مطار جربة جرجيس الدولي: البوابة الجوية الرئيسية للجنوب التونسي
يُعتبر مطار جربة جرجيس الدولي (Djerba–Zarzis International Airport) المنشأة الجوية الأكثر حيوية واستراتيجية في الجنوب الشرقي للجمهورية التونسية، حيث يشكل الواجهة الجوية الرئيسية لجزيرة جربة السياحية والمناطق المحيطة بها. يتموضع هذا الصرح الجوي المتطور في موقع استراتيجي بالقرب من منطقة مليتة، على بعد يقارب 9 كيلومترات من مركز مدينة حومة السوق العريقة، مما يجعله نقطة وصل أساسية للحركة السياحية والتجارية القادمة إلى هذه المنطقة الغنية بالتراث الثقافي والطبيعي.
شهد المطار تحولاً مهماً في تسميته حيث كان يُعرف سابقاً باسم "مطار جربة مليتة الدولي" قبل أن يتم إعادة تسميته ليصبح مطار جربة جرجيس الدولي، مما يعكس توسع نطاق خدماته الجغرافية. يمتلك المطار رمزين تعريفين معتمدين عالمياً: رمز IATA وهو DJE ورمز ICAO المعروف بـ DTTJ، وتتم إدارته بشكل احترافي من قبل ديوان الطيران المدني والمطارات التونسي الذي يشرف على معظم المنشآت الجوية في البلاد.
مسيرة مطار جربة جرجيس التطورية والإنجازات التاريخية
دخل مطار جربة جرجيس حيز التشغيل الفعلي في عام 1970 كجزء من الاستراتيجية الوطنية لدعم وتطوير القطاع السياحي في تونس، حيث مثل إضافة نوعية للبنية التحتية الجوية في الجنوب التونسي. يشغل المطار حالياً مركزاً متقدماً في تصنيف المطارات التونسية من حيث حركة المسافرين، حيث يُعتبر ثاني أهم مطار للرحلات السياحية (الشارتر) في البلاد بفضل موقعه الاستراتيجي في الجنوب وخدماته المتميزة.
يؤمن المطار الربط الجوي الحيوي لجزيرة جربة مع مختلف الوجهات المحلية والدولية، حيث يشهد حركة منتظمة تتراوح بين أربع إلى خمس رحلات يومية تربط بين جربة والعاصمة تونس، بالإضافة إلى رحلات مباشرة إلى العديد من المدن الأوروبية والعربية. تعمل من خلال منشآته العديد من شركات الطيران التونسية الرائدة مثل الخطوط التونسية وقرطاج للطيران وشركة سيفاكس آرلاينز، مما يجعله محوراً جوياً حيوياً للربط بين الجنوب التونسي والعالم.
توسعات مطار جربة جرجيس والتحسينات المتلاحقة
شهدت الطاقة الاستيعابية للمطار تطوراً ملحوظاً عبر العقود الماضية، حيث بدأت بقدرة متواضعة لا تتجاوز 500,000 مسافر سنوياً في مراحله الأولى. مع التوسعات الكبرى التي تم إنجازها في عام 1992، قفزت القدرة الاستيعابية للمطار إلى 1.5 مليون مسافر سنوياً، مما مثل نقلة نوعية في قدراته التشغيلية.
استجابة للنمو المتسارع في حركة المسافرين والطلب المتزايد على الخدمات الجوية، تم إقرار مشروع توسيع طموح جديد استمرت أعماله حتى عام 2007. شمل هذا المشروع سلسلة من التحسينات الجوهرية شملت توسيع مرافق صيانة الطائرات، تحديث برج المراقبة الجوية، إعادة تأهيل وتجميل المحطة الجوية الرئيسية، إنشاء محطة تموين جديدة متطورة، وبناء محطة مسافرين حديثة بطاقة استيعابية تصل إلى 2.8 مليون مسافر سنوياً خصصت بشكل رئيسي لرحلات الشارتر السياحية.
البنية التحتية المتطورة والمرافق الحديثة
يتميز مطار جربة جرجيس الدولي ببنية تحتية متكاملة تغطي مساحة إجمالية تقدر بـ 295 هكتاراً (ما يعادل 730,000 متر مربع)، مع إضافة المحطة الجديدة التي تشغل مساحة 57,000 متر مربع والتي تم افتتاحها رسمياً في ديسمبر 2007. تبلغ الطاقة الاستيعابية الإجمالية الحالية للمطار 4.5 مليون مسافر سنوياً، مما يجعله أحد أكثر المطارات استعداداً لاستقبال الزيادة المتوقعة في أعداد السياح والمسافرين.
المدرج الجوي والمرافق التشغيلية
يضم مطار جربة جرجيس مدرجاً جوياً رئيسياً واحداً مصنفاً تحت الرمز 09/27، وهو يمتد بطول 3100 متر وعرض 45 متراً، مجهزاً بأحدث أنظمة الإضاءة والملاحة الجوية التي تتيح عمليات الإقلاع والهبوط في مختلف الظروف الجوية. تم تصميم المدرج لاستيعاب مختلف أنواع الطائرات بما فيها الطائرات واسعة البدن، مما يؤهله لاستقبال رحلات مباشرة من مختلف أنحاء العالم.
محطة مطار جربة جرجيس الجوية الجديدة: تحفة معمارية وتقنية
تم تصميم المحطة الجوية الجديدة في مطار جربة جرجيس وفقاً لأعلى المعايير الدولية في مجال الطيران المدني، حيث تجمع بين الأصالة المعمارية التونسية والحداثة التقنية. تتألف المحطة من ثلاثة طوابق رئيسية تم توزيعها بشكل وظيفي متكامل:
الطابق السفلي: تبلغ مساحته 18,000 متر مربع مخصص بالكامل للتجهيزات التقنية والمرافق الخدمية بما فيها مطعم خاص للعاملين، غرف التحكم، وأنظمة الأمن والسلامة المتطورة.
الطابق الأرضي: يشغل مساحة 21,000 متر مربع ويضم صالة التسجيل الرئيسية، صالة الوصول، منطقة مراقبة الشرطة، قاعة استلام الأمتعة، ومكاتب التفتيش الجمركي، بالإضافة إلى مناطق الخدمات المساندة.
الطابق العلوي: مخصص بشكل كامل لمنطقة المغادرة ويشمل صالة الانتظار الرئيسية، مكاتب مراقبة الشرطة، المساحات التجارية والمطاعم، مع إضافة طابق وسطي يحتوي على ممرات متحركة تربط الجسور المخصصة للصعود إلى الطائرات بالمحطة الجوية.
مرافق خدمة الطائرات والمسافرين
يحتوي مطار جربة جرجيس على ساحة طائرات متطورة تبلغ مساحتها 50,000 متر مربع، مصممة خصيصاً لاستيعاب الطائرات كبيرة الحجم مثل Boeing 747 والطائرات متوسطة الحجم مثل Airbus A320، مع توفير كافة خدمات التزود بالوقود والصيانة الأرضية.
تم تجهيز موقف السيارات لاستيعاب 600 سيارة خفيفة، 100 حافلة، و50 سيارة أجرة، مع نظام متكامل لإدارة حركة المرور وتسهيل وصول وخروج المسافرين. تشمل الشبكة الطرقية المحيطة جسراً وطريقاً دائرياً يربط المحطة القديمة والجديدة مع الطريق الرئيسي المؤدي إلى حومة السوق ومداخل المطار المختلفة.
التأثير السياحي والاقتصادي
يعتبر مطار جربة جرجيس الدولي أحد أبرز المعالم الحضارية والخدمية في جزيرة جربة، حيث يساهم بشكل مباشر في دفع عجلة التنمية السياحية والاقتصادية في المنطقة. يتميز الموقع المحيط بالمطار بتنوع كبير في خيارات الإقامة والخدمات السياحية، ما بين فنادق فاخرة تقدم خدمات خمس نجوم وبيوت ضيافة تقليدية بأسعار مناسبة، مما يلبي توقعات مختلف فئات الزوار.
يرتبط نشاط المطار بشكل وثيق بحركة السياح القادمين لزيارة جزيرة جربة والمناطق المجاورة مثل مطار تورز نفطة ومطار قابس مطماطة، حيث يغطي شبكة واسعة من الوجهات الأوروبية الرئيسية. يشهد المطار مواسم ذروة منتظمة تتوافق مع الفترات السياحية العالية، مما يجعله محوراً أساسياً في الاستراتيجية الوطنية للسياحة التونسية.
لمسافرين الراغبين في حجز طيران رخيص إلى جزيرة جربة، يتوفر عبر المطار العديد من الخيارات مع شركات الطيران المحلية والدولية، مع إمكانية الوصول إلى المطارات التونسية الأخرى مثل مطار تونس قطاج ومطار المانستير الحبيب بورقيبة ومطار النفيضة عبر رحلات منتظمة. كما يمكن للزوار استكشاف المطارات الأخرى في الجنوب التونسي مثل مطار قفصة قصر ومطار طبرقة عين دراهم ومطار صفاقس طينة من خلال شبكة الطيران الداخلي.
