تركز على تقديم خدمة احترافية بأسعار تنافسية، مع الحفاظ على معايير السلامة كأولوية قصوى.

وضعت الشركة خطة طموحة تضمنت:

  • إضافة المزيد من الطائرات من طراز إيرباص A320 لزيادة السعة.
  • الانضمام إلى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) بحلول عام 2016.
  • إطلاق مركز اتصال خاص بها لتسهيل التواصل مع العملاء.
  • تطبيق برامج ولاء للمسافرين المتكررين.
  • الحصول على اعتماد EASA Part-145 لأعمال الصيانة.

لكن وبالرغم من الطموحات الكبيرة، بقيت معظم هذه الخطط حبرًا على ورق بسبب الصعوبات التشغيلية التي واجهت الشركة.

أسطول ايرجو مصر

بدأت إيرجو للطيران رحلاتها بطائرة واحدة من طراز إيرباص A320-200 كانت مستأجرة من شركة مصر للطيران بنظام التأجير الجاف (Dry Lease). لاحقًا انضمت طائرة ثانية من نفس الطراز في منتصف 2014 لتعزيز عملياتها على الخطوط المتوسطة والقصيرة المدى.

كان المخطط أن يتوسع الأسطول تدريجيًا ليغطي المزيد من الوجهات الخليجية والأوروبية، لكن توقف نشاط الشركة حال دون ذلك.

وجهات ايرجو للطيران

شغّلت الشركة رحلاتها من مطار القاهرة الدولي، مطار برج العرب، ومطار سوهاج الدولي. ومن أبرز وجهاتها:

  • جدة – المملكة العربية السعودية.
  • الكويت – دولة الكويت.
  • خطط مستقبلية لم تتحقق نحو: عُمان، ينبع، الطائف.

الخلاصة

على الرغم من توقف نشاطها، تبقى إيرجو للطيران تجربة مهمة في مجال شركات الطيران الخاصة في مصر، حيث حاولت ايرجو مصر تقديم مزيج من الطيران الاقتصادي والشارتر في سوق يتميز بشدة المنافسة. قصة الشركة تعكس التحديات التي تواجه شركات الطيران الناشئة في المنطقة، بدءًا من التمويل والتشغيل، وصولًا إلى مواجهة عمالقة الطيران الإقليمي.

الخميس، 31 أغسطس 2017

حقوق المسافر عند تأخر رحلة الطيران أو ضياع الأمتعة

حقوق المسافر عند تأخر رحلة الطيران أو فقد الأمتعة: دليلك الشامل للسفر بأمان وراحة

هل تعلم أن أكثر من ثلث الركاب حول العالم لا يعرفون ما هي حقوقهم في حالة تأخر أو إلغاء رحلات الطيران أو حتى عند فقدان أمتعتهم؟ وفقًا لإحصاءات شركات التسويق والسفر، لا يزال كثير من المسافرين يتعاملون مع هذه المواقف المزعجة بلا معرفة كافية بما تفرضه القوانين الدولية على شركات الطيران.

لحسن الحظ، وضعت منظمات الطيران الدولية لوائح صارمة تضمن حقوق المسافر في مواجهة مثل هذه المواقف، بما في ذلك التعويض المالي، وتوفير خدمات بديلة مثل الإقامة والنقل، وتعويض الأمتعة التالفة أو المفقودة. هذه القواعد تُطبق بشكل صارم في المطارات الأوروبية، بينما قد تختلف اللوائح والإجراءات في بعض المطارات العربية.

حقوق المسافر عند تأخر رحلة الطيران أو ضياع الأمتعة

حقوق المسافر في حالة تأخر أو إلغاء الرحلات الجوية

من أبرز الحقوق التي يتمتع بها الركاب هو الحصول على تعويض مالي عند تأخر الرحلات أو إلغائها، لكن بشرط أن يكون سبب التأخير أو الإلغاء مرتبطًا بشركة الطيران نفسها، لا بعوامل خارجة عن إرادتها مثل سوء الأحوال الجوية أو الظروف الأمنية الطارئة.

وتختلف قيمة التعويض المالي تبعًا لمسافة الرحلة ومدة التأخير، حيث تُحسب تقريبًا وفق النظام الأوروبي على النحو التالي:

  • الرحلات القصيرة (أقل من 1500 كم): تعويض يصل إلى 1100 ريال سعودي عند التأخر أكثر من 3 ساعات.
  • الرحلات المتوسطة (بين 1500 – 3500 كم): تعويض يقارب 1800 ريال سعودي.
  • الرحلات الطويلة (أكثر من 3500 كم): تعويض قد يصل إلى 2700 ريال سعودي.

إلى جانب التعويض المالي، تُلزم القوانين الدولية شركات الطيران بتغطية كامل مصاريف المعيشة أثناء فترة الانتظار، بما في ذلك وجبات الطعام، المبيت في فنادق مناسبة، وتوفير وسائل انتقال واتصالات للركاب.

قد يهمك أيضًا: ماذا تفعل في حالة إلغاء رحلة الطيران؟

حقوق المسافر عند تأخر أو فقدان الأمتعة

من أكثر المشكلات شيوعًا أثناء السفر فقدان أو تأخر وصول الأمتعة. في هذه الحالة، على المسافر أن يتوجه فورًا إلى المكتب المختص في مطار الوصول لتسجيل بلاغ رسمي وتقديم تفاصيل دقيقة عن الحقائب المفقودة أو المتأخرة.

- في حالة تأخر الأمتعة: يحق للراكب شراء احتياجات ضرورية (ملابس، أدوات شخصية) على حساب شركة الطيران، بحد تعويض لا يتجاوز 5500 ريال سعودي.
- في حالة فقدان أو تلف الأمتعة: على المسافر تقديم فواتير أو مستندات تثبت قيمة المحتويات إن وجدت، مع إعداد قائمة شاملة بمحتويات الحقائب قبل السفر لتسهيل تقدير التعويض.

كيف تدفع شركات الطيران التعويضات المالية؟

غالبًا ما تُبدي شركات الطيران مقاومة في دفع التعويضات، ما يجعل الحصول عليها يتطلب إجراءات قانونية وإدارية قد تستغرق وقتًا. لذلك يُنصح المسافر المتضرر بما يلي:

  • تقديم بلاغ رسمي في المطار فور وقوع المشكلة.
  • إعداد تقرير شرطة أو محضر رسمي لإثبات الواقعة.
  • توثيق رد فعل شركة الطيران على طلبات التعويض.
  • في حال عدم الاستجابة، يمكن اللجوء إلى مكاتب محاماة أو إلى هيئات حماية المستهلك.

خدمات حديثة لمساعدة المسافرين

مؤخرًا، ظهرت شركات متخصصة عبر الإنترنت تساعد الركاب في تحصيل التعويضات من شركات الطيران مقابل عمولة تصل إلى 25% من قيمة التعويض المحصل. هذه الشركات تتولى الإجراءات القانونية نيابةً عن الراكب، مما يوفر عليه الجهد والوقت ويزيد من فرص حصوله على التعويض المستحق.

نصائح ذهبية للمسافرين

  • احتفظ دائمًا بفواتير المشتريات المهمة التي تحملها معك في الأمتعة.
  • قم بإعداد قائمة مختصرة بمحتويات حقائبك لتقديمها عند الحاجة.
  • في حالة تأخر أو فقد الأمتعة، بادر فورًا بإبلاغ مكتب الأمتعة في المطار.
  • لا تتردد في طلب حقوقك كاملة، فالقوانين الدولية وضعت لحماية المسافرين.

الخلاصة

السفر تجربة ممتعة، لكن لا يخلو من مفاجآت غير متوقعة. معرفة حقوقك كمسافر تمنحك ثقة أكبر وتجعل رحلتك أكثر راحة، حتى في المواقف المزعجة مثل تأخر الطائرة أو فقدان الأمتعة. تذكر دائمًا أن القوانين في صفك، وأن الحصول على التعويضات المستحقة قد يحتاج صبرًا وإجراءات، لكنه حق مضمون لا ينبغي التنازل عنه.

الأربعاء، 30 أغسطس 2017

مطار بجاية الصومام - مطار عبان رمضان

مطار بجاية – الصومام – عبان رمضان: بوابتك إلى شمال شرق الجزائر

على بُعد خمسة كيلومترات فقط جنوب مدينة بجاية الساحلية، يبرز مطار بجاية الصومام – عبان رمضان (Abane Ramdane Airport) كأحد المرافق الجوية الحيوية في شمال شرق الجزائر. هذا المطار الذي يحمل رمز BJA من اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا IATA) ورمز DAAE من منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو ICAO)، أصبح اليوم من أبرز نقاط العبور إلى الجزائر بفضل موقعه الاستراتيجي على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وخدماته المتطورة التي تخدم المسافرين المحليين والدوليين.

مطار بجاية الصومام عبان رمضان Abane Ramdane Airport

لمحة تاريخية عن مطار بجاية

تأسس مطار بجاية في العام 1958 ليخدم في بداياته ثلاث وجهات محلية فقط: الجزائر العاصمة، جيجل، وسكيكدة. كانت الصالة حينها تُدار من قبل شركتين صغيرتين هما الشركة العامة المستأجرة (SGA) وشركة طيران أفريكا، التي كانت تُشغّل طائرات خفيفة لا تتعدى سعتها 7 مقاعد.

بحلول العام 1960 أُطلق على المطار اسم الصومام نسبةً إلى نهر الصومام الشهير الذي يعانق سواحل بجاية. ورغم إغلاقه لفترة بين عامي 1972 و1982، فقد عاد بقوة بعد إعادة تأهيله، مع مدرج رئيسي يبلغ طوله 1700 متر، إلى جانب مباني إدارية وبرج مراقبة ومنشآت صيانة متكاملة.

ومع تنامي أهمية بجاية كمدينة ساحلية وتجارية، تحول المطار في العام 1993 من مطار إقليمي إلى مطار دولي. ثم جاء المرسوم الرئاسي سنة 1999 ليعيد تسميته باسم مطار عبان رمضان تكريمًا لأحد رموز الثورة الجزائرية، المناضل عبان رمضان (1920 – 1957).

مرافق مطار عبان رمضان بجاية

شهد مطار بجاية تحديثات كبرى في الفترة بين 2016 – 2017، حيث توسعت مساحته لتصل إلى 122 ألف متر مربع. ويضم اليوم مرافق متطورة تشمل:

  • مدرج طوله 2400 متر وعرض 45 مترًا، مجهز لاستقبال معظم الطائرات التجارية الحديثة.
  • برج مراقبة متطور مزود بأجهزة رادار وملاحة وطقس دقيقة لضمان سلامة العمليات الجوية.
  • مناطق خاصة لتموين الطائرات وصيانتها، ومواقف واسعة للطائرات.
  • مبنى ركاب حديث يضم صالتي وصول ومغادرة بطاقة استيعاب تفوق 250 ألف مسافر سنويًا.
  • منطقة جمارك وشحن جوي لتسهيل حركة البضائع والتجارة.
  • مرافق خدمية متكاملة مثل المطاعم، الكافيتريات، المحال التجارية، إضافة إلى موقف سيارات واسع.

بفضل هذه التوسعات، أصبح المطار قادرًا على التعامل مع الزيادة المستمرة في حركة المسافرين، لا سيما من الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا، بالإضافة إلى دوره اللوجستي المهم في دعم ميناء بجاية النفطي، وهو الأكبر في الجزائر.

شركات الطيران والرحلات من مطار بجاية

يخدم المطار مزيجًا من الرحلات المحلية والدولية، مع شبكة وجهات واسعة تربط بجاية بمطارات الجزائر الكبرى وكذلك بالمدن الأوروبية الرئيسية. من أبرز شركات الطيران التي تُشغل رحلات منتظمة من وإلى مطار بجاية:

  • الخطوط الجوية الجزائرية (Air Algérie) – الناقل الوطني، وتشغل رحلات محلية ودولية تربط بجاية بالعاصمة الجزائرية ومعظم المدن الكبرى.
  • طيران الطاسيلي (Tassili Airlines) – شركة جزائرية إقليمية توفر رحلات داخلية وتربط بجاية بعدة وجهات محلية.
  • شركات طيران أوروبية مثل إير فرانس وترانزافيا، التي توفر رحلات مباشرة إلى باريس، ليون، مرسيليا.

الخدمات المتاحة للمسافرين

إلى جانب البنية التحتية الحديثة، يوفر مطار بجاية – عبان رمضان خدمات متنوعة تهدف إلى جعل تجربة السفر أكثر راحة وسلاسة، ومنها:

  • صالات مريحة للانتظار، مع مناطق مخصصة للعائلات.
  • مراكز للمعلومات السياحية لمساعدة القادمين الجدد على استكشاف مدينة بجاية ومعالمها.
  • خدمة الإنترنت (Wi-Fi) في بعض المناطق.
  • مكاتب لتأجير السيارات.
  • خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة لضمان تنقلهم بسهولة.

أهمية مطار بجاية

لا يقتصر دور مطار بجاية على كونه مجرد نقطة عبور جوي، بل يُعد شريانًا اقتصاديًا وسياحيًا للمنطقة. فمن جهة، يسهل حركة السياح الراغبين في زيارة شواطئ بجاية ومعالمها الطبيعية مثل رأس كربون وحديقة جُرجُرة الوطنية. ومن جهة أخرى، يلعب دورًا محوريًا في دعم النشاط التجاري والنفطي بفضل قربه من ميناء بجاية.

الخلاصة

سواء كنت مسافرًا في رحلة داخلية إلى العاصمة الجزائرية أو متجهًا إلى وجهة أوروبية كـ باريس أو ليون أو مرسيليا، فإن مطار بجاية – الصومام – عبان رمضان سيكون خيارك المثالي. إنه ليس مجرد مطار، بل بوابة حضارية تعكس تاريخ الجزائر وثقافتها، ومرفق حديث يلبي احتياجات المسافرين بمرونة واحترافية.

الجمعة، 25 أغسطس 2017

واحد تسعة للطيران - خطوط واحد تسعة الجوية

واحد تسعة للطيران (Air One Nine): قصة صعود وسقوط شركة الطيران الليبية الخاصة

واحد تسعة للطيران أو Air One Nine كانت إحدى شركات الطيران الخاصة التي ظهرت في ليبيا في بدايات الألفية الجديدة، متخصصة في مجال الطيران العارض (الشارتر) والرحلات منخفضة التكلفة. اتخذت من مطار طرابلس الدولي مقرًا رئيسيًا لعملياتها الجوية، وكانت تحمل رمز N6 من اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، ورمز ONR من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، ورمز النداء: EDER.

واحد تسعة للطيران Air One Nine

تاريخ شركة واحد تسعة للطيران

تأسست Air One Nine في عام 2004 كواحدة من أوائل شركات الطيران الخاصة منخفضة التكلفة في ليبيا. تم تسجيلها في جزيرة قبرص ضمن مجموعة "واحد تسعة" القابضة التي كانت مملوكة لأسرة القذافي، وتحديدًا للابن سيف الإسلام القذافي.

بدأت الشركة عملياتها الفعلية في عام 2006، واستهدفت سوق الطيران الداخلي بالدرجة الأولى، مع محاولات لتقديم نموذج اقتصادي مختلف يعتمد على الأسعار التنافسية والرحلات العارضة. خلال سنواتها الأولى، استطاعت جذب شريحة من المسافرين المحليين، خصوصًا رجال الأعمال والعاملين بين المدن الكبرى مثل طرابلس وسبها وطبرق.

الأزمة السياسية وتأثيرها

مع اندلاع الثورة الليبية عام 2011، تأثرت شركة واحد تسعة للطيران بشكل مباشر. توقف نشاطها تقريبًا بحلول أغسطس 2011، ومع صدور القانون رقم 36 لسنة 2012 من قبل المجلس الوطني الانتقالي، تمت مصادرة أصول الشركة باعتبارها جزءًا من ممتلكات النظام السابق.

منذ ذلك التاريخ، لم تعد الشركة نشطة رسميًا، وأصبح اسمها يُذكر غالبًا في إطار الحديث عن شركات الطيران التي اختفت بفعل الاضطرابات السياسية في ليبيا.

أسطول واحد تسعة للطيران

على مدار فترة تشغيلها، اعتمدت الشركة على أسطول صغير وبسيط مكوّن من أربع طائرات:

  • ثلاث طائرات من طراز McDonnell Douglas DC-9-30
  • طائرة واحدة من طراز Fokker F28 Mk4000

وبحسب التقارير، لم تُسجّل للشركة أي حوادث طيران كبرى خلال فترة نشاطها، وهو ما جعلها تحافظ على سجل سلامة مقبول رغم التحديات التشغيلية. كما أن بعض الطائرات كانت تُدار بنظام التأجير من شركات أجنبية بدلًا من الشراء المباشر.

وجهات واحد تسعة للطيران

رغم خططها المبدئية لتسيير رحلات دولية بأسعار منخفضة، اقتصرت عمليات الشركة في الغالب على الرحلات الداخلية داخل ليبيا، وكانت تربط بين:

وكانت تحاول التوسع نحو وجهات إقليمية مثل تونس والقاهرة، إلا أن عدم الاستقرار السياسي والقيود الدولية على الطيران الليبي حالت دون ذلك.

آخر التحديثات حول شركة Air One Nine

اعتبارًا من عام 2024، لا توجد أي دلائل على أن شركة واحد تسعة للطيران قد عاودت نشاطها. معظم الطائرات التي كانت ضمن أسطولها تم إخراجها من الخدمة أو بيعت لشركات أخرى، بينما لا يزال اسم الشركة مدرجًا في بعض السجلات الدولية كـ "شركة غير نشطة".

في ظل الحرب الأهلية الليبية والانقسام السياسي، اختفت العلامة التجارية Air One Nine تمامًا من السوق. ومع عودة تدريجية لبعض شركات الطيران الليبية مثل الخطوط الأفريقية والبراق، تبقى واحد تسعة للطيران جزءًا من تاريخ الطيران الليبي أكثر من كونها لاعبًا حاليًا في الصناعة.

الخلاصة

تمثل قصة واحد تسعة للطيران مثالًا واضحًا على كيفية تأثر صناعة الطيران بالأحداث السياسية. فبينما بدأت كمشروع طموح لتقديم نموذج اقتصادي جديد للطيران في ليبيا، انتهى بها الأمر إلى الانهيار الكامل مع سقوط النظام السابق. اليوم، تُذكر الشركة كأحد الأسماء التي لم تستطع الصمود في وجه التغيرات الجذرية، لتبقى مجرد فصل قصير في تاريخ الطيران المدني الليبي.

الأربعاء، 23 أغسطس 2017

مطار النزهة الإسكندرية الدولي

مطار الإسكندرية الدولي - مطار النزهة (El Nouzha Airport)

مطار الإسكندرية الدولي، المعروف باسم مطار النزهة (El Nouzha Airport)، هو واحد من أقدم وأشهر المطارات المصرية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط. يبعد حوالي 7 كيلومترات فقط عن وسط مدينة الإسكندرية، مما جعله تاريخياً الخيار الأقرب والأكثر ملاءمة للمسافرين من وإلى دلتا النيل.

كان المطار يُعد ثاني أكبر مطار دولي في مصر بعد مطار القاهرة الدولي، ويحمل رمز ALY من اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) ورمز HEAX من منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO). كما كان مقراً رئيسياً لشركات مثل مصر للطيران والمصرية العالمية للطيران.

تاريخ مطار النزهة

يرتبط تاريخ مطار النزهة الدولي بالإسكندرية بتاريخ طويل من الطيران المدني في مصر والمنطقة العربية، حيث يعود استخدام أرض المطار إلى ثلاثينيات القرن العشرين، وتحديداً عام 1938م، أي قبل الإعلان الرسمي عن إنشائه بما يقارب عقداً من الزمن.

في ذلك العام، وُثّقت واحدة من أقدم الرحلات المرتبطة بالمطار؛ وهي رحلة الطائرة البريطانية من طراز Armstrong Whitworth AW.15 Atalanta التابعة لشركة Imperial Airways، والتي حملت الرمز G-ABTG. كان من المقرر لهذه الرحلة أن تهبط في مطار النزهة قادمة من مطار كسومو في كينيا، إلا أن القدر شاء أن تتحطم الطائرة قرب مطار المغادرة قبل وصولها إلى مصر. هذا الحادث التاريخي الموثّق يكشف أن المطار كان معروفاً ومرصوداً كوجهة للطيران منذ عام 1938، أي قبل الافتتاح الرسمي بتسع سنوات كاملة.

أما الإنشاء الرسمي للمطار فقد تم عام 1947م، حين افتُتح تحت اسم "مطار فؤاد الأول"، تكريماً للملك فؤاد الأول ملك مصر آنذاك. وبعد قيام ثورة يوليو 1952 وتغيير النظام السياسي في البلاد، تم تغيير الاسم ليصبح "مطار النزهة"، وهو الاسم الذي استقر عليه وظل مرتبطاً بمدينة الإسكندرية لعقود لاحقة.

يُعد المطار بذلك ثاني أقدم مطار في الإسكندرية بعد مطار أبو قير الذي أُنشئ عام 1933م، كما أنه يُصنّف ضمن أقدم المطارات الدولية في مصر، إذ يأتي بعد مطار ألماظة (مطار فاروق الأول) الذي تأسس عام 1932م بالقاهرة. هذه المكانة التاريخية جعلت مطار النزهة علامة بارزة في سجل الطيران المصري والعربي.

خلال عقود عمله، لعب المطار دوراً محورياً في ربط الإسكندرية بالعديد من الوجهات المحلية والإقليمية، وكان محطة رئيسية لرحلات مصر للطيران منذ بداياتها، بالإضافة إلى شركات طيران محلية وأجنبية أخرى. كما شكّل موقعه المميز – القريب من قلب المدينة وعلى مقربة من البحر الأبيض المتوسط – عاملاً جعل منه الخيار الأول للمسافرين من سكان الإسكندرية ومحافظات دلتا النيل.

ومع مرور الزمن، أصبح مطار النزهة جزءاً لا يتجزأ من هوية الإسكندرية، حيث شهد لحظات تاريخية عديدة مثل استقبال شخصيات سياسية وثقافية بارزة، وكونه نافذة جوية للمصطافين والسياح الوافدين إلى عروس البحر الأبيض المتوسط.

لكن هذا التاريخ العريق لم يخلُ من التحديات؛ فمع التوسع العمراني السريع، وافتتاح مطار برج العرب الدولي لاحقاً، بدأت مكانة مطار النزهة تتراجع تدريجياً، قبل أن يتم الإعلان عن خطط تطويره في 2011م وإغلاقه رسمياً منذ ذلك الحين. ورغم مرور أكثر من عقد على هذا الإغلاق، يظل تاريخ المطار حاضراً في ذاكرة أهالي الإسكندرية وكل محبي الطيران.

مشروعات التطوير والإغلاق

مع افتتاح مطار برج العرب الدولي، تزايدت الشكوك حول مستقبل مطار النزهة. وفي 2011م أعلنت وزارة الطيران المدني عن مشروع تطوير ضخم بتكلفة تجاوزت 300 مليون دولار، شمل إطالة المدرج الرئيسي وبناء صالة ركاب جديدة، بهدف رفع الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 1.5 مليون مسافر سنوياً.

أُغلق المطار في ديسمبر 2011م من أجل هذه التوسعات، وكان من المقرر إعادة افتتاحه عام 2014م، ثم تأجل إلى 2017م، لكن حتى عام 2025 لا يزال المطار مغلقاً. وقد أثيرت نقاشات عديدة حول إمكانية تحويل أرضه إلى مشروع عمراني أو تجاري بدلاً من إعادة تشغيله، خاصة مع الزحف العمراني المحيط بالمطار مما جعله أقل أماناً للتشغيل.

مرافق مطار النزهة الدولي

تمتد مساحة المطار على حوالي 650 فداناً، ويحتوي على مدرجين (2200 متر و1800 متر)، إضافة إلى برج مراقبة تاريخي ومبنى إداري أثري. صُمم مبنى الركاب ليستوعب نحو 600 راكب في الساعة وأكثر من نصف مليون مسافر سنوياً، مع مرافق متكاملة للتخليص الجمركي، الصيانة، تموين الطائرات، ومناطق تجارية تضم مطاعم وأسواق حرة.

كما يضم المطار نادي الطيران الشراعي بالإسكندرية، وكان موقعه القريب من وسط المدينة نقطة جذب قوية للمسافرين المحليين والأجانب على حد سواء.

الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية

حتى عام 2025، ما زال مطار النزهة بالإسكندرية مغلقاً، وجميع الرحلات الجوية الخاصة بمدينة الإسكندرية تُدار عبر مطار برج العرب الدولي.

تشير تصريحات وزارة الطيران المدني المصرية إلى أن تشغيل المطار مجدداً بات "غير مرجح"، بسبب التحديات الأمنية والفنية الناتجة عن الامتداد العمراني الكثيف حوله. وتُدرس حالياً مقترحات بتحويل المطار إلى مشروع استثماري متكامل (عقاري – تجاري – خدمي)، في حين تبقى أصوات محلية تطالب بالحفاظ عليه كمرفق طيران تاريخي يخدم المدينة.

بالتالي، يمكن القول إن مطار النزهة اليوم جزء من تاريخ الطيران المصري أكثر من كونه جزءاً من مستقبل النقل الجوي في البلاد.

أسئلة شائعة حول مطار النزهة

هل مطار النزهة يعمل حالياً؟

لا، المطار مغلق منذ ديسمبر 2011م وحتى الآن (2025)، وجميع الرحلات تمر عبر مطار برج العرب.

لماذا لم يُعاد افتتاح المطار رغم انتهاء التطوير؟

الزحف العمراني العشوائي حول المطار جعل تشغيله غير آمن، بالإضافة إلى وجود بديل حديث وواسع هو مطار برج العرب.

ما مصير مطار النزهة في المستقبل؟

لا يوجد قرار رسمي نهائي، لكن الاتجاه الغالب هو تحويله لمشروع استثماري عمراني/تجاري، مع بقاء إمكانية استخدام الموقع لأغراض أخرى غير الطيران.

الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

طيران اليمدا - خطوط اليمدا الجوية

«كانت شركة «طيران اليمدا» (Alyemda) تمثّل، خلال فترة وجودها، الناقل الوطني لجزء الجنوب من أراضي اليمن الحديثة — المعروفة رسميًا حينها بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. اتخذت الشركة من منطقة خور مكسر في مدينة عدن مقرًا إداريًا رئيسيًا، وكان مطار عدن الدولي بمثابة المحور المركزي لعملياتها الجوية. وعلى امتداد شبكة عملياتها الداخلية والإقليمية أُنشئت لها محطات تشغيلية رئيسية أخرى تضمنت مطارات مثل الريان وسيئون. وقد عُرّفت الشركة دوليًا عبر رموز التسجيل والتداول المتعارف عليها في قطاع الطيران: رمز الناقل لدى اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) ورمز التسجيل لدى المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO)، بالإضافة إلى رمز النداء (call sign) ALYEMDA المستخدم في اتصالات الحركة الجوية.»

طيران اليمدا Alyemda

تاريخ طيران اليمدا

«يرجع أصل طيران اليمدا إلى أربعينيات القرن العشرين، حيث تأسست خلال فترة الانتداب البريطاني تحت اسم Brothers Air Services (المعروفة اختصارًا BASCO)، واعتُبرت واحدة من أولى مبادرات الطيران المدني في اليمن. بدأت عملياتها التجارية في أوائل أربعينيات القرن الماضي بطائرات من طراز Douglas DC-3 — أسطول ابتدائي مكوّن من نحو أربع طائرات — وأطلقت رحلات ربطت عدن ببعض المراكز الإقليمية مثل أديس أبابا. مع مرور الوقت وتحول هيكل الملكية، خضعت الشركة لسلسلة من التغييرات المؤسسية؛ ففي خمسينات القرن العشرين تم تحويلها إلى كيان مساهم تحت اسم «شركة خطوط عدن الجوية»، وهو تحول من شأنه أن يُشير إلى بداية مهنة الطيران التجارية النظامية في شبه الجزيرة العربية.»

«شهدت مسيرة طيران اليمدا تحوّلات سياسية وإدارية كبيرة خلال عقود الستينيات والسبعينيات؛ ففي مرحلة ما تمّ الاستحواذ على أسهم شركة «خطوط عدن» من قبل «باسكو»، ثم دخلت الشركة مرحلة التأميم أواخر الستينيات فاستُبدلت هياكل الملكية الخاصة بهيكل دولة؛ ومن ثم أُعلن اسم «اليمدا» كاسم وطني للشركة. وقعت إجراءات دستورية وتنفيذية رسمت هذا التحوّل (منها مرسومات رئاسية وإجراءات تشغيلية)، وتوسّعت القوى العاملة لتضم مئات الموظفين خلال أوائل السبعينيات. أما بعد عام 1990 ومع توحّد اليمن، اندلجت مؤسسات الطيران الجنوبية ضمن الترتيبات الوطنية التي أعقبت الوحدة، وشهدت أسماء الشركات وهيكلها الإداري عدداً من التعديلات التي أدّت في النهاية إلى ضمّها ضمن كيان الطيران الوطني الموحد (تفصيلات تواريخ وصيغ القرارات قابلة للتحديث بدقة عند توفر مراجع رسمية).»

أسطول طيران اليمدا

«في بداياتها اعتمدت طيران اليمدا على طرازات كلاسيكية كانت شائعة آنذاك، وعلى رأسها طائرات Douglas DC-3 التي شكّلت العمود الفقري لأسطولها الأولي. خلال الخمسينيات توسّع الأسطول إضافيًا ليتماشى مع نمو الطلب الإقليمي. وبعد تأميم الشركة أسهمت سلسلة مشتريات وتحديثات في الفترة التالية بإدخال طرازات نفاثة وتجارية متنوعة — شملت طائرات من عائلات Boeing وTupolev وAirbus — كما دخلت بعض الطائرات التوربينية الإقليمية مثل Dash-7 الخدمة لنقل الركاب على محاور قصيرة ومتوسطة المدى. وقعت أيضاً حوادث مؤسفة خلال مسيرة التشغيل، من بينها حادث سقوط طائرة أثناء اقترابها من مطار عدن في أوائل ثمانينيات القرن الماضي (تحتاج تفاصيل الحادث وتاريخه الدقيق إلى تدقيق مرجعي). منذ التسعينيات تم إحالة عدد من الطرازات القديمة إلى التقاعد واستُبدلت ببعض طائرات «إيرباص» من طراز A310 في إطار محاولات تحديث الأسطول.»

وجهات طيران اليمدا

«امتدت شبكة وجهات طيران اليمدا عبر عقودها لتشمل مسارات محلية وإقليمية. في المراحل الأولى كانت الرحلات تركّز على ربط عدن بمراكز إقليمية مجاورة مثل أديس أبابا وأسمرة، ثم نمت لتشمل خطوطًا دولية إلى مدن عربية وإقليمية كالقاهرة وجدة وبيروت ودمشق والكويت. كما أنشأت الشركة خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين مسارات داخلية ربطت بين عدن ومجموعة مطارات داخلية متفرقة (منها الريان، الغرفة، بحران، عتق، الغيضة، سقطرى، ومكيراس) سعياً لخدمة التنقّل الداخلي وتطوير شبكة النقاط الحيوية. في مرحلة لاحقة شهدت حركة المسافرين وتواتر الرحلات تغيّرات بحسب الظروف السياسية والاقتصادية المحلية.»

الاثنين، 21 أغسطس 2017

انسداد الأذن أثناء الطيران، ما أسبابه؟ وكيفية التعامل معه؟

يُعَدّ الشعور بانسداد الأذن أثناء السفر الجوي من أكثر المشكلات التي يلاحظها المسافرون على متن الطائرات. فعلى الرغم من أنّ الرحلات الجوية قد تخلّف آثاراً صحية متعددة مثل الإرهاق الناتج عن اضطراب الساعة البيولوجية أو الشد العضلي بسبب الجلوس لفترة طويلة، يبقى ألم الأذن أو انسدادها من الأعراض التي تُسبب إزعاجاً كبيراً للكثيرين.

المصطلح الطبي لهذه الحالة هو باروتروما الأذن (Ear Barotrauma)، وهو يصف بدقة ما يحدث من ألم أو ضغط داخلي نتيجة اختلافات الضغط الجوي. ورغم أن الأمر قد يبدو في البداية عرضاً بسيطاً، إلا أنه قد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات حقيقية مثل التهابات الأذن الوسطى أو فقدان مؤقت للسمع، مما يجعل فهم الأسباب وطرق الوقاية أمراً مهماً للمسافرين.

انسداد الأذن أثناء الطيران، ما أسبابه؟ وكيفية التعامل معه؟ Ear blockage while flying

ما الذي يسبب انسداد الأذن عند الطيران؟

لفهم ظاهرة انسداد الأذن أثناء الطيران، لا بد من إلقاء نظرة سريعة على تشريح الأذن. تتكون الأذن من ثلاثة أقسام رئيسية: الأذن الخارجية، والأذن الوسطى التي تحتوي على طبلة الأذن، والأذن الداخلية المسؤولة عن التوازن والسمع الدقيق. الأذن الوسطى تتصل مباشرة بالجزء الخلفي من الأنف والحنجرة من خلال قناة دقيقة تُسمى قناة استاكيوس. هذه القناة مسؤولة عن معادلة الضغط بين الأذن الوسطى والبيئة المحيطة.

تفتح قناة استاكيوس وتغلق بشكل تلقائي عدة مرات يومياً، وغالباً ما نغفل عن ذلك لأنها تعمل بسلاسة. لكن أثناء الإقلاع والهبوط يحدث تغير سريع في الضغط الجوي، مما يعيق عمل القناة وقد يؤدي إلى شعور بانسداد الأذن. يزداد الأمر سوءاً عند الإصابة بالبرد أو الحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية، إذ تكون القناة متورمة أو مسدودة جزئياً، فلا تسمح بمرور الهواء بشكل كافٍ.

وفي حال وجود التهابات نشطة أو انسداد في الجيوب، تقل كفاءة القناة بشكل كبير، فيشعر المسافر بألم شديد. هنا يصبح من الضروري مساعدة القناة على إعادة التوازن في الضغط، وإلا قد تحدث مضاعفات. فيما يلي أبرز الطرق العملية لتخفيف الأعراض أثناء الرحلة.

طرق فعالة للتعامل مع انسداد الأذن خلال الرحلة

1- تقنية النفخ اللطيف مع إغلاق الأنف

يمكن للمسافر الذي يعاني من انسداد الأذن أثناء الطيران محاولة فتح الأذن الوسطى عبر ما يُعرف بمناورة فالسالفا: إغلاق الأنف والفم ثم النفخ بلطف لإدخال هواء إلى الأذن. يجب الحرص على عدم المبالغة في الضغط، لأن الإفراط قد يؤدي إلى إصابة طبلة الأذن أو الأعصاب السمعية، وقد يسبب فقداناً في السمع أو دواراً أو طنيناً دائماً.

2- تحريك الفك والبلع

مضغ العلكة أو القيام بحركات بسيطة مثل التثاؤب وابتلاع الماء يساعد على تحريك عضلات الفك واللسان، مما يعزز فتح قناة استاكيوس بشكل طبيعي. بالنسبة للأطفال، يمكن أن يكون شرب العصائر باستخدام المصاصة أو مص الحلوى طريقة آمنة وفعالة لتقليل الانزعاج.

3- استخدام الأدوية المضادة للاحتقان

تساعد مضادات الاحتقان على تقليص الأنسجة المتورمة داخل الأنف، وبالتالي تسهيل مرور الهواء عبر قناة استاكيوس وتخفيف انسداد الأذن أثناء الطيران. يُنصح بتناولها قبل وقت قصير من الإقلاع بعد استشارة الطبيب، خصوصاً لمن يعانون من التهابات متكررة أو احتقان مزمن.

4- في حال استمرار الأعراض بعد الهبوط

عادة ما يختفي الإحساس بالانسداد بعد ساعات قليلة من الهبوط. لكن إذا استمرت الأعراض لأكثر من يوم أو صاحبها ألم قوي أو ضعف في السمع، فقد يكون هناك تجمع للسوائل خلف طبلة الأذن، وفي هذه الحالة ينبغي مراجعة طبيب الأنف والأذن لتفادي المضاعفات.

نصائح وقائية قبل السفر

لتقليل احتمال الإصابة بانسداد الأذن أثناء الرحلات الجوية، يُنصح باتباع بعض الإرشادات الوقائية:

  • تجنب السفر أثناء الإصابة بنزلة برد أو التهاب جيوب إن أمكن.
  • الحرص على شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية.
  • اصطحاب علكة أو حلوى صلبة لمضغها أثناء الإقلاع والهبوط.
  • استشارة الطبيب حول استخدام قطرات أنفية أو بخاخات مخصصة إذا كنت تعاني من احتقان مزمن.
  • الاستعداد مسبقاً بحجز مقعد في الجزء الأمامي من الطائرة حيث تكون التغيرات في الضغط أقل حدة مقارنة بالمقاعد الخلفية.

باتباع هذه الخطوات الوقائية، يمكن للمسافر أن يقلل بشكل كبير من احتمالية الشعور بعدم الراحة بسبب انسداد الأذن أثناء الطيران ويحظى برحلة أكثر راحة وسلامة.

راجع أيضا: ارشادات للمسافر بالطيران لأول مرة

الجمعة، 18 أغسطس 2017

طيران ناس الارتري - فلاي ناس الارترية

تُعَدّ شركة طيران ناس الإرتري (Nasair Eritrea) أول ناقل جوي خاص في إريتريا، وقد شكلت عند تأسيسها محطة فارقة في تاريخ الطيران المدني للبلاد. كان مقر الشركة الرئيسي في العاصمة أسمرة، واتخذت من مطار أسمرة الدولي مركزاً رئيسياً لعملياتها الجوية. حصلت الشركة على رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) UE، بينما كان رمزها في منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) هو NAS، أما نداءها اللاسلكي فكان NASAIRWAYS. ورغم انطلاقتها بتشغيل الرحلات الداخلية بين المطارات الإريترية، فإنها سرعان ما وسعت أنشطتها لتشمل رحلات الطيران العارض (الشارتر) إضافة إلى الوجهات الإقليمية والدولية منخفضة التكلفة، محاولةً تقديم بديل تنافسي لشركة الطيران الوطنية الحكومية.

طيران ناس الارتري Nasair Eritrea

نشأة وتاريخ طيران ناس الإرتري

انطلقت الشركة عام 2006 لتصبح أول ناقل جوي خاص في إريتريا، كجزء من مجموعة "طيران ناس الإريترية" التي ضمت ثلاثة فروع متخصصة:

  • شركة استشارات طيران ناس: وقدمت خدمات استشارية وإدارية في قطاع الطيران.
  • شركة طيران ناس الإرتري: المسؤولة عن الرحلات المحلية والرحلات العارضة.
  • شركة صيانة طيران ناس: وهي الذراع الفني للمجموعة التي تولت صيانة الطائرات وتوفير قطع الغيار والدعم الفني في مطارات إريتريا.

كان الهدف من هذه البنية التنظيمية توفير كيان متكامل للطيران المدني يجمع بين التشغيل والخدمات الفنية والإدارية. ومع مرور السنوات، سعت الشركة إلى تعزيز حضورها في السوق المحلية والإقليمية، حتى اندمجت عام 2011 مع الخطوط الجوية الإريترية (الناقلة الوطنية المملوكة للدولة). وقد أدى هذا الاندماج إلى إعادة هيكلة أنشطتها لتتحول إلى شركة طيران اقتصادية تُقدّم خدمات بأسعار منخفضة، وهو ما سمح لها بتسيير رحلات منتظمة إلى وجهات خارجية ابتداءً من عام 2012، شملت نيروبي، الخرطوم، جوبا، عنتيبي، دبي، الدمام، وجدة.

في فترة الذروة كان يعمل لدى الشركة نحو 75 موظفاً معظمهم من الكفاءات الوطنية، بينهم المدير العام برهان مهاري. وكانت الشركة تعتمد على أسطول يضم ثلاث طائرات من طراز Boeing 737-200، وخططت لاحقاً لتوسيع الأسطول عبر شراء طائرة Boeing 737-400 لفتح خطوط بعيدة إلى أوروبا، إلا أن هذه الخطط لم ترَ النور بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

الاندماج وتوقف العمليات

مثّل عام 2011 نقطة تحول حاسمة حين اندمجت طيران ناس الارتري مع الناقلة الوطنية، وهو ما وفر لها موارد إضافية وساعدها على التوسع في السوق الدولية. ومع ذلك، لم تستمر التجربة طويلاً. ففي مايو 2014 أعلنت الشركة رسمياً توقفها عن العمل بشكل كامل، دون تقديم توضيحات رسمية حول أسباب التوقف. ويرجح مراقبون أن التحديات المالية، ونقص التمويل، بالإضافة إلى البيئة الاقتصادية والسياسية المعقدة في إريتريا، كانت من أبرز الأسباب التي أدت إلى توقف عملياتها.

ورغم قصر عمر الشركة، فإنها تركت بصمة واضحة في تاريخ الطيران الإريتري باعتبارها أول محاولة جادة لإنشاء ناقل جوي خاص في بلد ظلت الخطوط الجوية الحكومية تهيمن فيه على السوق لعقود طويلة.

رسالة الإدارة إلى المسافرين

بحسب ما ورد في الموقع الإلكتروني لشركة طيران ناس الارتري قبل توقفها، وجه المدير التنفيذي نصر الدين إبراهيم رسالة ودية إلى المسافرين، أكد فيها أن الشركة وضعت راحة الركاب في صدارة أولوياتها، وأن طواقمها تلقت تدريبات مكثفة لتجسيد الضيافة الإريترية على متن الرحلات. كما شدّد على التزام الشركة بجعل السفر مع ناس إير تجربة مميزة وفريدة، مع وعد بتقديم خدمات مريحة وودية.

وأضاف في رسالته أن الشركة كانت تستعد لاستقبال موسم الصيف، حيث يزداد الطلب على السفر، وقد وضعت ترتيبات خاصة للتعامل مع الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين. كما دعا الركاب إلى التواصل الدائم مع الشركة للحصول على أي استفسارات أو دعم، معرباً عن أمله في أن تبقى رحلات ناس إير حاضرة في ذاكرة الركاب كتجربة استثنائية.

أسطول طيران ناس الإرتري

بدأت الشركة عملياتها بطائرة واحدة من طراز Boeing 737، ثم توسع الأسطول تدريجياً ليشمل أربع طائرات إضافية من طراز Boeing 737-200A، بالإضافة إلى طائرة حديثة نسبياً من طراز Airbus A320-200. هذا التنوع في الأسطول ساعدها على تلبية الطلب المتزايد على الرحلات الداخلية والإقليمية، كما فتح المجال أمامها لتشغيل رحلات متوسطة المدى إلى وجهات خليجية وإفريقية.

أسطول طيران ناس الإرتري
الطراز العدد الاستخدام
Boeing 737-200A 4 رحلات داخلية وإقليمية قصيرة
Boeing 737 (النسخة الأولى) 1 الطائرة الأولى عند التأسيس
Airbus A320-200 1 رحلات إقليمية ودولية متوسطة المدى

وجهات طيران ناس الإرتري

في بدايتها، ركزت الشركة على الرحلات الداخلية بين مطار أسمرة الدولي ومطار مصوع، ومطار عصب وبعض المطارات المحلية الأخرى. ومع دخول عام 2012، اتجهت نحو التوسع في تشغيل رحلات شارتر ورحلات اقتصادية منتظمة إلى وجهات إقليمية ودولية.

الوجهات الرئيسية لناس إير
النوع المدن
داخلية أسمرة، مصوع، وبعض المطارات الإريترية الأخرى
إقليمية الخرطوم، نيروبي، جوبا، عنتيبي
دولية دبي، الدمام، جدة

إرث طيران ناس الإرتري

رغم توقف طيران ناس الارتري عن العمل بعد أقل من عقد على إنشائها، إلا أن تجربتها أثبتت أن هناك مجالاً للقطاع الخاص في صناعة الطيران الإريترية. لقد فتحت الباب أمام التفكير في إنشاء شركات طيران بديلة يمكن أن تدعم الاقتصاد الوطني وتوفر خيارات أكبر للمسافرين، خصوصاً في ظل الموقع الجغرافي الاستراتيجي لإريتريا على البحر الأحمر وقربها من أهم ممرات التجارة العالمية.

اليوم، وعلى الرغم من غيابها، تُذكر ناس إير كواحدة من التجارب الرائدة في الطيران الإريتري، وكمحاولة مبكرة لكسر احتكار الخطوط الوطنية للسوق المحلي والدولي.